أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا الأزمة














المزيد.....

في سيكولوجيا الأزمة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 10:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



تعني الازمة عدم القدرة على الوصول الى حلّ بخصوص قضية بين طرفين او أكثر.
وهنالك اكثر من قضية داخلية في الازمة السياسية العراقية: الشراكة الحكومية، النفط والغاز، المادة 140 من الدستور، اتفاقية اربيل، الفساد المالي والاداري، مثلث العلاقة بين حكومات العراق وتركيا والاقليم، والمناصب الحكومية الشاغرة.
وهنالك عوامل خارجية صانعة للأزمة أو تذكيها تتمثل في المحاور الاقليمية. فلدى العراق ثلاثة ملفات خطيرة مع ايران: الحقول النفطية المشتركة «مجنون، ابو غرب، الفكه، بزركان، نفط خانه» وترسيم الحدود، وشحّة المياه بتحويل معظم روافد دجلة الى أراضيها.
ويكفي العراق مشكلتان مع تركيا: المياه وكركوك. وكلا الدولتين تتعاملان معه كما لو انه تابع لهما او انه بلا سيادة، او في طريق تقسيمه الى دويلات.
وما يجعل الأزمة مستعصية، عدم وجود آليات لحلّها. فمجلس الوزراء يفتقر الى نظام داخلي واضح يحدد أداء السلطة التنفيذية، ويضبط عمل الحكومة. والتقاطعات والتضاربات في الصلاحيات داخل الحكومة ذاتها، وبينها والبرلمان، تعدّ احد اهم اسباب عدم التوافقات. ووجود مواد في الدستور يصفها قانونيون بأنها «حمّالة اوجه»، بينها منح رئيس الوزراء صلاحيات في غياب قوانين تضبط تلك الصلاحيات وأخرى كبيرة تمكّنه من الانفراد بالسلطة، فضلا عن وجود اتجاه يدعو الى تركيز السلطة في الحكومة الاتحادية، وآخر يدعو الى منح المحافظات والاقاليم استقلالية تعطي صلاحيات واسعة لحكومات المحافظات.
ان هذا الكّم المعقد من القضايا الشائكة والمتشابكة يفضي الى ثلاث حقائق سيكولوجية: خلق تشوش فكري لدى متخذ القرار يضطره الى التركيز فقط على القضايا التي فيها خطر عليه، تعميق روح الشك في الآخر بين الفرقاء في بارانويا سياسية، وتقوية الانتماءات والولاءات للأحزاب والعشائر ودول خارجية «جوازات سفر اجنبية لدى سياسيين» على حساب الانتماء للمواطنة والولاء للوطن.
هذه الحقائق السيكولوجية لا ينفرد بها السياسيون العراقيون، بل تنطبق على الطبيعة البشرية. بمعنى ان أي سياسي في واقع فوضى فكرية وسياسية كهذه سيعيش الخبرة ذاتها، والاختلاف يكون في طريقة التعامل معها.
وللأسف فأن سيكولوجيا الازمة تحكّمت بالسياسيين العراقيين أكثر من قدرتهم على التحكّم بها، ولك ان ترى كيف فعل دافع الانفعال بهم الى اطلاق التصريحات المتناقضة عبر وسائل الاعلام، وتركيزهم على مسائل الخلاف، واستخدامهم آلية «الاسقاط» بتنزيه النفس والتمتع بالنوايا الصادقة، وتحميل الطرف الآخر كلّ الخطايا، مع انهم جميعا شركاء في صنع ما حصل للناس من فواجع وما حصل للوطن من خراب.وهذا يفضي، بحتمية سيكولوجية اخرى، الى ان التفكير يعتاد على استحضار الخلافات بما يزيد المسافة التفاهمية بعدا،وبرمجة العقل على آلية «العناد العصابي» بالاصرار على البقاء بالمواقف، فيما يتطلب حلّ الازمة مرونة التحرّك التي لم تحصل مع انها أخذت اكثر من وقتها، لأن السياسي من هذا النوع لا يتزحزح عن مواقفه الا حين يتهدده خطر يطيحه، فيما السياسيون العراقيون أمنوه... فالشعب جرّب حظه في تظاهرات شباط واستكان، والظهر مسنود الى أكبر قوة في العالم.
وثمة حالة خطيرة هي ظهور «اللاعب الوحيد» في فرقاء العملية السياسية. ومشكلة اللاعب الوحيد أنه يجمع كلّ خيوط «اللعبة» بيده، ويركّز وفريقه على مسائل الاختلاف مع الفرقاء، ويغلّب مصلحة فريقه على مصالح الوطن... فضلا عن أن سيكولوجية السلطة في العراق علّمت المحيطين باللاعب الوحيد أن يقولوا له ما يحب أن يسمعه!
ان السياسيين ليسوا بغافلين عن أن حلّ الأزمة يحتاج الى لغة تفاهم واتفاق على تحقيق مطالب اصلاحية، وما الى ذلك مما يدعو له مفكرون مستقلون، لكن المأزوم غير قادر على الخروج من شرنقة ازمته،وما نحتاجه الآن هو التهدئة حتى انتخابات 2014، عسى أن تأتي بعقول غير مأزومة،والا فان العراق سيشهد حريقا هائلا تحمل اعواد ثقابه دول شقيقة وصديقة!
* رئيس الجمعية النفسية العراقية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكاليات في الدين والسلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (2-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (1-4)
- ثقافة نفسية(72):صراع الأدوار
- الأمراض النفسية في الأغاني العراقية
- المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا
- الوساوس الدينية
- ناجي عطا الله..في مجلس النواب العراقي!(فنتازيا)
- المسلسلات الرمضانية وفضائح السلطة
- بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي
- ثقافة نفسية(71):التوتر..يجعلك مريضا!
- ثقافة نفسية(70):جهازك العصبي في رمضان
- الأخصائيون النفسيون وثورات ربيع العرب
- آخر خرافات العراقيين!
- المتقاعد..بمفهوم العراقيين!
- ازدواج الشخصية العراقية – تصحيح مفهوم
- ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري
- ثقافة نفسية (64):للأنفعال..ثلاثة وجوه
- المؤتمر الدولي الثاني لجمعية الأطباء النفسيين الأردنية (تقري ...
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير (2-2)


المزيد.....




- السعودية.. تركي آل الشيخ يرد على حملة ضده بعد تدوينة -الاعتم ...
- مدى قدرة جيش إسرائيل على بسط سيطرة كاملة في غزة؟.. محلل إسرا ...
- إعلام رسمي إيراني: المعدوم بتهمة التخابر مع إسرائيل كان عالم ...
- إشادة فرنسية أمريكية.. حكومة لبنان تتجه لنزع سلاح حزب الله
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- دبي .. روبوت في اجتماع رسمي
- حراك شعبي في هولندا دعما لغزة وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية
- تحقيق يكشف فظاعات وجرائم ارتكبت بمخيم زمزم للنازحين في دارفو ...
- خمسة مبادئ وانقسام حاد.. تفاصيل قرار -الكابينت- لاحتلال غزة ...
- مصر.. صورة مبنى -ملهوش لازمة- تشعل سجالا واستشهادا بهدم كنيس ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا الأزمة