أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراقيون..وكراهة الحاكم - تحليل سيكوبولتك














المزيد.....

العراقيون..وكراهة الحاكم - تحليل سيكوبولتك


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




حالة طبيعية ان تكره الناس حاكما دكتاتوريا..لكن ان يكرهوا حاكما ديمقراطيا..كرها لأبعد مدى! فتلك سابقة في تاريخ السياسة العراقية..وان يكره الناس سياسيين هم جاءوا بهم..فتلك حالة نادرة في التاريخ!.
ان التحليل السيكولوجي يفيد بأن العراقيين ينفردون في طبيعة علاقتهم بالحاكم.فمنذ بداية تشكيل الدولة الاسلامية كان الخلفاء الراشدون يراعون العراقيين في التعامل ويأخذون اعتراضاتهم مأخذ الجد.وحتى قبل الاسلام، كان العراقيون يوصفون بأنهم ما استسلموا لضيم وما رضخوا لظالم ولا انبطحوا لسلطة ولهذا كانت اعتراضاتهم على الولاة متكرره. ولدى الجاحظ تفسير علمي لاعتراضاتهم هذه بقوله:( والعلّة في عصيان أهل العراق على الامراء، انهم أهل نظر وذو فطنة ثاقبة، ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث. ومع البحث يكون الطعن والقدّح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤساء واظهار عيوب الامراء..وما زال العراق موصوفا" أهله بقلة الطاعة والشقاق على أولي الرئاسة ).ذلك لأن العراق هو البلد الذي تؤخذ فيه السلطة بالقوة المصحوبة بالبطش بمن كانت بيده، وهو البلد الذي نشأت فيه اكثر المدارس الفكرية تأثيرا" في الأخلاق والدين والسياسة( البصرة، الكوفة، بغداد، أهل الصفا، المعتزله، المذاهب الخمسة..) التي نجم عنها سيكولوجيا الخلاف مع الأخر والميل الى الجدل.
وكان اقسى طاغيتين حكما العراق هما الحجاج(عشرون سنة) وصدّام (ربع قرن)..وكلاهما عاش قلقا" ومنزعجا" من العراقيين.فالحجاج اعترف بأن العراقيين اتعبوه واصلعوا رأسه (يا اهل العراق، جئتكم وانا ذو لّمة وافره ارفل بها فما زال بي شقاقكم وعصيانكم حتى حصّ شعري). وصدّام أرعبه العراقيون من قبل أن تندلع في البصرة شرارة انتفاضة آذار (92) التي امتدت الى الناصرية فالمحافظات الأخرى وكادت ان تطيح بنظامه لولا حماية امريكا له.
والذي يتقصى سيكولوجيا كراهية العراقيين يجد انها ناجمة عن تخوفهم من كارثتين:اخلاقية وسياسية.فالسياسي الذي قصد الناس قبيل الانتخابات يدعوهم لانتخابه، كان في وعده لهم بتحقيق ما ينتشلهم من واقع مؤلم..عملية اخلاقية تعني في عرفهم الاجتماعي " كلمة شرف" لكنه جعلهم خلف ظهره بعد أن "فوزّوه" ونكث وعده، وفي سلوكه هذا مخادعة، اي اظهار غير ما في النفس، والخادع ذئب محتال كما يرد في القاموس المحيط.
وهذا السياسي الذي صيّروه حاكما عليهم صار "بفضلهم" ينعم بالكهرباء فيما هم يتلظون بحرارة قيض ما شهدته بلدان افريقية!. وان تخذل من ائتمنك تعني في قيم العراقي..غدرا"..والغادر جبان. والانكى أن السياسيين الخضر ( نسبة لمكان سكناهم) انقسموا الى فرقاء، وتخندقوا كلّ يدعي أنه الأحق بحكم العراق..تاركين ناس العراق موزعين في قرى أشبه بمستوطنات للأمراض والتخلف،ومدن لها منها الأسم فيما واقعها يعود لما قبل قرن،وأطفال يفتشون في القمامة عن لقمة خبز في بلد الخيرات، وخمسة ملايين في بقاع العالم يعانون الغربة والمذلّه.
والحقيقة المرّة التي افرزتها سنوات ما بعد التغيير ان معظم من كانوا يصفون انفسهم مناضلين(ونستثني المخلصين منهم وهم قلّة) افلسوا اعتباريا حين استلموا السلطة وأن الشعب ازداد شقاءا بوجودهم..وهذا عكس المنطق،اذ يفترض أن المناضل ينال حب وتقدير الناس حين يكون في السلطة..وان الشعب يكون مرتاحا..وما حصل ان (المناضلين )خسروا انفسهم وأن الشعب خسر عشر سنوات قد تتبعها عشر!
والتحليال السيكولوجي لهذا النوع من المناضلين هو أن طبيعة شخصياتهم من الصنف الذي يتحكم به دافع السيطرة على الآخرين الذي يتعارض مع خدمة الناس الا بما يضمن بقاءه في السلطة..وهو صنف خطر على الديمقراطية،لأن النظام الديمقراطي يؤمن بمبدأ التداول السلمي للسلطة..فيما داخله السيكولوجي طارد له لأنه يدفعه نحو التمسك بالسلطة المؤدي حتما الى طغيانه فيها. وهنالك فرق بين مناضل يعدّ اسقاط سلطة استبدادية غاية، وبين من يعدّ اسقاطها وسيلة لغاية أسمى هي خدمة شعب وازدهار وطن. ويبدو ان كثيرين منهم كانوا منضوين في معارضة ،كانت معارضة من أجل نفسها وطموحات قادتها.

