أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - اسماعيل خليل الحسن - نريد أن ننسى و محمود جلبوط يتذكر














المزيد.....

نريد أن ننسى و محمود جلبوط يتذكر


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1086 - 2005 / 1 / 22 - 08:16
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


أخي ورفيقي محمود
كل عام و أنت بخير

و أنت تتذكر لا تعجزك الذكريات و أنا أريد أن أنسى فيعجزني النسيان أريد أن أنسى كل شيء عدا الأسماء التي لا وجود لها في خارطة النسيان كيف ذلك وابتسامة رضا و غمزته تلوح لي
باستمرار؟ أما أنتم الأحياء , ولكم طول العمر, فلم ينقطع حواري الداخلي معكم , فكل سلبيات السجن ظلّت في السجن , وعندما أزور أبا محمد في بيته نلتقي بكل الحب و الود وحين التقيت
بأبي عبدو صدفة في حلب , عانقته طويلا وكنت تاركا أمر اللقاء معك للصدفة , و لكن تخوما وبلادا فرقتنا وكما قال سميّك و مواطنك محمود درويش
هذا هو العرس الفلسطيني لا يصل الحبيب إلى الحبيب , إلا شهيدا أو شريدا

فالفضل لكوننا أحياء اليوم ذلك أننا لم نكن في صبرا وشاتيلا عشية حزّت حراب الأعداء و( الأعدقاء ) رقاب الهاجعين , فسلمنا و سلم حكامنا و ظلّّوا يتناسخون بينما السؤال الذي يلحّ بقوة من
الأموات هم أم نحن ؟

عندما سقط الاتحاد السوفياتي تلخبطت المفاهيم وهامت العقول تسأل لماذا؟ حتى نحن الذين كنا نعتقد أنه كان لدينا رؤية أكثر موضوعية بحكم استقلاليتنا الفكرية و السياسية فقد كنا نخدع
أنفسنا فتداعي الأحداث حتى اليوم ليس بالإمكان توقعه بل هو ضرب من اللامعقول

قلت سيكون الحلّ في الليبرالية , ولكن النيوليبرالية المتوحشة , خطفت منا اللافتة وقالت أنا من يقودكم , فتمخض سجن أبي غريب عن خرافة ليس لدي عقل لتفسيرها حتى الآن و حمدت الله
أننا نحن العرب وحكامنا لم نكن من نزلاء أبي غريب فسلمت بكارتنا و ظل خطيب المهرجان يتوعد الإمبريالية و ظلّ خطيب المسجد يدعو الله أن يفرق شملهم , فأقسمت ألاّ أدخل مهرجانا أو
مسجدا بعد اليوم

أتساءل اليوم من أنا ؟
في عقلي برلمان يتصارع فيه بقية ماركسي و بقية عروبي و بقية مسلم و شيء من ليبرالي ولكنه صراع حضاري لا قيود ولا معتقل فيه . ماركسيتي لا تهتم بالأحزاب الشيوعية و لا شأن لها
بالشيوعية الدولية لأن كل ذلك جرّ وبالا على الماركسية و الاشتراكية حتى غدت دينا فيه فرض و فيه سنّة و فيه أشعرية و خوارج فغدا تغيير اسم حزب ما مثلا ضرب من المروق

والعروبي لا شأن له بالقومية العربية تلك التي كانت مدجنة تفرخ الأوغاد و الأحقاد فما زلت أومن أن على العرب أن يتوحدوا لكن بلا مركزية مقرفة , اتحاد يحفظ حق الأقلية قبل الأكثرية ,
فلو قلت لقوموي اليوم أن للأكراد حق بتأسيس جامعات تنطق بلغتهم لا ستعاذ بالله من الشيطان الرجيم

ولقد كنت أدّعي دائما أن المسلمين كسبوا دينا و خسروا الإسلام فالمسلم في داخلي لا شأن له بالدين الذي هو مجرد طقوس وطلاسم ولحى وعمامات و أزياء وهابية , تقول لنا هذا يجوز و
هذا لا يجوز وتقبض دولارات على الفضائيات .

و الليبرالية حتى لو شوهها الأمريكيون الأنذال تبقى مطلبا مثاليا فما زلت أومن بكل كلمة مثالية قيلت عبر التاريخ منذ قوانين حمورابي التي أقرت شخصيّة العقوبة بعد أن كان العقاب جماعيا
و اعتباطيا فكانت درجة في سلّم الرقي الإنساني , مرورا بمبادئ الثورة الفرنسية التي تمخضت عن طغيان وتكالب استعماري و حروب و حتى مبادئ ولسون الرئيس الأمريكي حول حقوق
الشعوب .

أتابع ما تكتب على صفحات الحوار المتمدن , و أرى أنك ما زلت تتمرّس على فن المقالة وقد كنت قلت للشهيد رضا حداد ذات مرة إن الفكرة العظيمة لاتكفي لكتابة مقالة جيدة فلا بد من
أسلوبية و لا بد من امتلاك اللغة

أخيرا سأتركك لذكرياتك و سوف اذهب إلى الفراش لأنام و أنسى فلا قدرة لدي للتذكر


الرقة سورية



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمة القائد السياسي أن لا تكون له سمة
- لماذا لا تعاد محاكمة سلمان المرشد؟
- البرلمان التونسي الجديد القديم
- عندما تكون 58أكبر من 99
- حركة التحرر الوطني أم الخيبات و الحظ العاثر
- النهضة بساطور الزرقاوي
- فرج الله الحلو و نجيب سرور و مأساة العصر
- دفء الليلة الباردة
- همسة قبل الطبول
- الفحل الضحيّة و الضحية المفحّـلة
- هل الترياق في العراق من الأحوج إلى المساعدة العراق أم العرب


المزيد.....




- اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية بسبب غزة!
- معاناة ساكني الخيام من النازحين نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ف ...
- لبنان يقبل اختصاص الجنائية الدولية في جرائم حرب إسرائيلية
- لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام ...
- حاولوا إدخال الأرز والدقيق لغزة.. تفاصيل اعتقال حاخامات خلال ...
- 10 ألاف اسرائيلي يتظاهرون امام مبني وزارة الحرب
- إعلام عبري: واشنطن تحاول مساعدة تل أبيب في منع -الجنائية الد ...
- بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل ...
- شاهد.. اعتقالات جماعية للمحتجين بجامعة واشنطن وتوقيف مرشحة ر ...
- لازاريني: المساعي لحل الأونروا لها دوافع سياسية وهي تقوض قيا ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - اسماعيل خليل الحسن - نريد أن ننسى و محمود جلبوط يتذكر