أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - حرب الفوضى- تحليل سيكوبولتك















المزيد.....

حرب الفوضى- تحليل سيكوبولتك


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4329 - 2014 / 1 / 8 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القاعدة في الحرب،وجود فريقين رئيسين يتقاتلان على ارض معلومة..تنتهي اما بانتصار احدهما واستسلام الآخر،او بالهدنة،او بتدخل وسطاء لانهائها.وفيها تكون قضية النزاع واضحة ،وهدفها واضحا،والتضليل الاعلامي لأحداثها محدودا،والحالة النفسية معبأة باتجاه واحد..الا في (حرب الانبار)،فهي الحرب الداخلية الأولى في تاريخ العراق الحديث التي يمكن وصفها بأنها (حرب الفوضى) لتعدد فرقاء الحرب ولتنوع قضاياها.
فعلى صعيد الفرقاء،هنالك الآتي:
* الحكومة العراقية ممثلة بالجيش،والشرطة،وجهاز مكافحة الارهاب،والفرقة الذهبية.
* عشائر انبارية مع الحكومة العراقية
* عشائر انبارية ضد الحكومة العراقية
* مقاتلون من ضباط وافراد الجيش العراقي السابق بضمنهم بعثيون مدنيون
* مقاتلون انباريون ضد القوى الارهابية
* مقاتلون انباريون مع فصائل من قوى محسوبة على الارهاب
* افراد ساحات الاعتصام
* مقاتلو الصحوة
* القاعدة
* داعش
* كتل سياسية ورموز دينية
* اخرى بغير عنوان
وتتنوع اهدافهاعلى النحو الآتي:
*القضاء على الارهاب
* الدفاع عن النفس
* الكسب الانتخابي
وتنضوي تحت كل قضية تفريعات،ووجهات نظر متباينة ومتضادة، وتخريجات متناقضة .فالقضاء على الارهاب قضية تتبناها الحكومة العراقية،وترى ان لها الحق في استخدام الجيش لضرب مقراته ومطاردة افراده في الصحراء.وفي حين رحّب العراقيون بضرب اوكار الارهاب،ووحّدتهم في حالة شبيهة بتوحدّهم يوم فاز فريقهم الرياضي بكأس آسيا،يوم ملاحقة الجيش لعناصر القاعدة وداعش في الصحراء.لكنهم تفرقوا حين استهدف الجيش نفسه خيام المعتصمين.وحصل التضاد بين الفرقاء،فالحكومة وجدت الأمر مبررا لأن تلك الساحات باتت وكرا لقيادات القاعدة..يؤيدها واقع ان مندسين من قوى ارهابية دخلوا فعلا فيها،فيما عدّها انباريون وسياسيون بأن مهمة الجيش هي الدفاع عن الوطن ولا يحق له دخول المدن العراقية،وان ما قام به هو استهداف طائفي ضد سنّة الانبارتحديدا..الذين ادعوا ان السيد نوري المالكي قال،أو قولوه،بأن هذه الحرب تدور بن انصار الحسين وانصار يزيد،مستنتجين بأنه يرى الفلوجة وكأن الدولة الأموية انبثقت فيها وأن الرمادي ستكون عاصمتها.
وانقسم اهل الانبار بين مؤيد مستغيث من قوى ارهابية ومعارض يرى انه كفيل بالتصدي لها كما فعلوا يوم هزموها بقيادة الشيخ عبد الستار ابو ريشة،وان الجيش جاء لينفذ امرا طائفيا،وان من أمره يتخذ من القاعدة وداعش غطاءا.ويؤكدون بأنه لا وجود لداعش في الفلوجة،فيما صرح محافظ الانبار مساء 6/1/14بأن الفلوجة تحت سيطرة داعش..وصارت القضية اشبه باسنفجة تمتص كل التفسيرات،سواء كانت صحيحة ام مشوهة،واقعية ام مختلقة..وصار عقل العراقي المحب للعراق ولأهله حائرا..ايهما يصدق،لأن اليقين ينعدم او يضيع حين تسود الأحداث فوضى معلوماتية..أسهم في خلقها اكثر من اربعين فضائية عراقية بعضها مسيس وبعضها يدار باموال عربية،ومحللون سياسيون زادوا ضبابية الاحداث عتمة،وغياب واضح لدور المثقف العراقي والمفكر المستقل سياسيا.
