أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - وهل فتحتم الحدود امام الارهابيين يا بثينة شعبان أم لا؟















المزيد.....

وهل فتحتم الحدود امام الارهابيين يا بثينة شعبان أم لا؟


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما لم تقوله المستشارة الاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد السيدة بثينة شعبان حول طلب ثلاثة وفود عراقية زارت العاصمة السورية دمشق بعد التفجير الذي طال مبنى وزارة الخارجية العراقية في صالحية بغداد، والتي كانت برئاسة طارق الهاشمي، ورافع العيساوي، وخليط من القائمة العراقية التحق بهم في دمشق كلا من حارث الضاري وعدنان الدليمي وسليم الجميلي وسلمان الجبوري ورشيد العزاوي على التوالي حسب تصريحاتها والتي نقلتها"شفق نيوز"، ان كانت سلطات بلدها قد استجابت للوفود الثلاثة وفتحت حدودها لاستقبال الارهابيين من البلدان المختلفة وساعدتهم لوجستيا وعسكريا حتى عبورهم الحدود المشتركة نحو حواضنهم "ليجاهدوا في سبيل الله" بقتلهم الالاف من الابرياء أم لا؟

كما ان هناك تقرير صحفي نسب للرئيس السوري بشار الاسد يقول فيه " ان ساسة عراقيين طلبوا منه فتح الحدود امام من اسموهم "بالمجاهدين" لضرب العملية السياسية، مشيرا الى ان حكومة بلاده تحتفظ بتسجيلات صوتية لأولئك الساسة وستبثها في الوقت المناسب"، اما السيدة شعبان فانها عززت تصريح رئيسها بان سلطات بلدها تحتفظ بالتسجيلات صوتا وصورة. والسؤال المطروح على السيد بشار الاسد هو نفس السؤال المطروح على مستشارته الاعلامية، لنقول له هل استجبتم لهؤلاء "الساسة" وفتحتم حدود بلدكم امام شذاذ الافاق المتعاونين مع حثالات البعث العراقي أم لا؟

الاجابة على السؤال لاتحتاج الى جهد كبير، وان لم تكن السيدة شعبان او زعيمها قد اجابوا عليه من خلال تصريحاتهم، فان بوليسية النظام البعثي السوري وطريقة مراقبته لزائري بلدهم وتعداد اجهزة ودوائر المخابرات التي على الزائرين مراجعتها وطريقة التحقيق معهم، تشير الى ان حجم وعديد الارهابيين العابرين حدود سوريا الى العمق العراقي تمت بموافقتهم ودرايتهم. وهذا ما اكده رئيس وزراء العراق حين صرح مرات عدة على ان الاجهزة الامنية والاستخبارية في العراق تمتلك ادلة "كما السوريين" على وجود معسكرات تدريب للارهابيين وبمساعدة السلطات السورية. ولكن يبقى هناك سؤلا علينا ان نتعرف على اجابته حول دوافع سوريا في تأزيم الوضع العراقي ومن هي الدول الرئيسية التي قدمت لهم خدماتها، ولماذا؟

