أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - انتحار..دموع!














المزيد.....

انتحار..دموع!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 17:49
المحور: المجتمع المدني
    


قبل اسابيع انتحرت طالبة بعمر (16 سنة) اثر اعلان نتيجتها (راسبة) في الامتحان الوزاري بدوره الثاني لمرحلة الدراسة المتوسطة.
كان الحدث مشهدا تراجيديا.. فما ان بلغها الخبر حتى التفتت الى حيث تستقر بندقية ابيها..سحبتها.. ووضعت طلقة فيها..وسددت فوهتها نحوها..وضغطت الزناد.. وانطلقت الرصاصة لتوقف دقات قلبها الصغير الى الأبد، ولتحنّي بيت اهلها وكتبها بدم احمر.
ومثل هذه الفاجعة حدثت لثلاثة طلبة آخرين، ولنفس السبب..الرسوب بالدور الثاني للامتحانات الوزارية للصفوف المنتهية، الأمر الذي يستدعي التوقف عنده لمعرفة اسباب هذا النوع من الانتحار، كي لا تتكرر مثل هذه الفاجعة فيفقد الاهل فلذات اكبادهم ويخسر الوطن طاقات ابنائه .
ان الانتحار، ببساطة، هو حل نهائي لمشكلة مؤقتة،فلماذا لم تستطع (دموع) تجاوز هذه المشكلة..(الرسوب)؟
ان التفسير العلمي لاسباب انتحار هؤلاء الطلبة لا يمكن حصره بمصدر واحد. فالقوة الرهيبة التي تدفع بالطالب الى قتل نفسه لا بد ان تتضافر فيها عدة اسباب من عدة مصادر، يتقدمها الأهل في ثلاثة مسارات.
الأول: ان يكون الأب من النوع القاسي الذي يهدد ابنه بالويل والثبور ان رسب في الامتحان الوزاري، فيعمد هذا الابن الى الانتحار ليس فقط احتجاجا على قسوة ابيه عليه، بل معاقبة له ايضا. اذ تقوم آلية نفسية بتصوير انتحاره له بانه ليس قتلا لنفسه بقدر ما هو قتل لظالمه..ابيه! .
والثاني: اسراف الأهل في رعاية ابنهم ومداراته في اثناء ادائه الامتحان الوزاري بشكل خاص. فالأم التي تستيقظ في الصباح لتحضّر الفطور لابنتها..وتوصلها بنفسها الى المدرسة..وتحضّر لها الغداء..والعشاء ايضا، وتوفر لها كل احتياجاتها، ثم تأتيها في النهاية بنتيجة راسبة، فأن الشعور بالذنب يدفع بابنتها الى الانتحار تكفيرا عن ذنبها وخيبة امل امها فيها.
والثالث: ان الأهل لم يعلموا اولادهم وبناتهم ان قتل النفس حرام، وان الدين الاسلامي هو اشد الاديان في توكيده على تحريم قتل النفس. وان القرآن الكريم قالها صريحة: (ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما – سورة النساء). وعن جابر ابن سمرة قال: اخبرني النبي (ص) برجل قتل نفسه فقال: (لا اصلّي عليه). وان المنتحر من وجهة نظر الاسلام جزاؤه النار، ولا عذر له مهما كانت مبرراته، لآن الحياة منحة الله ولا يملك احد انتزاعها الا بارادته.
ومع ان النظام التربوي والظروف القاسية ونوعية شخصية المنتحر تعدّ من الاسباب الدافعة للانتحار، الا ان الأهل يتحملون الحصة الأكبر من هذه الاسباب. فلو ان العائلة عملت على تشكيل الضمير الديني الصحي نفسيا لدى ابنائها ، وما كانت تبالغ في قسوتها عليهم ، ولا تفرط في رعايتها لهم، ولو انها علّمتهم ثقافة الفشل..بمعنى ان الفشل يحصل لاي انسان، والمهم ان نستفيد منه ولا نكرره، فأن فاجعة كهذه ما كانت تحصل لـ (دموع). والعبرة..ان لا تسكب دموع على (دموع) اخرى في قادم الايام!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد مقتل القذافي ..وسيكولوجيا الانتقام
- الغطرسة..والسلطة
- الوضع النفسي للعراقيين..في خطر
- الفساد العراقي ..في متلازمتين
- المثقفون ..والسكتة القلبية!.
- التحقير الجنسي..في شعر مظفر السياسي
- ثلثا العراقيين..مغيّب وعيهم !
- ثقافة نفسية(47):الاكتئاب..كيف تتخلص منه
- ثقافة نفسية(46):فيروس الاكتئاب النسائي
- ثقافة نفسية(45):انموذجان سلبيان..الرافض والمتردد
- الناصرية ..الشجرة الطيبة
- نقاط التفتيش..وتوظيف العلم
- من عالم البغاء. قصة حقيقية تصلح لفلم سينمائي مميز
- سيكولوجيا الفرهود بين بغداد وطرابلس
- لم نعد وحدنا..علي بابا!
- النفاق..والمسلمون!
- السيكولوجيا أصدق أنباءا من السياسة!
- اليأس ..يستوطن الأرامل
- ثقافة نفسية(45):الهستريا..والحرمان العاطفي
- واحسرتاه..على بغداد


المزيد.....




- نيويورك تايمز: اختلافات طفيفة بين مقترحي حماس وإسرائيل حول و ...
- مسؤولة إغاثة ترصد لـCNN صعوبات يواجهها الفلسطينيون للإجلاء م ...
- -الأونروا-: العمليات في معبر رفح ستوقف دخول المساعدات لكافة ...
- وسط تحذير من مجزرة.. الأمم المتحدة: إخلاء رفح قد يمثل جريمة ...
- -رايتس ووتش- تقول إن غارة قتلت 7 مسعفين في جنوب لبنان -غير ق ...
- الأونروا: الجوع الكارثي بغزة سيزداد سوءا حال استمرار استمرار ...
- رأي.. محمد خير دقامسة يكتب لـCNN عن خطابات السياسيين بشأن حق ...
- إسرائيل: واشنطن ستوقف تمويل الأمم المتحدة إذا منحت فلسطين ال ...
- الصين تدعو إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة وتدعم العضو ...
- -هيومن رايتس ووتش-: الغارة الإسرائيلية على مركز إسعاف في جنو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - انتحار..دموع!