أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - آخر خرافات العراقيين!














المزيد.....

آخر خرافات العراقيين!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 19:00
المحور: كتابات ساخرة
    


آخر خرافات العراقيين!

رئيس الجمعية النفسية العراقية

خلاصة الخرافة تقول..ان طفلا نطق في ساعة ولادته محذّرا الناس من مرض خطير ..الوقاية منه لا تكون بغير الحنّاء..ثم فارق الحياة.
ولكي تتحول الخرافة الى شائعة تنتشر بين الناس،فانه يجب ان تتوافر فيها ثلاثة شروط:استثنائية الحدث،وغموض المصدر،وجمهور يتقبلها.
والحدث هنا كان معجزة..اذ لا نعرف في التاريخ طفلا كلّم الناس في المهد سوى النبي عيسى(ع).والمصدر غامض..فقسم يؤكد ان الطفل ولّد في مدينة الصدر ومات بعد ان نطق التحذير،وآخر يؤكد انه ولّد في كربلاء ومات بعد ساعتين،وثالث يجزم انه ولّد في محافظة النجف وعاش يومين..وأن والد الطفل اسرع مرعوبا الى رجل دين له علم بلغات الغيب وفسّر كلام الطفل بأن عاصفة ترابية ستهب على النجف ولن ينجو منها الأطفال الا من يحنّي أهله رأسه بالحنّاء.
ولأن العراقيين من اكثر الشعوب ايمانا بالخرافات ،فان خرافة الطفل انتشرت بينهم انتشار النار في زرع يابس..ولاحظ ان جمهورها الأول كان شعبيا دينيا(مدن الصدر وكربلاء والنجف)..ثم انتشرت الى المحافظات الأخرى.واللافت انها انتشرت في قطاعات اخرى.فبحسب جريدة المدى(العدد 2389في 21/5/12) "ان الأمر تطور ليصل الى دور العبادة،وعلم الفلك ويأخذ جوانب اقتصادية وثقافية واجتماعية".وأنها "افرغت العراق من الحنّاء وجعلت ايران تتهيأ لا رسال شاحنات حنّاء الى العراق"بحسب الكاتب أحمد عبد الحسين..وأن سعر الكيس الواحد منه قفز من ألفي دينار الى خمسة آلاف دينار،وان أسواق الحلة نفدت من الحنّاء..وفقا لتقرير صحفي من بابل اعده ساجدة ناهي وحيدر الحيدري.
وبحسب تقارير صحفية واعلامية فان العوائل الشعبية في بغداد وعدد من مدن الوسط والجنوب راحت تتسابق على شراء الحنّاء.بل ان عددا من المدارس استقبلت تلامذتها ورؤوسهم ملطخة بالحناء!.والمفارقة ان الآباء الذين كانوا يسخرون من هذه الخرافة رضخوا لطلب زوجاتهم واشتروا لهن الحناء..وبعضهم أحنى راسه لزوجته لتخضبه بـ( الحنه) رغم استسخافه للموضوع ويقينه بأن لا علاقة للحنّاء بقتل فيروس وباء!.
ويعزو العراقيون المصدقون بهذه الخرافة الى انها علامة من علامات قرب قيام الساعة!.ويربطها آخرون بالهزات الأرضية التي ضربت مناطق بمحافظتي واسط وميسان،وما شهدته محافظتا بابل والنجف من عواصف ترابية تخضبت فيها السماء بالوان مخيفة في عزّ الظهيرة.
غير ان عراقيين آخرين عزو هذا الأمر لأسباب اقتصادية..بأن هنالك عقلا تجاريا شيطانيا ذكيا (اخترع)هذه الخرافة لتصريف بضاعة كاسدة.ولهذه الحادثة سابقة،فقد شاعت زمن ظهور انفلونزا الخنازير خرافة تقول ان (الماش) يشفي منها..ونفد الماش في حينها كما نفد الآن..الحنّاء الكاسد من سنوات!.
ومع ان هذا السبب وارد ويدلل على وجود عقلين عراقيين:أحدهما ذكي..بارع في الشيطنة،والآخر ساذج ومفرط في الطيبة،فان أحد أهم اسباب شيوع الخرافة هو ان الناس يعيشون حالة التطير في أوقات الأزمات السياسية.والتطير هو طريقة او اسلوب في التفكير يتعلق بما سيقع للفرد من احداث.ومع ان البعد الزمني للتطير هو المستقبل فان تاثيره في السلوك يظهر في الحاضر .فاذا توقعت ان صديقك الحميم الغائب عنك عشر سنين سيأتي غدا، فان مزاج الفرح يظهر عليك اليوم،واذا توقعت أن صديقك الراقد في المستشفى سيموت غدا..فان انفعال الحزن يظهر عليك اليوم .بهذا المعنى فان التطير حالة سيكولوجية خالصة مضمونها الرئيس هو القلق الناجم عن احتمالات متناقضة واحيانا حادة،بين خوف من شرّ مرتقب وبين انفراج آت..ولهذا تتحكم بالمتطير سيكولوجيا التناقض الوجداني بين التشاؤم والتفاؤل..وهذه هي الحال التي يعيشها العراقيون من تسع سنين..وسيظلون ينفسّون عن انفسهم بخرافة كلما عصرهم السياسيون بأزمات بعضها ينتجها عقل سياسي شيطاني كعقل تاجر الماش والحنّاء!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتقاعد..بمفهوم العراقيين!
- ازدواج الشخصية العراقية – تصحيح مفهوم
- ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري
- ثقافة نفسية (64):للأنفعال..ثلاثة وجوه
- المؤتمر الدولي الثاني لجمعية الأطباء النفسيين الأردنية (تقري ...
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير (2-2)
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية-اجتماعية (2-2)
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية -اجماعية (1-2)
- ثقافة نفسية(63):عاداتك..تحدد نوعية حياتك
- الكليات الأهلية..حكاية مليارت
- ثقافة نفسية(62): للمدراء فقط!
- ثقافة نفسية(61):الأيمو ..ومسؤولية الأسرة العراقية
- القضية الكردية وحق تقرير المصير(2-2)
- القضية الكردية وحق تقرير المصير (1-2)
- تراجع مكانة المبدعين في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (60): انتبهي لقلبك قبل أن يتعفن!
- ثلاثية الفساد في العالم العربي -العراق انموذجا-
- في سيكولوجيا قمة بغداد
- استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - آخر خرافات العراقيين!