أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - شيزوفرينا العقل السياسي- نظرية عراقية!














المزيد.....

شيزوفرينا العقل السياسي- نظرية عراقية!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 16:29
المحور: كتابات ساخرة
    



شيزوفرينيا العقل السياسي- نظرية عراقية!
أ.د.قاسم حسين صالح


أفترض أن المشاركين في الحوارات التي تبثها القنوات الفضائية العربية يمثلون النخبة في العقل العربي ، وإلا – وهذا افتراض آخر – لما انتقتهم هذه القنوات ليثقفوا الناس بقضايا سياسية واجتماعية تخص حياتهم ، وفكرية تنوّر عقولهم .
ومنذ سنوات وأنا – كالآخرين – أتابع هذه الحوارات في أكثر القنوات انشغالا بها ، لاسيما : الجزيرة والعربية والحرّة ، تناقش فيها قضايا خلافية..والخلاف يعني نزاع بين طرفين متضادين يهدف الى إبطال باطل أو إحقاق حق .
ولقد لفت انتباهي مسألة تحتاج الى تفسير، هي أنني لم أجد بين المئات من المتحاورين حالة واحدة يقول فيها المتحاور لنظيره : انك على صواب ، أو : أشكرك انك صححت عندي فكرة كنت أظنها العكس . لا أحد يجرؤ على الاعتراف بأن رأي المقابل صحيح ورأيه خاطئ . ولا أحد يشكر الآخر أنه أفاده بفكرة جميلة ، أو نبهه الى ما كان غافلا عنه..بل تنتهي الحوارات الخلافية كما بدأت : لا يبطل فيها باطل ولا يحق فيها حق..وكثيرا ما تنتهي بالتسفيه والسبّ والشتم ، ولو كانت هنالك مساحة في الاستديو لتحولت الى حلبة ملاكمة.
والمسألة الغريبة الثانية،أن المشاهدين لهذه الحوارات ( من غير الذين "يتونسون " عليها !) ينقسمون على فريقين : فريق مع هذا وفريق مع ذاك، مع أن لا هذا ولا ذاك قد أبطل باطلا أو أحق حقا..وينامون على وسائدهم بين ارتياح للهازم ، وتأفف على المهزوم، وتمنيّا لو كان مكانه للطم خصمه على وجهه! .
ولقد فكرت في الأمر مليّا ، فوجدت أن ما يجري هو من " علامات " الشيزوفرينيا !. ذلك أن المصاب بها اذا اعتقد بفكرة فأنه لن يتخلى عنها حتى لو أعطيته مال قارون ، لأنه يرى نفسه أنه هو العاقل وأنت المجنون . وكذا المتحاورون..فكل واحد منهم يدخل الاستديو وهو معبّأ نفسيا لأمرين : التخندق في موضع فكرته والدفاع عنها حتى لو كانت خاطئة، والهجوم على الفكرة الخلافية للآخر وتفنيدها حتى لو كانت صحيحة.
وعلميا..ينقسم دماغ الانسان الى قسمين :القشرة الدماغية في القسم الأعلى..وهذه تكون مسؤولة عن الادراك والتفكير واتخاذ القرار والتحليل المنطقي،والجهازان السمبثاوي والباراسمبثاوى في الأسفل المسؤولان عن الانفعالات.
ولأن كلا هذين القسمين يقعان في الدماغ،وكلّ واحد منهما يؤدي وظيفة عكس الأخرى ،فانه اذا اشتغل احدهما اكثر..أدى ذلك الى نتيجتين: اضعاف نشاط الآخر او تعطيله،وانعكاس ذلك على سلوك صاحبه..بمعنى،اذا نشطت قشرتك الدماغية وكانت هي الشغّالة عندك معظم اوقاتك..ضعفت لديك انفعالات الغضب والخوف...وكنت حكيما ومنطقيا وعقلانيا..والعكس صحيح.
لنطبّق (نظريتنا الجديدة) على الانسان العربي..والعراقي تحديدا ،تجد ان جهازه الانفعالي يشتغل اضعاف ما تشتغله قشرته الدماغية المسؤولة عن التفكير والمنطق..بمعنى ان جهازه العصبي منشغل معظم ساعات يومه بالخوف والقلق والغضب والبارانويا والضجر والسأم واليأس.واذا حسبتها بالسنين تجد ان جهازه الانفعالي شغّال معظم سنوات عمره فيما دماغه الخاص بالتفكير العقلاني ضعيف او شبه معطل.
ان هذه الحقيقة التي عاشها العراقي منذ اكثر من ثلاثين سنة وما يزال، تفضي بالتبعية الى الشيزوفرينيا..التي لا تعني الجنون بالضرورة. فكما أن (الجنون فنون) كذلك الشيزفرينيا انواع تتباين مظاهرها بين :اوهام اضطهاد، اوهام عظمة، افتقار مبدأ الوحدة في ترابط الافكار والمعاني، فقدان التناسق او التساوق في المعلومات،اضطراب محتوى التفكير، الشك بالآخرين، افتعال الأزمات ،العناد العصابي..الى غلاظة القلب وتجمد المشاعر ازاء فواجع آخرين هو مسؤول عنها..والظهور للناس بوجه لا حياء فيه.
ومع ان هذه المظاهر الشيزوفرينية تنطبق على العديد من الحكّام العرب،فأن افضل عينة ممثلة لها تجدها بين سياسيين عراقيين..في الدولة والبرلمان والحكومات المحلية!..الذين صارت امور البلاد والعباد بأيديهم فيما كان يجب ان تكون امورهم بيد المعنيين بالصحة العقلية.. قبل ان ينتهي الأمر بالعراق الى أن يكون أكبر مشفى نفسي للعقلاء المجانين !.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الحياة
- التعرض المخلّ بحياء المرأة
- العلمانيّون والدينيّون..هل يلتقيان؟!
- ثقافة نفسية (98):عمر الحب بعد الزواج ..ثلاث سنوات!
- العراقيون..والأحزان..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(91): حذار من الحبوب المنوّمة!
- ذاكرة التاريخ..بين بغداد واسطنبول
- استذكار..عن ليلى العطار
- الضمير العراقي..الى أين؟
- العراقيون..وكراهة الحاكم - تحليل سيكوبولتك
- روح فهمه للديج!
- كيد النساء..و..جواد سليم
- الفساد في العراق - الأسباب والمعالجات
- ثقافة نفسية(90):تفسير الألوان
- العراق..بلد مخبول!
- الشاعر حين يكون عبقريا..وسلطويا!.عبد الرزاق عبد الواحد أنموذ ...
- زواج القاصرات ..في الزمن الديمقراطي!
- الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك
- الموسيقى..في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (85): الاعجاب.. حين يكون مرضا نفسيا


المزيد.....




- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - شيزوفرينا العقل السياسي- نظرية عراقية!