أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - هل نظام المجلسين هو الأفضل بالنسبة إلى العراق














المزيد.....

هل نظام المجلسين هو الأفضل بالنسبة إلى العراق


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1102 - 2005 / 2 / 7 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن اعتبار المحاصصة الطائفية و القومية ( أيا كان الموقف منها ) قد أصبحت أمرا واقعا و مفروغا منه في العراق , فحتى لا نمضي بعيدا مع الندّابين و القوالّين , وشتّامي الظروف الموضوعية واللاموضوعية , علينا استخلاص العبر و أن نطلب المستطاع حتى تنقاد إلينا الظروف , فكيف لا تخونك الأقدار أذا كنت تغيّب الحياة المدنية و الديمقراطية و تنهج منهجا استئصاليا على الجماعات العرقية و السياسية و الدينية, ثم تطالب الفرد أن يفكر وطنيا , بمعنى آخر كيف تزرع التخلّف و الاستبداد و اللامساواة , ثم تطلب نتائجا تحتاج العلمانية إلى نصف قرن ونيّف لتحقيقها . فالمحاصصة هي الممكن الوحيد الذي ملأ فراغا و خواء كان يعتاش عليه نظام الاستبداد , وكشف عنه الاحتلال , ولكن الفراغ مازال كبيرا ضاع في متاهاته كل شيء : الاحتلال , و الطوائف الدينية و العرقية , و الجماعات الجهادية , الأحزاب , فلا أحد يدعي امتلاك الساحة بمفرده , فإذا اتفق العراقيون على أن نظامهم العتيد سيكون نظاما برلمانيا , فالمقترحات أمامهم واسعة وعلى الهيئة التأسيسية المنتخبة أن تأخذ بعين الاعتبار ما لدى العراقيين من تراكمات , و أن تقوم دولة عصرية على بحر لجيّ أمواجه متلاطمة , أفظع مافيها هو الاحتلال نفسه .

لا شك أن منطق الريبة و عدم الثقة بين الفئات الأقوامية يجعل كلا منها يجر اللحاف على بدنه غير آبه لا نزلاقه عن بدن غيره , و فوبيا الديمقراطية إنما يتأتى من احتمال طغيان الأكثرية العدديّة من خلال صندوق الاقتراع , لكن في العلوم الدستورية حلولا تتناسب و الحالة التي تؤول إليها المجتمعات المختلفة .

لقد قام نظام المجلسين , لإعادة التوازن بين فئتي النخبة و العوام في أثينا القديمة . وما زال مثل هذا النظام الانتخابي ساريا في عديد من الدول منها أمريكا و بريطانيا و فرنسا , و إن اختلفت أهدافه من بلد إلى بلد .

بالنسبة للحالة العراقية سيكون المجلس النيابي منتخبا من الشعب بأسره وفق التقسيمات الإداريّة أي المحافظات , وتكون شروط الترشّح أكثر تيسيرا سواء كان بالاقتراع المباشر أو بالتمثيل النسبي , فكل حامل للجنسية العراقية , يستطيع التقدم لشغل مقعد نيابي إذا توفر به شرط السن و التعليم و نظافة اليد وخاصة من جرائم حقوق الإنسان .

أما المجلس الآخر وسيكون استشاريا فتتمثل به الطوائف المختلفة على قدم المساواة وفق توزّعها الجغرافي , وستكون شروط الترشح أقل سهولة كاشتراط أن يحمل المرشّح شهادة جامعية و ما فوق وذلك لأسباب سنذكرها فيما بعد .

إن هذا النظام الانتخابي سيجمع ما بين النظام المركزي و النظام الفيدرالي , و كذلك بين حالة المجتمع المدني و المحاصصة و خاصة إذا كانت القرارات و المراسيم الاشتراعيّة لن تكون نافذة إلاّ بانعقاد المجلسين وبأكثرية يحدد نسبتها في النظام الداخلي ويفضّل أن تكون عالية 70% وما فوق على سبيل المثال , أما اشتراط أن يحمل المستشار شهادة جامعية و ما فوق فالهدف منه تطعيم الحالة الطائفية بلقاح ثقافي سيكون لتراكمه أعظم الأثر في الارتقاء من حالة ما قبل المجتمع إلى المجتمع المتلاحم .

على العراقيين , اليوم , البحث و الغوص كثيرا , لتوفير أنجع السبل للخروج من حالة الفراغ , الذي خلّفه الاستبداد و سيخلّفه الاحتلال , و لاتعوزهم النصيحة لأن فيهم كفاءات و خبرات لا مثيل لها , لتحقيق آمالهم في إنهاء الاحتلال , و الحفاظ على العراق موحدا في اللامركزية , و تحقيق الديمقراطية لسائر الشعب العراقي , فلا وداعا للاستبداد .



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد أن ننسى و محمود جلبوط يتذكر
- سمة القائد السياسي أن لا تكون له سمة
- لماذا لا تعاد محاكمة سلمان المرشد؟
- البرلمان التونسي الجديد القديم
- عندما تكون 58أكبر من 99
- حركة التحرر الوطني أم الخيبات و الحظ العاثر
- النهضة بساطور الزرقاوي
- فرج الله الحلو و نجيب سرور و مأساة العصر
- دفء الليلة الباردة
- همسة قبل الطبول
- الفحل الضحيّة و الضحية المفحّـلة
- هل الترياق في العراق من الأحوج إلى المساعدة العراق أم العرب


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - هل نظام المجلسين هو الأفضل بالنسبة إلى العراق