أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم حسين صالح - القضية الكردية وحق تقرير المصير (1-2)















المزيد.....

القضية الكردية وحق تقرير المصير (1-2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 12:59
المحور: القضية الكردية
    



توطئة
يؤكد باحثون عرب واجانب تقدميون ان الشعب الكردي من أكبر الشعوب التي بقيت إلى الآن محرومة من كافة حقوقها القومية مع انه يمتلك مقومات (أمّة) لها الحق في ان تعلن عن نفسها (دولة)في حدود وطنها كردستان..فكيف السبيل ومعوقات تحقيق هذا الهدف لا تكمن في كون الشعب الكوردي مجزءا بين اربع دول بأنظمة سياسية مختلفة،بل وداخل الشعب الكردي نفسه وحركاته السياسية؟

استهلال موجز
اذا استثنينا نضال الشعب الكردي ضد الهيمنتين العثمانية والفارسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ،وانتفاضاتهم ضد السلطات الحاكمة آنذاك والصراع في ما بين العشائر الكردية ،فان معاهدتي سيفر(1920)التي انحازت فيها الدول الكبرى لصالح جمهورية تركيا الكمالية ،ولوزان (1923)التي تغاضت عن الكورد وحقوقهم ،تعدّان بداية ظهور القضية الكردية بشكل جديد على مسرح الأحداث في المنطقة بوصفها تشكل مصدر قلق وخطر جدي على اربع دول تتوزعها(تركيا،ايران،العراق،سوريا) ولتفردها بموقع جيوسياسي استراتيجي واقتصادي متميز. غير انها ظلت مهمشة الى عام 1991 الذي أصدر فيه مجلس الأمن الدولي القرار 688 وبه أعاد القضية الكردية إلى المسرح الدولي في مشهد الأمم المتحدة.
لا نريد هنا أن نقدم سردا تاريخيا لنضال الشعب الكردي لاسيما لنخبة عربية شاركت هذا الشعب ميدانيا في نضاله الذي استمر قرونا، وعالجت قضيته بفكر انساني تقدمي بقدر ما نريد تحديد معالم هذه القضية في حاضرها تساعد على رسم خارطة طريق لمستقبلها..في وضع معقد ومأزوم بأشكاليات نلتقط منها اربعا:
الأولى: ان كرد تركيا يمثلون الحجم الأكبر من الشعب الكردي(اكثر من النصف) وأنه ما يزال يعيش المرحلة التي عاشها كرد العراق قبل خمسين سنة،وتوصف نشاطاته المسلحة بأنها أرهابية.
الثانية:ان اقليم كردستان العراق صار يمتلك كل مقومات الدولة التي لا يعوزها سوى الاعلان عن نفسها،وأن الشعب الكردي في الدول المجاورة يتطلع اليه في تحقيق حلم قيام الدولة الكردية،غير انه يعاني من اشكاليتين:كردية- كردية بين حلّ مسلح يتبناه الكرد في تركيا وايران وحلّ سلمي تتبناه سلطة الأقليم،وكردية عربية بين بغداد واربيل..فضلا عن حركات سياسية كردية داخل الأقليم وخارجه ترى ان الاتجاه العشائري هو الغالب على حكومة الأقليم.
الثالثة:هنالك حركات سياسية كردية تتوزع بين قومية وليبرالية وماركسية واسلامية ..تحكمها صراعات ايديولوجية وعشائرية،فضلا عن فصائل كردية تستميلها وتغدق عليها ماديا أنظمة حكم لا تعترف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي.
والرابعة:ان الدول الكبرى صارت معنية بالقضية الكردية، وان مواقفها منها يحددها صراع المصالح على منطقة غنية بثرواتها وبموقعها الاستراتيجي الدولي المميز.
ومع ذلك علينا ان ننطلق من حقيقة أن حق تقرير المصير للشعوب صار مسلمة ومسألة وقت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والتوحد الأوربي وربيع ثورات العرب وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي والثقافي عبر العالم بين جيل الشباب الذي غزت تقافته الجديدة مساحات واسعة كانت تحتلها ثقافة الكبار .
لنرجأ مناقشة هذه الاشكاليات ولنستحضر شيئا من الماضي بما يلقي الضوء على الحاضر.
انموذج سلطة في مقاومة حق تقرير المصير
نشبت بين الحربين العالميتين الاولى والثانية،في كردستان الايرانية عدة انتفاضات، ابرزها ثورة اسماعيل سيمكو(1912).وفي عام 1925 اصبح رضا خان شاها" على ايران فطبّق سياسة التحكّم بجميع الاقليات وصهرهم بمن في ذلك الكرد، وقام بحملة عسكرية قضت على سيمكو بعد معارك دامية اضطرته اللجوء الى العراق (راوندوز)..وظل يقاتل..الى ان دعي في 21 يونيو 1930 الى مدينة شنو للتفاوض مع ممثل القوات الايرانية، الذي دبر امر مقتله..ومثل اغتيالات الغدر هذه حدثت في العراق ضد قيادات كوردية.
وفي عام 1931، اندلعت انتفاضة جعفر سلطان. وتم القضاء عليها بقسوه، الامر الذي اضطر ممثل كردستان في البرلمان الايراني الى القول بأنه ليس ثمة مشكله في ايران، وان الكرد يعتبرون انفسهم ايرانيين ولا يفكرون الا بأيران.(حدث مثل هذا في عراق السبعينيات). وحرم الاكراد من كافة حقوقهم القومية، بما فيها منع استعمال اللغة الكردية، وعدم السماح لهم بارتداء ازيائهم القومية.
وفي يناير عام 1945 اعلنت "جمهورية مهاباد" اثر دخول قوات الحلفاء ايران، واسقاط حكم الشاه رضا، وتنصيب ابنه محمد رضا.
وبتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني في 15 أب 1945 يعلن للمرة الاولى: برنامج تضمن في مواده: تحقيق الحرية والحكم الذاتي للشعب الكردي ضمن نطاق الدولة الايرانية، واستعمال اللغة الكردية في التعليم، وتحسين الاوضاع الاقتصادية.
ومع ان الحكم الكردي في مهاباد لم يستمر سوى عشرة اشهر، فأنه تحققت في هذه المدة القصيرة فوائد مهمة للشعب الكردي، اذ اصبحت اللغة الكردية اللغة الرسمية، وازدادت الجرائد والكتب باللغة الكردية، وتولى الكرد الوظائف المهمة التي كان يشغلها الفرس فضلا عن اصلاحات زراعية وثقافية .
ومع ان زعيمها قاضي محمد الذي وصفه روزفلت بأنه رجل ذا معتقدات راسخة مع شجاعة نادرة وتضحية عظيمة واسعة واعتدال في التفكير، وان جلّ مطالبه هو الحكم الذاتي، فأن الجيش الايراني قضى على حكومة قاضي، وأعدم مع اخيه صادر قاضي عضو البرلمان الايراني، وابن عمه سيف قاضي وزير دفاع جمهورية مهاباد في 2 مارس 1947.
ومع ان الجماهير الكردية ابتهجت بسقوط الشاه (1979) وشاركت الشعب الايراني بالخلاص من الظلم،فأنهم لم يحصلوا من السلطة الاسلامية الجديدة على ما كانوا يتوقعونه: الحكم الذاتي تحديدا.فحين توجه وفد كردي الى (قم) برئاسة الدكتور عبدالرحمن قاسملو(العضو المنتخب بمجلس الخبراء الذي شكلته الثورة الاسلامية والنائب عن كردستان ايران) لعرض مطالب الكرد على آية الله الخميني في 28 آذار 1979، فأن الخميني رفض منح الحكم الذاتي لكردستان ايران مما ادى الى تجدد القتال،ولكن هذه المرّة بين قوات البيشمركة الكردية وقوات الحرس الثوري الايراني. واشتدت المصادمات التي اضطرت الخميني الى ان يصدر في آب 1979 فتوى ضد (الكفره في كردستان) وتصريحه بأن (ما نواجهه ليس قضية كردية وانما قضية شيوعية). وظلت الحكومة الايرانية تطارد قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني في الخارج ايضا، فاغتالت في فينا عام 1989 الدكتور عبد الرحمن قاسملو واثنين من رفاقه، واغتالت في المانيا عام 1992 زعيم الحزب من بعده(صادق شرفكندي) مع اربعة من رفاقه.ولا نريد ان نتحدث عن ما فعلته القوات الايرانية ضد الكورد في ايران بأمر من رئيسها ابو الحسن بني صدر.
ومثل هذا جرى في العراق وما زال يجري في تركيا وايران.
