أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(2):الرومانسية والعشق..حالات مرضية














المزيد.....

ثقافة نفسية(2):الرومانسية والعشق..حالات مرضية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3873 - 2012 / 10 / 7 - 09:43
المحور: الادب والفن
    




لا تستغربوا ان قلنا أن الحب الرومانسي ولد اصلا في قبيلة بني عذرة باسم الحب العذري،وأن عرب الأندلس هم الذين نقلوا الى أوربا قصص وأشعار الحب العذري ليتأثر بها عدد من الشعراء والفرسان..ويسمى عندهم: الحب الرومانسي.والمدهش أن شباب بني عذرة كانوا رقيقي القلب،مرهفي الاحساس..يسحرهم كلّ ما هو جميل..يقعون في الحب من أول نظرة..ويعشقون بعنف وصدق..فاذا ما احب أحدهم فانه يتحمل الآلام ويتفانى من أجل محبوبته..وقد يموت من شدة يأسه،وقد تموت الحبيبة ايضا..ويكون قاتله وقاتلها الحب لا غيره!.وفي اوربا أخذ الحب الرومانسي شكلا آخر بأن كرّس الفرسان شعرهم لمدح النبيلات المتزوجات،فصار الحب عندهم منزّها من أي غرض جسدي.ومع أنه حب لا أمل فيه فانه ما كان ينقضي.ولأن مثل هذه العلاقة لا مجال فيها لأن تنتهي بالزواج فان الطاقة المتأججة في نفس صاحبها تبقى تبحث عن هدف بديل..فتجده في التفاني من أجل المحبوب.
وشاع في حينه انموذجان من الحب:عمر بن ابي ربيعة..النرجسي الذي صور نفسه في اشعاره معشوقا تتهافت النساء عليه:
(قالت الكبرى أتعرفن الفتى&قالت الوسطى نعم هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها&قد عرفناه وهل يخفى القمر)
وأنموذج جميل بثينة امير الشعر العذري العاشق المتودد:
(ألا تتقين الله فيمن قتلته&فأمسى اليكم خاشع يتضرع)
كان هذا النوع من الحب يغلي على تنور من عاطفة تتدفق نحو امرأة بعينها يكون الوصول اليها مستحيلا.ولأن عاطفة الحب تفور فيه بحدة لهب غابة من الانفعالات،ولأنه لا يكون قادرا على البحث عن حب جديد،فان دفقات كبيرة من قوته العارمة ترتد لصاحبها فتمنحه،لاشعوريا،المتعة في تعذيب نفسه..يتقبلها وكأنه يجد فيها نوعا من الوفاء الذي يقدمه لحبيبه الذي صار وصاله ممكنا في الأحلام فقط.
ورغم أن الحب الرومانسي تحول بعدئذ من حب السيدة النبيلة الى حب الفتاة العذراء،وتحولت عاطفته من حالة لا أمل فيها للوصل الى حالة تهدف الى الزواج وتنتهي بالوصل ،فانه حافظ على مضمونه النفسي الذي ورثه من الحب العذري،فيما أضاف له علماء النفس ثلاث خصائص: الاستعجال والجاذبية الجسدية والتفكير الخيالي.لكنهم لم يذكروا أن خيبات الحب الرومانسي يمكن ان تودي بصاحبها الى الجنون،لأن مجتمعاتنا خلت من أحفاد شباب بني عذرة..غير انه قد يصيب بعضهن " وليس بعضهم!" بالاكتئاب الحاد فيودعهن بمصحات المجانين!
ومع ذلك فان الحب الخالي من الرومانسية يكون اشبه بوردة ذات عطر باهت،وأن قدرا لذيذا من الرومانسية يضفي على وردة الحب لونا بهيجا وتوهجا يجعل الأحبة المحظوظين يعيشون عمرا أمتع..وأطول..غير انه اذا تحول الى عشق صار حالة مرضية!.فمع ان العشق يتغنى به الشعراء بوصفه الأكثر صدقا في الحب،ويمثل أشدّ درجاته،الا ان هذا الفهم كان على حساب المضمون النفسي للعشق الذي يتناقض في جوهره مع الهدف الأساسي للحب.فأذا كنا نتفق على ان الهدف الأسمى للحب هو الزواج،فان علاقة العشق بالزواج هي كعلاقة " الحيه والبطنج" ان صح أن " البطنج" يقتل الأفعى.
ذلك ان للعشق " قوانينه":
أولها:أنه علاقة مؤقتة،لابد أن ينفصل العاشقان بعد حين.
وثانيهما:انه يستغرق جزءا من أوقات الفراغ،يقضي فيها العاشقان سويعات حالمة.
وثالثهما:ان نهايته غالبا ما تكون..مأساوية..مثل نهاية روميو وجوليت،او بطلة بريفو الشهيرة،او قيس وليلى.
ورابعهما:ان علاقة العشق لا تهدف الى الانجاب،لأن العشق يموت بولادة طفل،ولهذا يدرك العاشقان ان علاقتهما ناقصة،وهذا يؤدي الى "القانون الأول" للعشق..في كونه علاقة مؤقته لابد ان تنتهي.
عذرا..ايها الشعراء والأدباء..والعشاق ايضا..فلربما قلت ما لا ترغبون في أن أقوله..ولكنها الحقيقة النفسية..صدقوني.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا الحب (1):رسالة من امرأة مثقفة وجدت نصف الحب!
- المجتمع العدواني..والذهان
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (1-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (4-4)
- في سيكولوجيا الأزمة
- اشكاليات في الدين والسلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (2-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (1-4)
- ثقافة نفسية(72):صراع الأدوار
- الأمراض النفسية في الأغاني العراقية
- المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا
- الوساوس الدينية
- ناجي عطا الله..في مجلس النواب العراقي!(فنتازيا)
- المسلسلات الرمضانية وفضائح السلطة
- بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي
- ثقافة نفسية(71):التوتر..يجعلك مريضا!
- ثقافة نفسية(70):جهازك العصبي في رمضان
- الأخصائيون النفسيون وثورات ربيع العرب
- آخر خرافات العراقيين!
- المتقاعد..بمفهوم العراقيين!


المزيد.....




- زلزال في -بي بي سي-: فيلم وثائقي عن ترامب يطيح بالمدير العام ...
- صورة -الجلابية- في المتحف تثير النقاش حول ملابس المصريين
- مهرجان -القاهرة السينمائي- يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في ...
- زلزال في -بي بي سي-: فيلم عن ترامب يطيح بالمدير العام ورئيسة ...
- 116 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.. الإعلان التشويقي لفيلم مايكل ...
- -تحيا مصر وتحيا الجزائر-.. ياسر جلال يرد على الجدل حول كلمته ...
- منتدى مصر للإعلام يؤكد انتصار الرواية الفلسطينية على رواية ا ...
- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(2):الرومانسية والعشق..حالات مرضية