أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هل ستكون معركة بغداد آخر معارك القادسية؟














المزيد.....

هل ستكون معركة بغداد آخر معارك القادسية؟


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 19:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد سرا في ان مدير شبكة الاعلام العراقية قد حول هذه المؤسسة الممولة من خزينة الدولة والتي عليها عكس سياسة الدولة وليس السلطة التنفيذية، الى مؤسسة تابعة وناطقة بأسم السيد رئيس الوزراء وحزبه الحاكم. ولأن السلطة في العراق كأية سلطة في العالم بحاجة الى صحف مقرّبة منها لتبث من خلالها رؤاها وافكارها وسياساتها الداخلية والخارجية، فأن صحيفة الصباح البغدادية التابعة لشبكة الاعلام العراقي تعتبر الناطقة بأسم السلطة التنفيذية، خصوصا عبر افتتاحياتها ومقالاتها في باب "آراء" والتي يحررها رئيس تحريرها المقرّب جدا من المالكي وحزبه.

لقد كتب رئيس تحرير صحيفة الصباح البغدادية اليوم 29/1/2014 مقالا جاء كأفتتاحية للموقع الألكتروني للصحيفة تحت عنوان "معركة بغداد" تضمن سيناريوا مرعبا لأيام قادمة حبلى بالأحداث الكارثية. جاء فيه أن "داعش" الارهابية ستخوض معركة "التمكين" حسب وصفه للسيطرة على منطقة فائقة الاهمية بعد ان تنقل معركتها من "الفلوجة" الى بغداد او بعض بغداد، تأكيدا لشعار "قادمون يا بغداد" الذي رفعته في ساحات الاعتصام "العار". واستمر الكاتب في السيناريو الذي وضعه "وُضِعَ له" ليحدد مناطق وجيوب خزن الاسلحة التي ستستخدم في هجومها على العاصمة وكذلك اخفاء نساء ورجال غسلت ادمغتهم لقتل الشيعة لانه الطريق الاقصر للجنة وملاقاة النبي، وستكون هذه المناطق هي حزام بغداد وربما مناطق اخرى من بغداد "سنية الصبغة" وقريبة من المواقع الحساسة ومنها بالتأكيد المنطقة المقدسة "الخضراء"، ليشيعوا ان لم يستطيعوا السيطرة والتمكن "احتلال بغداد" الفوضى والارتباك في صفوف الدولة ورجالها والتي تشكل ضربة معنوية للدولة. الا انه يتراجع قليلا في السيناريو المفترض ليمنحنا بعض الامل عن طريق رد الصاع صاعين "لداعش" عن طريق القادة العسكريين الواعين لهذا الامر وبمساندة ابناء شعبنا.

في معركة مفترضة "كمعركة بغداد" يعتبر تحصين الطرق والممرات المؤدية للمدينة وقطع الطريق على الارهابيين من الوصول اليها عن طريق محاصرتهم في اماكن تواجدهم والقضاء عليهم بنقل المعركة الى ارض الخصم، من بديهيات العلوم العسكرية التي اعتقد ان الضباط المسلكيين المؤتمرين بقائد سياسي او عسكري كفء على دراية كاملة بها. ولكن السيناريو الذي جاء به السيد رئيس تحرير صحيفة الصباح يشير الى أمرين اثنين اولهما عسكري والثاني سياسي.

على الصعيد العسكري، يعتبر مجرد التفكير بمثل هذا السيناريو وليس حدوثه جريمة وطنية كبرى يتحملها قادة عسكريين فاشلين وليس من المستغرب ان يكونوا من قوات "الدمج" الذين ابتلت بهم البلاد من اعضاء ميليشيات الاحزاب وخصوصا الاسلامية كونهم من المتنفذين في المؤسسة العسكرية، ومن وراء هؤلاء القادة قيادة مدنية عاجزة عن حماية "مواطنيها" كونها تدير مؤسسة عسكرية ذات سمات طائفية وضعيفة من حيث نوعية الاسلحة والتدريب والامداد والجهد الاستخباري.

وعلى الصعيد السياسي ، فأن اشاعة اجواء عدم الثقة بين مواطني العاصمة واشاعة الفوضى سيؤدي كالعادة الى تمترس طائفي وهذا ما يحتاجه الساسة المتنفذون اليوم لاننا وببساطة على ابواب انتخابات تشريعية جديدة. بعد ان فشلت السلطات ومنها سلطة المالكي الاطول عمرا خلال السنوات العشر السابقة من تقديم اي شيء "لمواطنيها" عدا الخراب الذي دمر البلد.