لقد كان العراق ساحة ومنذ تأسيس الدولة الصفوية في العام 1501 م للصراع الطائفي ولتصفية الحسابات بين الصفويين والعثمانيين على شكل صراع شيعي – سني دفع ثمنه غاليا العراق وشعبه دمارا وتخلفا وتبعية، ولتستمر معاناته اثناء الحكم العثماني بعد انهيار الدولة الصفوية في العام 1875 م وحتى انهيار الدولة العثمانية بعد خسارتها الحرب العالمية الاولى. وبقي الصراع السني "الحاكم" والشيعي قائما بشكل او بآخر بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة، ولم يتجذر بشكل يهدد السلم المجتمعي الا بعد انتفاضة آذار وقمع نظام البعث الفاشي لها بسادية معروف بها. وما ان انهار النظام في عام 2003 حتى بدأ صراعان اولهما الصراع السني الشيعي للبحث عن مناطق نفوذ بتغذية تيارات موالية لهما يطفو على السطح ثانية وهذه المرة ايرانيا سعوديا ليبقى العراق كما السابق يدفع ثمن صراعات الاخرين على ارضه، وثانيهما صراعا بعثيا ضد العملية السياسية "على علّاتها" يقوده بعثيو سوريا لنصرة رفاقهم القتلة. وهذا لايعني عدم وجود اشكال اخرى للصراع تقودها دولا اخرى دولية كانت ام اقليمية اطلاقا، ولكن ما يهمنا هنا هو الصراع الذي يقوده مثلث الشيطان "الايراني –السعودي- السوري" هذا ضد العراق والذي نجح لليوم نتيجة تبعية "ساسة" العراق الجدد لأحد اضلاع هذا المثلث طائفيا أوقوميا قبل الانقلاب عليه.

فبالنسبة لأيران المعزولة دوليا "قبل الاتفاق الاخير مع الغرب" والطامعة بهيمنة كاملة على الخليج مع قدرة عسكرية ناهضة ومشروع نووي طموح قطعت من خلاله اشواطا كبيرة، كان وجود جيشا امريكيا على حدودها الغربية "العراق" مقلقا للغاية بالنسبة لها. ولذا كان هدف ابعاد هذا الجيش عن حدوده وان امكن اخراجه من العراق بشكل كامل يمثل هدفا استراتيجيا لها بل كان لها مسألة حياة او موت. وقد نجحت ايران في اجبار الامريكان على الانسحاب من العراق بتدريبها وتمويلها لميليشيات شيعية وتغذيتها لحرب طائفية نجحت من خلاله بترسيخ وضعها كلاعب قوي على الساحة السياسية العراقية، حتى بات تشكيل الحكومات العراقية لايتم الا بموافقتها ومباركتها ليس في بغداد فقط بل وحتى في الاقليم الذي اصبح قادته يزورون ايران اثناء الازمات لحلها "كصديق". ولان الحرب الطائفية تحتاج الى ميليشيا سنية لمواجهة مثيلتها الشيعية فان ايران نسقّت مواقفها مع حليفتها سوريا بغض النظر عن تسلل الالاف من الارهابيين الى العراق للمساهمة في اشعال فتيل تلك الحرب ليبقى العراق غير مستقرا وتابعا لساسة طهران في مفاصل كثيرة.

اما السعودية "الوهّابية" والتي كشفت الاحداث الاخيرة من انها الممول الرئيسي للارهاب الاسلامي الدولي المتطرف عن طريق المال واطنان الفتاوى التكفيرية ولتأكيد زعامتها لسنة العالم ، فان وجود حكومة شيعية في عراق مستقر يشكل خطرا على مصالحها الاقليمية والاقتصادية خصوصا وان عراق معافى يعني عودة الى اسواق النفط العالمية ومنافستها لباقي الدول المصدرة وعلى رأسها السعودية، اضافة الى خوفها من التحالف الايراني العراقي وتأثيراته على شيعة المنطقة ومنهم شيعة السعودية في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط وشيعة البحرين. ما دفعها في محاولة يائسة لاعادة عقارب الساعة للخلف وعودة البعث العراقي بواجهته السنية للسلطة ثانية الى لعب دور كبير جدا والتعاون مع الحكومة السورية في ارسال الارهابيين الى العراق وتمويلهم، وكما ساسة الشيعة فأن الساسة السنة كانوا ولازالوا يحجّون الى الرياض ليساهموا كنظرائهم الشيعة في دمار "بلدهم" عن طريق طلبهم من مرجعيتهم هناك بارسال قوافل جديدة من الارهابيين الى اراضي العراق والمساهمة الفعالة في دفع الامور السياسية والامنية الى منزلقات خطرة.