وقد يهون الأمر لو أن المناضل التزم بمعيار "خدمة الناس" ،لكنهم تركوا العراقيين يعيشون في محن صنعوها ويستمرون في صناعتها ولا نية لديهم لمعالجتها.فعشرات آلاف الخريجين من حملة البكلوريوس بلا عمل،وعاطلون تبلغ نسبة المهندسين بينهم أكثر من خمسين بالمئة..ومدن خربه،وقرى موبوءة..وعاصمة كان الشعراء يتغنون بها لجمالها تحولت الى أخطر واوسخ مدينة بالعالم..وسياسيون صريحون وآخرون بأقنعة مقاولين تحولوا الى (حراميه) في شبكة من حيتان وأسماك متنوعة الأحجام.. في أبشع وأجشع مافيا في تاريخ الفساد بالعراق ،وسكوت عن محاسبة فاسدين ومفسدين لأنهم محسوبون عليهم. ولا أظن أن أحدا يعترض على اسقاط صفة "مناضل"استلم السلطة وارتكب هذه "الجنايات".

ان كراهية الناس لحكامهم الديمقراطيين صارت مشروعة لأنهم ما اهتموا باحوالهم التي زادوها سوءا، ولأنهم مثل سابقيهم..يعيشون مرفّهين في جنّة خضراء فيما العراقيون شبه احياء في جهنم حمراء!.وبرغم ما هو أوجع من المآسي التي هم فيها، فان كلّ فريق منهم منشغل بعسكرة حزبه وعشيرته ومتملقيه، غير مكترثين بحال لن يطيقوا العيش فيه شهرا" فيما العراقيون تحملوه عشر سنوات..وبها يكونوا قد وّفوا حق الصبر على (صديق)..اضطرهم الى ان يسحبوا أيديهم من يده.
وليس صحيحا ما قاله كاتب امريكي قبل ايام بأن العراقيين اغبياء في قبولهم بحكامهم الحاليين..وله نعيد القول بأن العراقييين كانوا ،من قبل الاسلام،يوصفون بأنهم ما استسلموا لضيم وما رضخوا لظالم ولا انبطحوا لسلطة.وله نؤكد لو ان امريكا رفعت حمايتها لهم لرأيت كيف سيفرون من غضب العراقيين اليكم والى حلفائكم..فضلا عن سبب آخر يجعلهم يصبرون: خوفهم ان يطاح بنظام ديمقراطي..وهذه اوجع حالات التناقض الوجداني التي يعيشها العراقيون:ان يكرهوا شيئا هم بحاجة اليه!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روح فهمه للديج!
- كيد النساء..و..جواد سليم
- الفساد في العراق - الأسباب والمعالجات
- ثقافة نفسية(90):تفسير الألوان
- العراق..بلد مخبول!
- الشاعر حين يكون عبقريا..وسلطويا!.عبد الرزاق عبد الواحد أنموذ ...
- زواج القاصرات ..في الزمن الديمقراطي!
- الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك
- الموسيقى..في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (85): الاعجاب.. حين يكون مرضا نفسيا
- ايها المصريون..العالم يحيكم!
- بين امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين..أين الحل؟
- لماذا حقق المصريون ما عجز عنه العراقيون؟
- علي الوردي..الساخر الفكه
- لماذا نجح المصريون في تحقيق ما عجز عنه العراقيون-تحليل سيكوب ...
- ثقافة نفسية(82):المرأة..والضغوط النفسية
- سيكولوجيا المنطقة الخضراء!
- ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء
- مبادرة أكاديمية لحلّ الأزمة العراقية
- زيارة..لقصر الملك غازي في الدغارة!


المزيد.....




- ماذا دار في ‎أول اتصال بين السيسي ورئيس إيران بعد الهجوم الإ ...
- احتفالات مولودية الجزائر بلقب الدوري تتحول إلى مأساة وحزن
- بزشكيان لماكرون: العدوان الإسرائيلي دليل على أن خططنا الدفاع ...
- قبرص تعتقل مشتبها به في قضايا تجسس وإرهاب
- إيران تتعهد بتطوير صناعتها النووية بوتيرة أسرع بعد الحرب
- إيران تطلق الموجة 19 من هجماتها على إسرائيل
- رئيس إيران يعلن موقف طهران من التفاوض بشأن برنامجها النووي
- سوريا: إيقاف وسيم الأسد المتهم بالضلوع في تجارة المخدرات خلا ...
- إسرائيل حاولت زعزعة إيران فساعدت في توحيدها
- بانون يعارض الانضمام للحرب على إيران ويوجه تحذيرات لترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراقيون..وكراهة الحاكم - تحليل سيكوبولتك