أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - قاسم حسين صالح - ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء














المزيد.....

ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 10:19
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ثقافة تربوية(81): الامتحانات..بين قلق الابناء وحرص الآباء
أ.د.قاسم حسين صالح
في مواسم امتحانات نهاية العام تدخل الأسرة العراقية الكريمة بحالة انذار. فالأمهات يحرصن على توفير أجواء مريحة لابنائهن وما يحتاجون اليه من طعام وشراب، والآباء يحرصون على شراء ما يحتاجه ابناؤهم وتأمين ايصالهم الى مراكزهم الامتحانية. والمفرح ان الدافعية نحو العلم ازدادت كثيرا" لدى الطلبة بعد ان صارت الوظيفة مجزيه مقارنة بسنوات الحصار حين كان راتب المعلمة لا يساوي ثمن شراء حذاء لها.
ان الامتحانات تجلب للاسرة ضغوطا" نفسية لا يجيد بعض الآباء والأمهات اسلوب التعامل معها . فالأب من النوع المتسلط يعمد الى استخدام التخويف وعبارات التهديد( اكسّر راسك اذا ما تنجح.. ) دون ان يدرك ان هذا الاسلوب قد يقود الى النتيجة التي يحّذر منها،لأن الشعور بالخوف يشوش فكر الطالب ويضعف قدرته على الحفظ والاستيعاب في اثناء القراءة،ويربكه ساعة الامتحان حين يواجه سؤالا" صعبا"،فينشغل فكره فيما سيحصل له من أبيه..يؤكد قولنا هذا ان الدراسات تشير الى ان التحصيل الدراسي لأبناء الآباء المتسلطين أقل بكثير مقارنة بابناء الآباء الديمقراطيين.
بالمقابل هنالك امهات يردن من بناتهن ان يكن متفوقات،لغايتين: التباهي،وضمان الدخول في كلية محترمة ( الطب،طب الاسنان،الصيدلة..) فيعمدن الى المبالغة بخدمتهن في فترة الامتحانات ( لا تشتغلين يمّه..اريدك تطلعين اولى وتبيضين وجهي..) دون ان يدركن ان الطلبة عموما" يتفاوتون في قدراتهم العقلية،وان جهاز الذاكرة وآلياته القائمة على ( ترميز المعلومه، وخزنها،واسترجاعها) يختلف من طالب لآخر.
ان النجاح الأمثل في الامتحان هو ان يستثمر الطالب (الطالبة) اقصى قدراته في التحضير له، وليس شرطا" ان يكون متفوقا" على اقرانه،أو محققا" لطموحات والديه التي تفوق قدراته العقلية. وللأسف ان بعض الآباء يضغط بشدة على ابنائه معتقدا ان القراءة الكثيرة والمتواصلة تضمن النجاح،وآخرين يضغط عليهم باتجاه التفوق لضمان القبول في كليات طبية او هندسية،وصنف ثالث يشيع في البيت اجواء الخوف والتهديد و(ياويلك مني من ترسب!).
ولهولاء نسدي نصائح علمية،ان التزموا بها اراحوا انفسهم وضمنوا لابنائهم النجاح الذي يستحقونه.
الأولى:
ان الامتحانات،لدينا،تقيس ما حفظه الطالب من معلومات. وان الذاكرة هي الجهاز المسؤول عن حفظ المادة الدراسية وخزنها. وكما ان لكل عضو في الجسم قدرة معينة لا يتجاوزها،فأن الذاكرة لها زمن محدد للحفظ والخزن هو ساعة بعدها “تقفل”. وعليه امنحوا طلبتكم فرصة عشر دقائق للراحة بين ساعات المذاكرة لتستوعب وتخزن اكبر كمية من المعلومات.
الثانية:
ان النسيان هو اخطر ما يخشاه الطالب في اثناء الامتحان. ولا يعني النسيان فقدان المعلومة،بل يعني عدم قدرة جهاز البحث على العثور عنها في مخازن الذاكرة. ولمعالجة ذلك – وهذه نصيحة مشتركة للطلبة وآبائهم – تجنب قراءة مادتين معا في ليلة واحدة (كيمياء وفيزياء مثلا،او تاريخ وجغرافيا،...). ووضع جدول اسبوعي للمذاكرة بدءا بالمواد السهلة. وليس من الصحيح البدء بالمواد الصعبة،كما هو معتاد لدى الطلبة،لانها تتعب الذاكرة،ولا يبقى مزاج لقراءة المواد السهلة ولا يعطى حقها في الاستذكار..مع ان الرهان يكون عليها في رفع المعدل العام.
الثالثة:
ان الخوف يربك تفكير الطالب اثناء مذاكرته لدروسه ويشوش عملية استرجاع ما حفظه، لأن دماغه يفتح القناة الخاصة بمصدر التهديد ويغلق القناة الخاصة بالبحث عن المعلومة،فينشغل ،وهو يمتحن،في التفكير بما سيترتب على التهديد (وشراح ايصير من ارسب..وشراح يخلصني من ابوي...).
الرابعة:
ان الطلبة يختلفون في قدراتهم العقلية،فلا تضعوا اهدافا لهم اعلى منها،كأن تطلب من ابنك الحصول على معدل اكثر من (90%) ليدخل كلية الطب بينما قدرته العقلية دون ذلك. نعم تستطيعون رفع هذا المستوى بالتعزيز المادي والمعنوي،ولكن لا تحملّوهم ما يفوق قدراتهم العقلية.وارضوا عن من بذل جهده حتى لو حصل على معدل اقل مما تتمنون.وابتعدوا عن المقارنة كقولــه لابنه:( ابن فلان الفقر احسن منك واني كلشي موفر لك ومخيب ظني؟).
والخامسة:
ان الأجواء النفسية المتوترة في البيت والأوامر الصارمة والالحاح الزائد لا تساعد على الحفظ،فيما الأجواء النفسية المريحة تثير انفعالات المودّة والحب والتعاطف.وحين تظهر هذه الانفعالات على الوجوه فانها تنشّط الذاكرة على الحفظ والاستيعاب.وعلى الأزواج عقد (هدنة)بعدم اثارة المشاحانات خلال الامتحانات..وعسى ان تأتي هذه الهدنة بسلام دائم عليهم..فيشكرون الامتحانات على هذه النعمة!.
مع خالص تمنياتنا بالموفقية للجميع.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة أكاديمية لحلّ الأزمة العراقية
- زيارة..لقصر الملك غازي في الدغارة!
- نتائج انتخابات مجال المحافظات ..من سيكولوجيا السطوة الى سيكو ...
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (3-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (2-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (1-3)
- في ذكرى نهاية الطاغية..هل انتهت صناعة الدكتاتور في العراق؟
- عشرة اعوام على حرب (تحرير)العراق-تحليل سيكوبولتك( 4- 4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير) العراق-تحليل سيكوبولتك (3-4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير ) العراق_تحليل سيكوبولتك (2-4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير ) العراق-تحليل سيكوبولتك
- حذار من الترامادول
- الناخب العراقي..من سيكولوجيا الضحية الى سيكولوجيا التردد(1-3 ...
- حذار من اليأس..سنة خامسة
- الشك بين الأزواج
- التستر على المرض العقلي
- الشخصية الفلوجية
- ثقافة نفسية(75): الشعور بالذنب..والضمير
- العشائر العراقية..قراءة في ازدواجية المواقف
- الحكومة تريد..اسقاط الشعب!


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - قاسم حسين صالح - ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء