أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(50): الضمائر غير الصحية نفسيا














المزيد.....

ثقافة نفسية(50): الضمائر غير الصحية نفسيا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 21:00
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الضمير مفهوم فرضي لنوع وكمّ المعايير والقيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية التي يمتلكها الفرد ويستخدمها في عملية اصدار الحكم على ما يقوم به من أفعال وتصرفات ، ومقارنتها بمعايير مثالية للذات. وقد شبّه بعض العلماء الضمير بـ "صوت الحق" ،فيما وصفه آخرون بالنظرة المتخيله عما نريد ان نكون او ينبغي ان نكون،فيما يعدّه آخرون (الرقيب) على ما نقوم به من افعال،أو (القاضي) الذي يحاسبنا على أخطائنا. غير ان معايير الضمير التي بموجبها نستحسن سلوكنا او نستضعفه تعتمد على القوانين والقيم والعادات الاجتماعية. وبهذا يكون الضمير هو احد اهم المؤسسات الاجتماعية للسيطرة على السلوك من خلال الضبط الاجتماعي والاخلاقي.والشخص ذو الضمير السليم يمتلك شخصية سليمة اذا بذل الاهتمام بضميره. ومثل هذا الاهتمام يفضي الى نتائج مريحة ،منها أنه يمكّن صاحبه من نيل ما يكفي من الحاجات المشبعة ليعيش حياة ممتعة خالية من الشعور بالأثم،ويتمتع بنفس الوقت بتقدير عال للذات نسبيا، ويكون سلوكه مستحسنا بين اعضاء جماعته ما دام ضميره مطابقا للنظام القيمي للجماعة،ويعتاد على أن يسلك سلوكا مقبولا بطريقة آلية.وحين يشعر بالذنب فأنه يكون قادرا على ان يحدد تلك الجوانب من الضمير التي قام بمخالفتها .وعندما يحصل لديه صراع في الضمير يكون قادرا على الحوار مع نفسه بصراحة عن الجوانب المتناقضة بحيث يتخذ القرار المناسب بعد ان يدرس المسائل الخلقية بما يكفي من العناية.ولا يشعر المرء ذو الضمير السليم بأن ضميره سلطة أجنبية أو قوة يطيعها قسرا او خشية ،بل يشعر أن ضميره هو مجموعة من المثل والمحرّمات صارت جزءا من ذاته الحقيقية..ينصاع له لأنه يريد الأنصياع،لا خوفا او رغما عنه.
والذي لا يعرفه كثيرون ان للضمير علاقة بالصحة النفسية وحتى بالمرض البدني، حين لا يكون متمتعا بالصحة النفسية. ومثل هذا الضمير يكون على انواع..فالضمير الحازم اكثر مما ينبغي يجعل صاحبه تعيسا، لأنه يحدّ السلوك ويقيده اكثر مما تفعله العادات والتقاليد والقوانين، فيحرم نفسه من الاستمتاع بمباهج الحياة المشروعة التي يتمتع بها الاخرون. ونوع آخر من الضمائر غير الصحية نفسيا هو الضمير التسلطي ، الذي يعتقد صاحبه ان رموز السلطة هم اقوياء يجب ان يطاعوا دون تردد، فيعاني صاحبه من الشعور بالاثم حتى عندما يخطر له ان يتحدى السلطة. ونوع ثالث هو الضمير الاسقاطي، الذي يقوم صاحبه بأسقاط احكامه الخلقية على الآخرين..اي انه يقيس سلوك الآخرين واخلاقهم (بمسطرة) ضميره هو، ويصدر احكامه عليها بموجب ذلك،مع ان الكثير من احكامه هذه تكون خاطئة. والاكثر من ذلك، ان صاحب الضمير الاسقاطي يرحّل اخطاءه على الآخرين ، ولا يعترف بها مطلقا، ويعتقد ان الجميع ينتقدونه ويضطهدونه.
ونوع رابع يعيش حالة صراع تتعارض فيه القيم والمثل والمحرمات يستدعي الانصياع لبعض اوامر الضمير التي تخالف اوامر اخرى مما يؤدي الى الشعور بالاثم. واحد اهم اسباب هذا النوع من الضمير الذي يعاني من الصراع، هو الابوان المختلفان في معايير السلوك، كأن تطلب الام من ابنها شيئا يعارضه الاب، فيحتار الطفل بين قيم ابيه وقيم امه.
وما لا يعرفه كثيرون ان هذه الانواع من الضمائر غير الصحية نفسيا تصيب اصحابها بامراض بدنية، اخطرها: الضغط العالي، السرطان..بل انها قد تقتل اصحابها بالسكته القلبية!.
قد تردّ عليّ جنابك وتقول:لو كان هذا صحيحا لأصيب ثلثا أعضاء البرلمان العراقي بالسرطان او السكتة القلبية.والحق معك..ولا تفسير لذلك سوى احتمالين:اما انهم لا يمتلكون ضميرا أصلا بالمعنى الذي يحاسبهم ويحسسهم بالشعور بالذنب،أو أنهم يبتكرون آليات نفسية تبريرية غالبا ما تكون "دينية"..كأن يستغفر ربه وقت الغروب بعدد خرزات مسبحته،أو الطواف حول الكعبة معتقدا عن يقين بأن الله غفور رحيم حتى لو كان قد أكل المال الحرام.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(49): هكذا تفعل خبرات الطفولة
- ثورة الحسين..المشترك بين العلمانيين والاسلام السياسي!
- تأجير محبس!
- التناقض بين الفكر والسلوك في الاسلام السياسي
- ثورات العرب..وربيع الاسلام السياسي
- العرب ..وسيكولوجيا الانتقام
- أفعى الفساد
- ثورات العرب..والاسلام السياسي
- نفاق المثقفين
- الكليات الأهلية..وضمان الجودة
- انتحار..دموع!
- مشهد مقتل القذافي ..وسيكولوجيا الانتقام
- الغطرسة..والسلطة
- الوضع النفسي للعراقيين..في خطر
- الفساد العراقي ..في متلازمتين
- المثقفون ..والسكتة القلبية!.
- التحقير الجنسي..في شعر مظفر السياسي
- ثلثا العراقيين..مغيّب وعيهم !
- ثقافة نفسية(47):الاكتئاب..كيف تتخلص منه
- ثقافة نفسية(46):فيروس الاكتئاب النسائي


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(50): الضمائر غير الصحية نفسيا