وعلى بعد التدخل الخارجي..تتهم الحكومة دولا عربية وراء داعش والقاعدة ،فيما هنالك من الانباريين من يعد السيد نوري المالكي اداة بيد ايران،وان ايران على حدّ تصريح احمد العلواني تريد بناء امبراطورية بالمنطقة بامامة شيعية..وانها هيأت فرقا لاغتيال قادة السنّة.وزادهم يقينا ان معاون رئيس اركان الجيش الايراني صرح في 6/1/14 بان ايران مستعدة لمساعدة الحكومة العراقية في حربها بالأنبار،الأمر الذي دعى الشيخ علي حاتم الى القول بان مشكلة العراق لا تحل الا بخروج المالكي.
ان السبب الرئيس لما جرى ويجري قائم على سيكولوجيا (الضحية والجلاّد).فعلى مدى الف واربعمائة سنة كانت السلطة في العراق بيد السنة،فيما كان الشيعة ينظرون الى انفسهم بأنهم الضحية.وبانتقال مفاجيء حصل تبادل للأدوار بين (الضحية والجلاد) يشبه في مضمونه السيكولوجي تبادله بين السيد والعبد.
وللأسف ان قادة الشيعة الذين استلموا السلطة اعتمدوا مبدأ (الاجتثات) الذي يعني القلع من الجذور،وعدّه السنة انه يستهدفهم،تبعه المادة (4 ارهاب) التي وصفوها بانها صممت ضدهم،وان المخبر السّري ليس سوى شيعي حاقد يحيك التهم ضد السنّي كما يرون.ولأن الضحية يكون صاحبها مسكونا ببرانويا الاضطهاد،فان السنة(الضحية) قاموا بمظاهرات مطالبين بوقف الظلم ورفع الحيف.ولأن من بيدهم السلطة لا يمتلكون المعرفة السيكولوجية السياسية،ومعظمهم معبأ ايضا ببرانويا الخوف من عودة (الجلاد) فان رئيس الوزراء ارتكب خطئا فادحا حين وصف تلك التظاهرات بانها (فقاعات)..وحين ردّوا باعتصامات أوسع،ارتكبت الحكومة ثانية اخطاءا كبيرة بعدم استجابتها لمطالبهم المشروعة،وممارستها سياسة المماطلة والتسويف..مع اعترافها (الحكومة)بانها ارتكبت اخطاء(جرائم) توصلت لجنة شكلتها هي برئاسة الشهرستاني وجدت ان ابرياء سنّة اودعوا السجن ظلما..معززة بذلك سيكولوجيا الضحية والجلاد.فضلا عن انها افتقدت خبرة الاستيعاب النفسي لأهل الانبار الذين تتحكم بهم قيم عشائرية ويشعرون بالمظلومية.وكان عليها ان تستشيرهم وتحصل على موافقتهم في أي اجراء تريد ان تقوم به في مناطقهم..مثال ذلك قيامها بغلق منفذ طربيل،الذي عدّه اهل الانبار بانه موجّه ضدهم.
ويزيد في هذه الفوضى كتل سياسية تهدف من وراء الحرب تحقيق كسب انتخابي.فبعد ان اصبحت(الهدايا) من قبيل المدافيء واجهزة الموبايل والبطانيات...غير مجدية،عمدت الى العزف على وتر الطائفية الذي كان السبب الرئيس في فوز معظم من عزف عليه في انتخابات 2005.وبدل ان يتنافسوا بطرح برامج سياسية عملية فانهم اعتمدوا (الدم العراقي)في انتخابات 2014..في شاهد جديد يثبت للعالم ان هدف السياسيين العراقيين هو ان يحكموا لا ان يخدموا.
وثمة أربع حقائق ينبغي استحضارها في اي قرار يتخذ لمعالجة المشكلة:
