قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 09:48
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
يعدّ " الجنس " واحدا من المحرّمات،في مجتمعاتنا، التي لا يسمح لمثقف أن يكتب فيه ، مع أن الله حلله شرعا ،ليس من أجل التكاثر فقط إنما أيضا لإشباع حاجات نفسية وعاطفية من المودّة والمؤانسة والحب وحسن المعاشرة .
ومع أن الكثير من حالات الطلاق والانحرافات والاضطرابات النفسية تنجم عن جهل أو ثقافة شعبية خاطئة بخصوص الجنس ، فان صحفنا ومجلاتنا ، بما فيها التقدمية!، تتحاشى (أو تخاف – وهذا أجبن أنواع الخوف ) نشر موضوعات علمية عن الجنس مع أنها " الثقافة الجنسية العلمية " تقوّم الأخلاق والسلوك وتحصّن النفس ضد عدوى ثقافة الفاحشة ، التي شاعت الآن عبر فضائيات لا تخجل ولا تستحي.
فمن نقص ثقافتنا الجنسية أننا نعدّ " العادة السرّية " حراما !..وأن من يمارسها شاذ ..وأن الشاذين أقلّية ، ونتجاهل أمرين :
الأول : إن الكثير من الشباب والشابات يمارسون العادة السرية . وهذا يعني أن وجودها حقيقة واقعة ، وأن من واجب الصحافة إشاعة الثقافة الجنسية بهدف أن يكون السلوك الجنسي مهذبا ، وأن الاستمرار بفرض " التابو " على الجنس هو تقصير متعمّد تدينه ثقافة الألفية الثالثة .
والثاني : إن العادة السرية ليست حراما . فقد سألت رجال دين من مذاهب مختلفة ، فأجابوا بما معناه : أنها فعل مكروه ، وأنهم ينهون عنه ، ولكنها فعل " محمود !" اذا وجد الإنسان نفسه مدفوعا بين خيارين : الزنا أو العادة السرية .
وبوصفنا سيكولوجيين نتحدث بلغة العلم ، فأننا ننظر للعادة السرية على أنها فعل اضطراري ناجم عن إلحاح هرموني يضغط على مراكز الرغبة الجنسية في الدماغ ، يفضي الى خفض التوتر النفسي وتخفيف الاحتقان الفسيولوجي . وأن ممارستها لا تؤدي – كما يشاع – الى العقم عند الرجل ، ولا تؤدي الى إزالة البكارة عند الفتاة اذا كانت واعية بطبيعة جسمها . لكنها بالتأكيد تؤدي الى أضرار نفسية وجسمية اذا تحولت ممارستها الى "إدمان " عليها. وأنها تغدو فعلا شاذا اذا مارسها الزوج أو الزوجة .
وطبيعي أننا لا نشجع على ممارسة هذه العادة ، فالأفضل أن لا يلجأ إليها الفرد . لكن غير الطبيعي أننا ندري بأن ملايين المراهقين والشباب من الجنسين يمارسونها خلف الأبواب وتحت الأغطية ، و نبقى ننظر الى التثقيف العلمي بالجنس على أنه حرام أو عيب ، .. مع أن ثقافة " الفاحشة " صارت تباع على أرصفة الشوارع بأقراص وأفلام .. وفضائح مقرفة تبثها جهارا مواقع في الإنترنت و قنوات فضائية متخصصة " في السمسرة " ، تحرّض المأزومين جنسيا والمحبطين نفسيا على الاختطاف والزنا والشذوذ ...وتقدح غريزة العنف الجنسي حتى في مخادع الزوجات !.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