وعودة الى سيناريو انتقال ارهابيي "داعش" للهجوم على بغداد وضرورة التصدي لهم، ألم يكن من الافضل للحكومة الاستجابة لبعض مطالب المتظاهرين المقبولة منها طبعا، وعدم فسح المجال امام الانتهازيين والبعثيين والارهابيين والطامحين للعب دور سياسي اكبر من حجمهم بركوب الموجه والظهور بمظهر "الابطال" على الاقل في مناطقهم وحواضنهم؟ ألم يكن من الافضل للحكومة ان تعزز من مكانة القوى التي قاتلت تنظيمات القاعدة وطردتها من مناطقها تلك التي اطلقت عليها اسم قوات "الصحوة" والتي اصبحت في وقت ما هدفا للارهابيين كونهم قاتلوهم جنبا الى جنب قوات الجيش من جهة، وهدفا لقوات الحكومة بعد اتهامهم بالارهاب؟

اذا كانت "معركة بغداد" التي يبدوا ان التخطيط لها قد تم على اعلى المستويات ونتائجها هي جزء من حملة المالكي الانتخابية وهي امتداد لتحشيدات و صولات ومعارك سابقة، فلتكن ومن اجل البدأ بمشروع بناء الدولة عن طريق استقرار الاوضاع السياسية والامنية وللحد من مقتل آلاف الابرياء من ابناء شعبنا آخر معارك قادسية المالكي. فهل ستكون كذلك ام هناك امامنا معارك اخرى.

ختاما اذا كانت حجة المالكي عدم قتال "داعش" في الفلوجة هو خوف السلطة على مواطنيها لانهم يتحصنون بين الاهالي، فأن الامر سيكون كذلك ايضا اذا تمكن هؤلاء الذين ثقافتهم نشر الموت والرعب بين الابرياء من دخول بغداد أو بعض بغداد، بل ان جرائمهم بين صفوف المدنيين ستكون فضيعة واكثر بشاعة كون بغداد ليست ذات صبغة قومية او دينية او طائفية واحدة كما الفلوجة. أن اي تلكؤ من قبل المالكي في حسم أمر داعش في الفلوجة يصب في صالح الارهابيين الذين قد يعززون من مواقعهم ليس بالفلوجة فقط بل وفي مناطق اخرى، ويصب ايضا في مصلحة المالكي الذي يلعب على عامل الوقت لحين موعد الانتخابات الذي تهيأ له منذ فترة ليست بالقصيرة عن طريق الشحن الطائفي والدخول في صراعات على مختلف الجهات، وقد تكون تأجيل الانتخابات واطالة عمر حكومته احدى نتائج سياسة المالكي المرعبة.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهل فتحتم الحدود امام الارهابيين يا بثينة شعبان أم لا؟
- ناغورني تلعفر وقره باخ خورماتو
- مهمة الجيش العراقي هي الحفاظ على السلطة الدكتاتورية وديمومته ...
- صحيفة التآخي ترد الدَّين الفيلي بسيل من الاهانات
- العراق من صدام المجيد الى نوري الاشتر
- أجيبوا هذه الطفلة ان كانت لكم كرامة
- قراءة في تقرير الاجتماع الاعتيادي الكامل للجنة المركزية للحز ...
- الكورد الفيليون وسراب الكوتا
- السيد ابو حسنين .... تره صارت يخني
- القتلة يحكمون العراق
- هل المالكي يريد خوض حرب عالمية ضد الارهاب بقيادة حمّودي وابو ...
- شيعة العراق ضحايا ساسته ورجال طائفتهم
- حتى صدام لم يفعلها يا نوري
- حجي ابو اسراء تعال نبحث معا عن معاناتكم
- راغب علامة يستنكر والمالكي ايضا يستنكر!!!
- هلهوله للدعوة الصامد
- نكرهك ياعراق
- عدنان الاسدي بين الترخيص والعجز
- العنف والعدوانية في زمن الكوليرا... مرتضى القزويني مثالا
- الانصار الشيوعيون ليسوا مرتزقة


المزيد.....




- -موقف مرعب-.. انهيار شرفة منزل فوق آخر وإصابة 9 أشخاص أحدهم ...
- مستحضرات مكياج أساسية للصيف وأخرى يجب تجنبّها
- خارجية إيران: دول الجوار رفضت استخدام إسرائيل أجواءها لشن ضر ...
- بعدما قصفته أمريكا.. هذا ما كشفته صور أقمار صناعية جديدة في ...
- إسرائيل: اجتماع الكابينت ينتهي بلا قرار حول مستقبل الحرب في ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدين -التهديدات الإيرانية- بحق غروس ...
- أوكرانيا تقرر الانسحاب من معاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد ...
- طهران تعرب عن -شكوك جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق الن ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إجلاء جماعي.. النزوح يطارد أهالي ...
- باريس تعرب عن -أسفها الشديد- للحكم بسجن صحافي فرنسي في الجزا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هل ستكون معركة بغداد آخر معارك القادسية؟