ان الأنظمة القومية وأنظمة الاسلام السياسي يصعب عليها ان تعترف بكامل حقوق الأقليات ضمن سلطتها،ولنضرب على ذلك مثلا..فقد منع آية الله الخميني ممثل الكرد الدكتور عبد الرحمن قاسملو من المشاركة في كتابة الدستور لسببين:قومي ومذهبي كون اغلبية كرد ايران من السنة.ومع ان الدستور الايراني نص في المادتين 15 و19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية والثقافية ،فانه تم اغلاق الكثير من الجرائد الكردية .والحال نفسه ينطبق على سوريا مع ان نظامها علماني.فمع أن الرئيس السوري بشار الأسد صرح في خطاب له (بأن القومية الكردية جزء من التاريخ السوري والنسيج السوري) فان المؤتمر العاشر لحزب البعث الحاكم لم يشر الى امكانية قيام الكرد بتشكيل احزاب سياسية،بل أن محكمة أمن الدولة في سوريا اصدرت حكما بالسجن لمدة سنتين ونصف على اربعة اكراد بتهمة (الأنتماء الى تنظيم سرّي واقتطاع جزء من اراضي البلاد وضمها الى دولة اجنبية).فضلا عن وجود اكثر من مليون كردي من مواليد سوريا لا يعدون مواطنيين سوريين،وانهم خضعوا في زمن الرئيس حافظ الأسد الى سياسة التعريب،ناهك عن اجراءات تقضي بعدم السماح للكرد من ممارسة تقاليدهم وشعائرهم في مناسباتهم القومية.غير أن أكراد سوريا يختلفون عن اشقائهم في تركيا وايران والعراق،فهم لا يتداولون تعبير (كردستان سوريا)، وان معظمهم كانوا التحقوا او تعاطفوا مع الحزب الشيوعي السوري برئاسة سكرتيره الكردي خالد بكداش،وان الشعور بسوريا الوطن وحدّهم عبر النضال ضد الاحتلال الفرنسي،وبينهم قادة جبل،ويوحدّهم الآن في النضال ضد اساليب وسياسة النظام السوري.
والحال ذاته فيما يخص تركيا.فبرغم نظامها الديمقراطي فان الدستور التركي نص في مادته 66 على ان " الترك" يعني (أي شخص مرتبط بالدولة التركية من خلال رابطة المواطنة)..أي ان الكردي هو تركي مع ان الكرد يشكلون 20% من تعداد السكان البالغ 75 مليونا.ومن عام 1982 كان استعمال اللغات واللهجات الكردية ممنوعا بموجب الدستور التركي ..الى عام 2002 حيث رفع نتيجة الضغوط التي مارستها دول اوربا على تركيا الساعية للأنظمام الى الاتحاد الأوربي.ونشير الى ان اشكالية الكرد في ايران تختلف عن اشكالية اشقائهم في تركيا وسوريا، اذ انهم يتعاملون مع قوى دينية تخضع لولاية الفقيه،وأنها اقوى بكثير من القوى الوطنية والتقدمية والاصلاحية ايضا.
* القسم الأول من الورقة التي القيت في مؤتمر التجمع العربي لنصرة القضية الكردية .اربيل 5/5/2012



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع مكانة المبدعين في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (60): انتبهي لقلبك قبل أن يتعفن!
- ثلاثية الفساد في العالم العربي -العراق انموذجا-
- في سيكولوجيا قمة بغداد
- استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)
- قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة
- الأيمو!..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(59):سماع الأصوات..أو الهلوسة السمعية
- ثقافة نفسية(58):عمر الحب بعد الزواج..ثلاث سنوات!
- العراقيون..صنّاع أرمات
- ثقافة نفسية(57): الوسواس المرضي
- دوافع السلوك المنحرف للشخصية غير النزيهة
- ألف ليلة وليلة..في منهاج دراسي!
- الزيارات المليونية..تساؤلات مشروعة عن التهديد والوعيد
- ثقافة نفسية(56): حذار من الحبوب المنوّمة!
- العراقيون والاكتئاب الوطني!
- المخدرات..تداركوها قبل حلول الكارثة
- الزيارات المليونية..في قراءة نفسية - سياسية
- السياسيون..وسيكولوجيا الضحية والجلاّد
- ثقافة نفسية(50): الضمائر غير الصحية نفسيا


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم حسين صالح - القضية الكردية وحق تقرير المصير (1-2)