أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - أفعى الفساد














المزيد.....

أفعى الفساد


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 18:06
المحور: المجتمع المدني
    



في مقالته بعنوان "سؤال" للكاتب محمد خضير سلطان،روى عن جلال الدين الرومي حكاية حدثت قبل قرون مفادها انه جلب الى بغداد افعى متجمدة ووضعها نصب اعين المارة،وحين اذابت شمس بغداد جليد الافعى استيقظت ولدغت عددا من المتفرجين حتى الموت. ويستنتج من راوية الحكاية انه اراد القول ان بعض (المسؤولين، السياسيين، الاداريين) ما ان يتسلموا مناصبهم ويستقروا فيها حتى تتحرك الافعى،الانجماد، في داخلهم الى حالات فساد. ويتساءل عن دور علم النفس في تحليل (افعى الفساد) و"ماذا نفعل اذا كان كل عراقي يخبىء افعاه المتجمدة في لا شعوره؟"
ان الفساد، في التحليل السيكولوجي، هو سلوك مكتسب، بمعنى ان لا يولد الانسان مجبولا على اخذ المال الحرام، انما يتعلمه من البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها. اما لماذا صار في العراق ظاهرة نقلته الى المراتب الاولى بين الدول الفاسدة في العالم؟ فأن اهم اسبابه انه جرى قبل ثلاثة عقود "تطبيع نفسي" عليه، بدأ بالمؤسسة العسكرية بين الضباط وميسوري الحال من المجندين بدفع الرشاوى و "الهدايا" الى آمريهم للحفاظ على حياتهم خلال الحرب العراقية الايرانية. ولأن من طبيعة الحروب الكارثية ان ينجم عنها تخلخل بالمنظومات القيمية الاخلاقية، ولأنها استمرت زمنا زاد على ربع قرن، فأنه حصل تطبيع نفسي (لقبول) هذه الظاهرة.
ويعني هذا نفسيا، ان الناس حين يضطرون الى قبول او غض الطرف عن سلوك كانوا يرفضونه، ويجدون انفسهم غير قادرين على تغييره،فأنه يشيع بينهم مصحوبا بآليات تبريرية من قبيل (وما حيلة المضطر الا ركوبها) وآليات اسقاطية (رمي التهمة على الآخرين بأنهم فاسدون).
وسبب (شعبي!) آخر، هو ان حوادث نهب ممتلكات الدولة والناس في عامي (1991) و (2003) عملت على اشاعة عدوى نفسية تبيح اخذ الملكية العامة، وتعطّل الشعور بأن هذا الفعل حرام.
وسبب (رسمي!) ثالث هو انه لم يظهر بين المسؤولين في السلطة الجديدة من يمكن عدّه (القدوه) كعبد الكريم قاسم،بل توزع كثيرون منهم بين من اختلس اموالا طائلة وهرب بها، وبين من صار يتقاضى رواتب وامتيازات اكثر مما يستحق بأسلوب جديد شرعّنته السلطة. والمعطى السيكولوجي هنا، هو ان غياب قدوة النزاهة في السلطة يفضي الى عدم التزام الرعية بقيمة النزاهة.
ان علم النفس يقول، ان ايّ سلوك..ايجابي او سلبي، يتم تعلمه بالتعزيز. وما حصل عبر ثلاثة عقود، ان الفاسد حصل على تعزيز مادي: (النط من القاع الى القمة والعيش برفاهية)، ومعنوي:بوصف الناس له بأنه "شاطر".. وتلك هي الكارثة..ان يتحول الفساد من عمل كان يعدّ خزيا..الى "شطاره".
وآخر الاسباب، ان السلطة تفسد الانسان في حالتين، اذا انتابه قلق المستقبل من فقدانها، واذا دام فيها.. ولنا في ذلك شاهدان: صدام حسين ومعمر القذافي..
فكلاهما كان فقيرا..معدما..وكلاهما صيرته السلطة افسد محتكر ومبذر لثروة تخص الناس والوطن.
نعم، ان كثيرين من في السلطة لدغت افاعيهم ملايين العراقيين، لكن التعميم ليس صحيحا، والأخطر أنه يفضي الى اشاعة الشعور باليأس من اصلاح الحال..مع ان الحل ميسور: تشكيل محكمة من قضاة مستقلين لمحاكمة الفاسدين والمفسدين..وعلم النفس يقول:لو ان صوت مطرقتها سمعه الناس قبل ثلاث سنوات لخافت تلك "الأفعى" وختلت في جحرها الى يوم يبعثون!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات العرب..والاسلام السياسي
- نفاق المثقفين
- الكليات الأهلية..وضمان الجودة
- انتحار..دموع!
- مشهد مقتل القذافي ..وسيكولوجيا الانتقام
- الغطرسة..والسلطة
- الوضع النفسي للعراقيين..في خطر
- الفساد العراقي ..في متلازمتين
- المثقفون ..والسكتة القلبية!.
- التحقير الجنسي..في شعر مظفر السياسي
- ثلثا العراقيين..مغيّب وعيهم !
- ثقافة نفسية(47):الاكتئاب..كيف تتخلص منه
- ثقافة نفسية(46):فيروس الاكتئاب النسائي
- ثقافة نفسية(45):انموذجان سلبيان..الرافض والمتردد
- الناصرية ..الشجرة الطيبة
- نقاط التفتيش..وتوظيف العلم
- من عالم البغاء. قصة حقيقية تصلح لفلم سينمائي مميز
- سيكولوجيا الفرهود بين بغداد وطرابلس
- لم نعد وحدنا..علي بابا!
- النفاق..والمسلمون!


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - أفعى الفساد