قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 21:15
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
افاد تقرير لطبيب نفسي عراقي نشر في 20/9/2011 بأن الاف العراقيين يعانون من امراض نفسية اغلبها ناجمة عن الحروب والاقتتال الطائفي ومشاهد العنف..وأضاف: ان الظواهر الميدانية تشير الى ارتفاع كبير في انواع الامراض النفسية بين العراقيين، وان المؤسسات الصحية والمجتمعية تقف عاجزة عن استيعابهم، ليس بسبب نقص المؤسسات العلاجية وانخفاض عدد الاطباء النفسيين دون الحد الادنى فحسب، بل لأن كثيرين يعزفون عن معالجتها بسبب ثقافة العيب..مما ادى الى ان يصبح موضوع المرضى النفسيين قضية رأي عام يتداولها الشارع العراقي.
ومع ان بعض الأخصائيين يرى ان في التقرير شيئا من المبالغة،سيما وأن دراسة منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة العراقية اشارت الى ان نسبة الأصابة بالأمراض النفسية والعقلية هي بحدودها الطبيعية (17%)، الا ان هنالك ثلاث حقائق لا يمكن نكرانها:
الاولى: ان العراقيين هم الشعب الوحيد في العالم، الذي تعرض على مدى ثلاثين سنة، الى حروب كارثية، وحصار واحتراب طائفي ومشاهد عنف..لم يشهد بقسوتها وطول زمنها شعب آخر في العالم، وانه ينجم عن هذه الاحداث اضطرابات نفسية وعقلية تزداد كّما ونوعا وشدّة عن حدودها الطبيعية.
والثانية: ان عدد الاطباء النفسيين في العراق كان اقلّ من حدوده الدنيا (بحدود 200) وصار اقلّ بسبب هجرة عدد مؤثر منهم.
والثالثة: مع ان وزارة الصحة، كانت قد شهدت في عهدها وزيرها السابق صالح مهدي الحسناوي، الذي هو طبيب نفسي، تطورا ملموسا في ميدان الصحة النفسية،وقامت بفتح وحدات صحة نفسية في مشافي المحافظات،واستعانت بالباحثين النفسيين والاجتماعيين في تقديم خدمات الآرشاد النفسي لضحايا الصدمات النفسية.. الا ان هذا التطور ليس بحجم حاجة واقع الحال.
نضيف الى ذلك ان سوء الحالة النفسية، لا يعني بالضرورة اصابة صاحبها بعرض نفسي او عقلي ، بل سوء التصرف ايضا الناجم عن الحروب والعنف.. ولك ان تلاحظ ذلك في نوبات الغضب السريعة بين العراقيين وردود افعالهم العنيفة تجاه الاحداث اليومية، كالضرب واستخدام السلاح حتى في الخلافات البسيطة واساءة التعامل مع الاطفال والعنف ضد الزوجات، وارتفاع معدلات الطلاق.. والانتحار ايضا.
المشكلة، ان السياسيين مشغولون بخلافاتهم، والحكومة مشغولة بالحفاظ على شراكة (شراهة) تؤمن المزيد من تبذير المال في ترف سفيه، والبرلمان مشغول باقرار قوانين ومصالح خاصة وحج بيت الله الحرام بمال مشكوك فيه ان كلّه حلال..والمرضى النفسيين لهم الله.. والشماعية!.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