أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الهروب الى أل(آي فون)!














المزيد.....

الهروب الى أل(آي فون)!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 11:39
المحور: المجتمع المدني
    


الهروب الى..الـ «آي فون» !



حين كنّا صغارا..كنّا نهرب الى احضان امهاتنا ونلتف بعباءات ابائنا لحظة نشعر بالوحشة او نشتاق الى دفء العاطفة وعطش الحنان.وحين صرنا شبابا..كنّا اذا استوحشتنا نفوسنا او استوحشناها هربنا الى اصدقائنا ليطردوا الوحشة منا ويمنحونا البهجة والامان.


كان غدنا يتسع للفرح..لأن وجه كلّ واحد منا كان للآخر..وطن!!.ما كنّا نهرب من الناس ولا من الحياة..اللهمّ الا من الحب..اذا كان فيه خطر على بيت الجيران!.
وذهب ذاك الزمن الجميل البسيط..وجاء زمن: خشن،صعب، معقد، مزدحم بحلول جادت به ثورة معلوماتية على مراهقين وشباب، ما كانوا مثلنا، ولا مثل باقي شباب العالم..جيل ينفرد بمشكلاته: احباط وارتفاع نسب بطالة وفقر وعوز وتهميش وهجرة واستغلال غير مشروع وضعف قوانين وانظمة خاصة بهم..ولّدت لديهم عدم الرضا عن الحياة والقلق من المستقبل،والأحباط (87 بالمئة من الشباب في استطلاع ميداني يشعرون بالاحباط من الاوضاع)..دفعت بعضهم الى الاقدام على الانتحار ،ودفعت بآخرين الى تناول المخدرات لتوافرها وسهولة الحصول عليها ،وراح آخرون يتسلون باغان فاقدة للذوق والأخلاق من قبيل:
(تجي نتزوج بالسر وأهلي وأهلك ما يدرون

تجي ناخذ بيت ابعيد ونخلف نغل ازغيرون)..

و(أنا بيا حال والدفان يغمزلي).

غير ان مراهقين وشباب كثر هربوا الى الـ(آي فون)..فوجدوا فيه ما يبهرهم من (واي فاي) وتنصيب برامج الكترونية وانزال تطبيقات وفتحها بسهولة..فضلا عن الخدمات التي يوفرها الحاسوب الاعتيادي.

لكن استخدامه يختلف من فرد الى آخر بحسب حاجته النفسية والثقافية.ففي حالات يكون الشعور بالاكتئاب او الفراغ العاطفي هو الحاجة،وفي حالات يكون الهروب من واقع خشن (أسري ،مدرسي،اجتماعي..)،او التماهي بالشباب الغربي،او النقص في مهارات التواصل الاجتماعي ،لاسيما الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي والخجل من قبيل الشاب /الشابة..الذي يتعرق وجهه ويتلعثم بالكلام حين يتحدث مع الجنس الآخر..فيأخذ راحته بالتحدث دون خجل..ودون حياء!.وفي حالات يكون فيها اشباع الكبت الجنسي،وفي أخرى يكون فيها (العدوان)سببا يأخذ شكل الايقاع بالآخر او خداعه او تشويه سمعة..او ابتزاز..وغيرها ناجمة عن علل نفسية او خلل في تركيبة الشخصية..أو مجرد استعراض وتباه ولفت انتباه.فيما يستخدمه آخرون لمشاهدة برامج دينية او صحية او مواقع تعنى بالجمال والرشاقة،او تكوين علاقات صداقة او حب ناضجة،او اشباع حاجات معرفية جديدة..لدى المستقرين نفسيا والناضجين انفعاليا ،وهي الفئة الأقل في جيل المراهقين والشباب.

والخطر فيه ان تتحول هذه الممارسة الى ادمان،ويعني الادمان: الاعتياد على شيء ما وعدم القدرة على تركه.وتوصف حالة الادمان على الـ(آي فون) والانترنت بشكل عام،باستخدامه اكثر من (38) ساعة اسبوعيا..وهو استخدام مرضي يؤدي الى اضطرابات في السلوك والمزاج.




وتتحدد اسباب هذا الادمان بثلاثة: السرّية..حيث الفرد يستطيع الظهور بأشكال ومسميات مختلفة،والراحة..حيث الانترنت وسيلة مريحة لا تتطلب الخروج من البيت وتوفر حضورا عاليا وسهولة الحصول على معلومات متنوعة، والهروب..حيث يوفر الـ(آي فون) واقعا بديلا فيه كل ما ينقصه في واقعه اليومي.

وتبين ان الذكور اكثر عرضة من الآناث في ادمان الانترنت، وان المراهقين والانطوائيين والمدمنين على السجائر والخمور والأكل،هم الاكثر تعرضا لهذا الادمان،فضلا عن الاشخاص الذين يشعرون بالملل ولديهم مشاكل اسرية ونفسية.

وبمنطق عملي فان هذه الظاهرة لا ينفع معها التوجيه والارشاد والعقاب،لأنها متعلقة بأكثر من أزمة:سياسية- اقتصادية ،واخلاقية..حيث افتقد الناس الشخص القدوة على صعيد الدولة والحكومة..والمجتمع ايضا!..وما لم تعالج هذه الازمات سيبقى الـ(آي فون) احدى وسائل الهروب للشباب المأزوم.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (2-2)
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)
- ثقافة نفسية(111):جهاز السعادة
- سنة جديدة..للعراقيين!
- كتابات ساخرة: قيم الركاع من ديرة عفج
- قوى التغيير وفن الاقناع
- هل كان للموساد دور في مقتل الأميرة ديانا؟
- حملة:من اجل اغنية عراقية فيها ذوق ومتعة روحية
- حرب الفوضى- تحليل سيكوبولتك
- المرجعية والتغيير في انتخابات 2014
- ثقافة نفسية(99): العراقيون وسيكولوجيا اللوم
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان- جان دمو وسركون بولص ا ...
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان - جان دمو وسركون بولص ...
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان-جان دمو وسركون بولص ان ...
- ثقافة نفسية (89):انفلونزا الاكتئاب!
- محنة الابداع والمبدعين في العالم العربي(موجز ورقة)
- اهداء مخطوطة بيد الدكتور علي الوردي الى كلاويز
- المؤتمر العلمي العربي العاشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين(تقر ...
- ثورة الحسين ..دروس للحكام والشعوب
- العراقيون..اصعب خلق الله


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الهروب الى أل(آي فون)!