أما سوريا التي احتضنت قيادات البعث العراقي بعد انهيار حكمهم اثر احتلال العراق فانها رضخت لضغوط ضلعا الشيطان الايراني والسعودي بفتح حدودها امام زناة الارض من الارهابيين، وقدمت لهم كل ما يحتاجونه من تسهيلات في سياسة قصيرة النظر لم تكن من صفات السياسة السورية حتى وقت قريب و لتدفع اليوم جرّاءها الثمن غاليا. فعشرات آلاف الضحايا وملايين المشردين ودمار البنية التحتية والعزلة الدولية التي تهدد نظامهم بالانهيار وبلدهم ربما بالتقسيم نتيجة الحرب الاهلية التي يقودها نفس الزناة الذين ادخلتهم سوريا الى العراق، هي نتيجة منطقية لرعونة السياسة السورية تجاه العراق الذي كان السوريون يحلمون كما السعوديون بعودة البعث فيه الى السلطة ثانية.

والان ايتها السيد شعبان ونحن واياكم ندفع ثمن الارهاب الذي تقولون انكم تمتلكون أدلة مادية عليه "ولاشك في ذلك" حول طلب متهمين بالارهاب ومحكومين هاربين واعضاء برلمان صوتا وصورة، وهم يطلبون منكم فتح حدودكم امام ما يسمى "بالمجاهدين" لضرب الامن والعملية السياسية بالعراق برمتها وتسببوا لليوم مع قصر نظر طائفيي الجانب الاخر بمقتل الالاف من الابرياء ودمار البلد ودفعه الى الفوضى والتقسيم. فهل هناك نية في نشرها علنا كي يتعرف من خلالها ابناء شعبنا على دعاة الارهاب والطائفية أم انكم ستكونون كما المالكي الذي يمتلك أدلة دامغة وملفات "مخبأة" ان اعلنها فسيتحول البرلمان الى ساحة ملاكمة حسب وصفه.

السيدة شعبان لدينا في العراق مقولة ذهبت مذهب الامثال تقول "يا حافر البير لاتغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانته التگع بيها"، وها هو الفلك الذي تمثله السياسة اليوم قد أدار لكم ظهر المجن فأصبحتم تعانون أشد المعاناة من ارهاب زرعتموه في ارضنا الطيبة. لتحصدوا منه الموت اليومي وليتسبب في قتل الالاف من ابناء الشعب السوري الطيب على يد "داعش" واخواتها صناعة فتاوى الشياطين من الطائفتين.

السيدة شعبان نحن في العراق بحاجة لجولة ملاكمة على حلبة الخضراء وليس في الغرف المغلقة.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناغورني تلعفر وقره باخ خورماتو
- مهمة الجيش العراقي هي الحفاظ على السلطة الدكتاتورية وديمومته ...
- صحيفة التآخي ترد الدَّين الفيلي بسيل من الاهانات
- العراق من صدام المجيد الى نوري الاشتر
- أجيبوا هذه الطفلة ان كانت لكم كرامة
- قراءة في تقرير الاجتماع الاعتيادي الكامل للجنة المركزية للحز ...
- الكورد الفيليون وسراب الكوتا
- السيد ابو حسنين .... تره صارت يخني
- القتلة يحكمون العراق
- هل المالكي يريد خوض حرب عالمية ضد الارهاب بقيادة حمّودي وابو ...
- شيعة العراق ضحايا ساسته ورجال طائفتهم
- حتى صدام لم يفعلها يا نوري
- حجي ابو اسراء تعال نبحث معا عن معاناتكم
- راغب علامة يستنكر والمالكي ايضا يستنكر!!!
- هلهوله للدعوة الصامد
- نكرهك ياعراق
- عدنان الاسدي بين الترخيص والعجز
- العنف والعدوانية في زمن الكوليرا... مرتضى القزويني مثالا
- الانصار الشيوعيون ليسوا مرتزقة
- السياسة فن الممكن وليست فن التمنيات


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - وهل فتحتم الحدود امام الارهابيين يا بثينة شعبان أم لا؟