أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - واحسرتاه..على بغداد














المزيد.....

واحسرتاه..على بغداد


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 09:24
المحور: كتابات ساخرة
    


زرت اسطنبول هذا الصيف فوجدتها غير التي زرتها قبل عشرين سنة.صارت شوارعها الرئيسة تحف بها الاشجار العالية، تتوسطها تشكيلات من الورود الملونة على بساط اخضر تحسبها باقات معروضة للبيع..تبين لي أن الذي جعلها على هذه الصورة البديعة هو رجب طيب أردوغان حين كان في التسعينيات رئيس بلديتها!
وبحسب صديق تركي،فأن التطور في اسطنبول يجري بأستمرار، اذ تضاف لها الف زقاق كل عام،وتنشأ الحدائق والساحات..كل شيء فيها مريح ولهذا يزداد عدد سكانها نصف مليون سنويا".ومع ان نفوسها اكثر من (10) مليون، وفيها اكثر من ثلاثة ملايين سيارة،فأن انسيابية السير فيها تدهشك،لأن الحكومة خدمت المواطن بتوفير مترو تحت الأرض وقطارات فوقها وباصات مصلحة و(كوسترات) و(33) الف سيارة تكسي.
كان صيفها هذا العام باردا"، وعدد زوارها فاق ثلاثة ملايين جاءوا من قارات الدنيا،بينهم الشقراوات بلون الذهب والسوداوات بلون الفحم،والمستورات من قمة الرأس الى اسفل القدم، والكاشفات الصدور والظهور والافخاذ.وما يدهشك انك تسمع اذان العشاء يأتيك من كل الجهات فتمتليء مساجدها بالمصلّين،وعلى بعد امتار منها نواد تمتليء بشاربي (المنكر). كلّ على هواه، واحترام الآخر هو سيد الموقف. فأسطنبول مدينة تحتضن الحداثة وتقدّس تاريخها. ففيها كأنك بمتحف مفتوح، تقرأ تاريخ الأسلام وتاريخها قبل الميلاد! فحيثما وليت وجهك فيها يواجهك التاريخ في جامع او قصر او اثر تاريخي. تصور ان سورها البحري الذي كان يحيطها في العهد البيزنطي، ما تزال اثاره تحكي لك تاريخ المدينة..وكذا اسوارها البرية. الناس هنا يحترمون احجارها حتى المهدمه! التي لو كانت عندنا لدفرناها بارجلنا.
كان ملايين السائحين مبهورين باسطنبول لأنها تقدّس تاريخها بفخامة! ففيها سبعة مساجد وخمسة جوامع كبيرة وثمانية قصور فخمة واربعة متاحف ضخمة، كل واحد يبهرك بما فيه، فأن زرت المتحف الاسلامي احتجت ساعات لتستكشفه ، وان دخلت مسجد سلطان احمد اندهشت بعقل المعماري محمد اغا كيف اتى به على هذا التكوين الفريد في سبع سنوات، وان دخلت متحف ايا صوفيا صرت امام اكبر واقدس معلم في اسطنبول للدولة البزنطية.
وميزة الاتراك انهم يحبون التضخيم، ويجسدونه بتعظيم سلاطينهم.ففي جامع السلطان احمد مقبرة لعائلته يتوسطها قبره بارتفاع قامة وحوالي عشرين قبرا عليها عمائم بيض، وخلف الزجاج مقتنياته: قرآن كريم،ختم، ادوات حلاقة..
هنا وبالمتحف الاسلامي تسائلت وبالقلب غصّه:لماذا اسطنبول تقدّس تاريخها وبغداد ليس لها تاريخ مرئي؟ لماذا لسلاطينهم قبور محترمة وليس لخليفة عباسي واحد قبر في بغداد؟ الم يكن هارون الرشيد اضخم مجدا واعظم من اعظم سلاطينهم ومع ذلك لا يعرف له قبر؟ اين الجوامع التي بنوها، اين قصورهم؟. لقد رأيت(الحرم)، المكان الذي عاش فيه السلطان والمأخوذ من فكرة الحور العين في جنّة الآخرة ليكون تطبيقا لجنّة في الدنيا..فأين حرم هارون الرشيد الذي كان اضخم وافخم؟
ستقول ان بغداد تعرضت للغزو المغولي وو..، لكن اسطنبول ما كانت بمنأى، فالعرب حاصروها اربع مرات واستولى عليها الفرس ودمرتها اربع حملات صليبية،الى ان فتحها السلطان محمد الفاتح عام 1453 فصارت الآن العاصمة الاعلامية للحضارة الاسلامية، فيما بغداد هي الأصل كونها عاصمة الدولة الاسلامية لخمسمائة سنة زائدا(384) سنة من تاريخ الحكم العثماني الاسلامي!.
يا لفاجعة بغداد،فمع انها تمتلك اضعاف كنوز اسطنبول للخلفاء العباسيين والسلاطين والولاة العثمانيين والجوامع،فان ما بقي منها مهمل ترمى قرب جدرانه الازبال، ولا اظن احدا سيهتم،فالحكّام بين قلّة مخلصة عاجزة وكثرة مهوسة بالسلطة والثروة، والناس مغيّب وعيها بطائفية تلعن معظم خلفائهم.
ياحسرتاه على تاريخ بغداد الذي تعيش اسطنبول بربعه فجعلها المدينة الاسلامية السياحية الاولى..للعالم غير الاسلامي!.فيما صار أهل بغداد يهجون منها!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(44): اساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية(43): الشخصية الاحتوائية
- سيكولوجيا الخوف من الموت
- حمادي العلوجي..أبو عقلين!
- البرلمان ..وعلم العراق
- ثقافة نفسية (42): على الحب السلام!
- ثقافة نفسية(41): أسرار النساء
- ثقافة نفسية (40):قصة جميلة
- ثقافة نفسية(39): دماغ المرأة أفضل من دماغ الرجل!
- ظاهرة أردوغان
- تناقض الأضداد في الشخصية العراقية
- اسطنبول تتكلم..تركي!
- الابداع..عالميا وعربيا (تقرير عن مؤتمر اسطنبول)
- ثقافة نفسية (38):الشعر الشعبي..مازوشيا ممتعة!
- ثقافة نفسية(37):العادة السّرية
- ثقافة نفسية (36): الرجل هو الأضعف!
- ثقافة نفسية(35): الضمير ..حين ينعدم
- ثقافة نفسية(34):حذار..حين تتعامل مع هؤلاء
- السلطة والمثقف..هل سيلتقي الجبلان؟
- الفساد..حين لم يعد خزيا في العراق!


المزيد.....




- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - واحسرتاه..على بغداد