أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - الحكومة تريد..اسقاط الشعب!














المزيد.....

الحكومة تريد..اسقاط الشعب!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 11:35
المحور: كتابات ساخرة
    




الحكومة تريد..اسقاط الشعب!
أ.د.قاسم حسين صالح
سيكون أشهر واروع ما سيسجله التاريخ في ثورات الربيع العربي شعار (الشعب يريد اسقاط النظام)..لأنه كان زغرودة قهر شعبية أرعبت طغاة وأذلتهم بنهايات مخزية.
كان هذا الشعار قد اطلقته الجماهير ضد انظمة دكتاتورية بهدف اقامة أنظمة ديمقراطية..لكن أن يطلق بوجه نظام ديمقراطي كالذي حصل في محافظات عراقية فهذه في رأي خبراء "مسألة فيها نظر" وفي رأي الحكومة "جريمة لا تغتفر"،لأن الحكومة شكلّها برلمان منتخب ديمقراطيا ،فعليه يكون من حقها،بل من واجبها أن ترفع شعار(الحكومة تريد اسقاط الشعب).
وواقع الحال أن الحكومات العراقية اسقطت الشعب من زمن بعيد. ففي زمن النظام الدكتاتوري عمدت الحكومة الى اسقاط الشعب بأن اشاعت فيه " ثقافة الاذعان". ولولا امريكا والتحالف الدولي لظل العراقيون يعيشون مذعنين في جمهورية الخوف الى احفاد صدام.
ومع كل سوءات حكومة النظام الدكتاتوري فان حكومة النظام الديمقراطي كانت أوجع في اسقاط الشعب..سياسيا وأخلاقيا. فمكوناتها أشاعت ثقافة الانتقام ،ليس فقط من خصم سياسي بل حتى من أشخاص ليس لهم في السياسة ناقة ولا جمل.فلأول مرّة يحصل في العراق أن تقتل مليشيات المكون الشيعي في الحكومة كلّ عراقي اسمه "عمر" ،وتقتل ميليشيات المكون السنّي في الحكومة كلّ عراقي أسمه "حيدر"..وهذا هو أحط أنواع السقوط السياسي الذي راح ضحيته مئات الالاف من العراقيين بسبب حكومة المكونات.
والأفدح،أن الحكومة اسقطت الشعب أخلاقيا.فلأول مرّة في تاريخ العراق وتاريخ المنطقة،يصبح الفساد شطارة بعد ان كان يعدّ خزيا.ولأول مرّة في تاريخ الحكومات العراقية ينهب وزراء ومسؤولون كبار مليارات الدولارات ولا تحاسبهم الحكومة.ولأول مرّة ترتفع فيه ميزانية العراق لتعادل ميزانيات:مصر وسوريا والأردن واليمن..ومع ذلك يخرج حملة الشهادات الجامعية ليقفوا مع عمال "المسطر" على أرصفة الشوارع بحثا عن قوت يومهم،ويعيش ربع سكان العراق تحت مستوى خط الفقر،وفي مدن خربة..وتكون عاصمتهم التي كانت حاضرة الدنيا..هي الأسوأ بين مدن العالم.
لم يبق من القباحات سوى ان تخرج الحكومة شاهرة شعار (الحكومة تريد اسقاط الشعب)بوجه جماهير مظلومة نفد صبرها وخرجت تطالب بالعدل ورفع الحيف..وقد فعلتها! بتظاهرات تطلق شعارات من مخزون ثقافتنا في صنع الدكتاتور ،بدت طلائعها برفع صورة للحاكم طولها بالامتار..توحي لعلماء النفس والاجتماع بأن العراقيين يظلون بحاجة الى دكتاتور وان تحرروا من ثقافة الاذعان.وأن حكومة الدكتاتور الديمقراطي تستمد شرعية " اسقاط الشعب" من الشعب بعد أن صيرت العراقيين شعوبا وقبائل ليتنازعوا،بفضل سياسيين بينهم من هو (أحول عقل)..يرى كلّ ما هو ايجابي في جماعته وأنّه وأنّهم على حق ،ويضخّم سلبيات الآخر ويرى أنّه وجماعته على باطل.
والمشكلة أنهم "قافلون" لا يقرأون النصيحة التي يقدمها العقلاء لوجه الناس والوطن.ويرون أنه من أين لغير السياسيين ادراك أن المنطقة ملغومة،وأخطرها لغم سوريا..ان انفجر فان العراق ساحته الثانية،وسيكون يومها عيدا لأشقاء عرب يرون النظام في العراق قد انهار.وترى الحكومة أنه من أين لغيرهم ادراك أن ضعفها يؤدي الى الاحتراب الطائفي والتناحر العشائري وتدخل الأخوة الأعداء،وأن الشدّة مطلوبة قبل ان تستفحل الخصومات ويأكل الشعب بعضه بعضا.
ذلك هو منطق الحكومة الذي ترى فيه أن الخطر الذي يأتي من جماهير يسميها الآخرون شعبا فان للحكومة الحق في ان تسقط هذا الشعب من اجل ان يحيا العراق..وياسلام..تعيش الحكومة وليسقط الشعب!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلاق.. صار يوازي الارهاب!
- ايها السياسيّون..كلكّم أحول عقل!
- من عام النكد الى عام الرهان على العراقيين
- سيكولوجيا الكذب
- الصعاليك
- رسالة الأقليم الى العرب المقيمين فيه
- يستر الله..المسألة معكوسة!
- ثقافة نفسية(74):نصائح للمعلمين والمعلمات..مع التحية
- نظرية عراقية
- ثقافة نفسية(73):رثاء الذات
- عفيفة اسكندر..الصورة الأخرى
- الانتحار..يأسا
- العرب ..ماضيون
- الجنسيون المثليون في العراق
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة(4-4)
- اشكاليات في السلطة والدين.ثانيا:السلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (2-4)
- ثقافة نفسية(2):الرومانسية والعشق..حالات مرضية
- سيكولوجيا الحب (1):رسالة من امرأة مثقفة وجدت نصف الحب!
- المجتمع العدواني..والذهان


المزيد.....




- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - الحكومة تريد..اسقاط الشعب!