اسماعيل خليل الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 12:22
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
كان عليكم ـ أيها الشهداء ـ أن تؤمّنوا سيّاراتكم قبل أن تركبوا , فالكوبرا تترصّد خطاكم , و تحصي عليكم أنفاسكم , و لأنّ من مأمنه يأتي الحذر , فقد كان عليكم أن تنتبهوا إلى أشكال التخفّي التي تتقمّصها , فتارة على شكل سائق , وتارة على هيئة صديق , بل إنها قد تنام في فراش أطفالكم , وتدخل إلى مطابخكم لتغلي لكم القهوة , و تخرج مع عائلاتكم إلى النّزهة وتأكل المنقوشة و تشرب الجعة , وتناقشكم حول آخر المستجدّات السياسية , وتقرأ معكم الصّحف اليومية , و تتفرّج على القنوات الفضائية .
الكوبرا أصبحت خارج السيطرة , في يدها المال و في يدها المفرقعات , و في يدها قائمة بأسماء ضحاياها , فقبل أن تضغط على كبسة الموت في جهاز التحكم شطبت على اسم جورج حاوي وبدأت تنسج شراكها جول الضحيّة التالية , فمن تكون؟
لم يكن جورج حاوي زعيم طائفة, و قد ترجّل عن مهامّه الحزبيّة, ليتفرّغ لذكرياته, فقد كانت ذاكرته, في الآونة الأخيرة , مرجعا لكل باحث و لكلّ متذكّر, و لأن هنالك من يوخزه التذكّر, فقد قرروا قتل الذاكرة فيه , لقد فضح الشهيد الطبقة السياسية المتنفّذة في لبنان تلك الطبقة المسطّحة التي ( تستأهل الضرب بالصرماي ) لأنّها استمرأت الاستخذاء على أبواب المفارز الأمنية, و يطأطئون الرؤوس حين يسمعون كلمة زجريّة تقليعا لهم, فقد مات آخر الرجال المحترمين بعد أن قال كلمته , فإن أخطأ فهو خطأ المشروع الذي حمل لواءه , و من يقرأ التاريخ عليه أن يكون تاريخيّا في أحكامه على المشروع و على حامل المشروع .
أيها الشهداء القادمون , احذروا دكاكين الموت المنتشرة و المزروعة على مساحة لبنان , و ابحثوا عن ( أبو كلبشة ) الذي حرر ( أبو عنتر ) و ( غوّار ) من سجنهما , في مسلسل صح النوم حتى يعيثان فسادا في الحارة , فلا يفقد أهميّته , و بالتالي يستغنى عن خدماته .
جورج حاوي مع السلامة و سلّم لنا على فرج الله الحلو .
#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