الاولى:ان محافظة الانبارهي الأكبر مساحة،والوحيدة التي تسكنها اغلبية سنية عربية مطلقة،يحكمها نظام قبلي وشيوخ يتنافسون على المال والاعتبار،وهم برغم تنافسهم يعدّون كرامة الانبار فوق كل اعتبار،ويتوحدون ضد من يستهدفها.وعليه فان على الحكومة ان لا تستقوي بالانباريين الذين يؤيدونها وتستعدي الذين يعارضون اجراءاتها.
والثانية:تنفرد مدينة الفلوجة بثلاث صفات:انها مركزسياسي سنّي خرّجت قادة سياسيين بينهم عبد السلام عارف واخوه عبد الرحمن،وضباطا كبارا.والثانية..انها مركز ديني خرّجت خطباء وفقهاء لهم ثقلهم في الوسط السني العراقي والعربي.والثالثة:تنفرد الشخصية الفلّوجية بصفتين خلقتا فيها قوة هائلة بوجه من يحاول السيطرة عليها بالقوة،وتحديا عنيدا ضد من يحاول اخضاعها بذلّة..هما التعصب العشائري والتعصب الديني.وهذا يعني ان على الحكومة ان لا تلجأ الى استخدام القوة لأرغام اهل الفلوجة او تحميلهم مسؤولية عدم طردهم للقوى الارهابية التي لا ترحمهم.
الثالثة:ان داعش والقاعدة سوف ينهزمان لعوامل داخلية وخارجية،لكن الهوة النفسية بين اهل الانبار والحكومة الحالية ستبقى عميقة..ان لم يتم تداركها.
والرابعة:ان العقل السياسي تبرمج على خلق الأزمات،وعليه أن يتعامل مع هذه القضية تحديدا باسترخاء ومرونة.
ان القضية لا تحل بالحوار السياسي كما يرى محللون،بل بمدخل سيكولوجي عشائري اجرائي وذلك بتشكيل وفد من شيوخ سنّة وشيعة غير محسوبين على الحكومة،يقومون بدور الوسيط الذي يتكفل بنقل طلباتهم التي يتفقون عليها،والزام الحكومة بتنفيذها.
نأمل من كل الاطراف التفكير بما قلناه واضافته الى حكمتهم لتجنيب انفسهم والوطن واهله شرأخطر الحروب..حرب الفوضى.

*رئيس الجمعية النفسية العراقية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية والتغيير في انتخابات 2014
- ثقافة نفسية(99): العراقيون وسيكولوجيا اللوم
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان- جان دمو وسركون بولص ا ...
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان - جان دمو وسركون بولص ...
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان-جان دمو وسركون بولص ان ...
- ثقافة نفسية (89):انفلونزا الاكتئاب!
- محنة الابداع والمبدعين في العالم العربي(موجز ورقة)
- اهداء مخطوطة بيد الدكتور علي الوردي الى كلاويز
- المؤتمر العلمي العربي العاشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين(تقر ...
- ثورة الحسين ..دروس للحكام والشعوب
- العراقيون..اصعب خلق الله
- شيزوفرينا العقل السياسي- نظرية عراقية!
- معنى الحياة
- التعرض المخلّ بحياء المرأة
- العلمانيّون والدينيّون..هل يلتقيان؟!
- ثقافة نفسية (98):عمر الحب بعد الزواج ..ثلاث سنوات!
- العراقيون..والأحزان..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(91): حذار من الحبوب المنوّمة!
- ذاكرة التاريخ..بين بغداد واسطنبول
- استذكار..عن ليلى العطار


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - حرب الفوضى- تحليل سيكوبولتك