أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - النهضة بساطور الزرقاوي














المزيد.....

النهضة بساطور الزرقاوي


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 881 - 2004 / 7 / 1 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتبدّى الكفاح من أجل جلاء المستعمر اليوم ملتبسا مقارنة بالكفاح ضدّه في منتصف القرن الماضي, كان النضال مستقطبا غالبية المجتمع إن رأسيا ( أديانا و طوائف ), أو أفقيا ( مدنا وأريافا ), وزاد ذاك النضال دسما , تلك النهضة الفكريّة التي أنتجته و أنتجها في اتجاهين متلازمين , لقد كانت مرحلة غزيرة بحق , مليئة بالأعلام إن على صعيد الفكر ( خير الدين التونسي, سلامة موسى, , البستاني, طه حسين ) أو على صعيد الأدب ( أحمد شوقي , بدوي الجبل , الشابّي , الزهاوي , الرصافي) ناهيك عن رجال سياسة وقانون مرموقين .
وقبل نضوج تلك المرحلة , تراكمت أدران الفساد السياسي في أحشائها , فما إن حلّت نكبة فلسطين , حتى بدت عاجزة منهكة, حيث لم تجد المشاريع المطروحة طبقة اجتماعيّة حاملة للنهضة , تمثلا بالبورجوازيّة الأوروبيّة , فجاء الانقلابيّون وليتهم ما جاءوا .
أول ما قوّض الانقلابيّون مشاريعهم الفكريّة و أحزابهم و مفكريهم , قضموها و قضموا البنيان الاجتماعي و الدولة الوليدة بحجة تحرير الأرض و إعداد القوة , فاستقوت السلطة على الجميع : الفكر , السياسة , الاقتصاد, القضاء, ثم جاءت هزائمهم أمام الأعداء لتكشف عريهم و إفلاسهم .
حالة العراق اليوم , هي العجب , مجتمع منهك , مقسّم , جغرافية مهشّمة , دولة مفقودة , سيادة مختطفة , غياب كامل لمشروع وطني , مجمع عليه , للتخلّص من الاحتلال و بناء دولة الحداثة و الديمقراطيّة , على العكس من ذلك , قد يتساوى المرحّبون بالاحتلال مع الرافضين له , أمّا المقاومون فإنهم يتبدّون أشباحا , بلا مشاريع , بلا إجماع وطني , بلا فكر و مفكرين , بلا حوار و محاورين , بدلا من ذلك , قطع رؤوس أسرى , تفجير وتفخيخ ينجم عنه أشلاء متطايرة للمقصودين أو للعابرين , دون تسجيل نقاط و إحداث ترلكمات , كل ذلك باسم الإسلام في غياب لمنهج إسلامي نهضوي حداثوي يردم الهوّة بيننا وبين العصر , ويبني دولة مؤسسات .
يرتاح هواة التحليل المؤامراتي و يلصقون كل فعل شنيع أو خائب على مكر المحتلين , فهم الذين يجزّون الرؤوس وهم الذين يفجّرون , و الزرقاوي شخصيّة خياليّة من صنعهم , لكنّ مجتمعاتنا تزخر بأمثال هؤلاء الذين استنسخهم الفساد و الاستبداد , حتى إذا كانوا متهمين فإن بدنهم ( لبّيس ) فتأتي هذه الأفعال على مقاسهم حفرا و تنزيلا .
مع توقنا لأن يخرج آخر جندي يحتلّ الأرض , لكننا لا نستطيع اليوم التسليم لمنطق : فليخرج المحتل أولا , وكلّ شيء سيسوّى بعد ذلك , لأن الـ ( بعد ذلك ) في أنيابها العطب , فهل سيحمل الأشباح المقنّعون ( بعد ذلك ) ساطورهم ليجزّوا رؤوس المواطنين المختلفين مع تفسيرهم للدين ؟ و هل سيدخل العراق ( بعد ذلك) في نفق الاقتتال الداخلي ؟ وهل يبقى العراق موحدا (بعد ذلك ) أم سيصبح شلوا مقطّع الأوصال ؟, فليتفق العراقيّون على ما ( بعد ذلك ) أولا , عندئذ سيجد ون بلادهم محررة مطهرة , بأقلّ الخسائر , ثمّ ينصبون عجلات قطارهم على السكة وسرعان ما ينطلقون .

إسماعيل خليل الحسن
كاتب سوري



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرج الله الحلو و نجيب سرور و مأساة العصر
- دفء الليلة الباردة
- همسة قبل الطبول
- الفحل الضحيّة و الضحية المفحّـلة
- هل الترياق في العراق من الأحوج إلى المساعدة العراق أم العرب


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - النهضة بساطور الزرقاوي