أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - تأجير محبس!














المزيد.....

تأجير محبس!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 17:47
المحور: كتابات ساخرة
    


أن تؤجر بدلة عرس لزفاف ابنك ..كراسي لمناسبة اجتماعية..
قدورا للطبخ،فتلك أمور صارت مألوفة..لكن أن تؤجر محبسا..فهذا يحتاج الى وقفة!
فلقد بلغني ان هنالك (محلاّت) في أكثر من مدينة عراقية تمارس هذه المهنة!.لكن محبس عن محبس يفرق.فشرطه هنا أن يكون له "فص" أو "خرزه" .ويختلف ثمن تأجير المحبس بحسب منشئه..ما اذا كان "الفص"من ايران،الحجاز،اليمن،أو الهند.وبحسب نوعه:عقيق،ياقوت،سليماني..وبحسب لونه:أزرق،فيروزي،قهوائي..وبحسب مدة التأجير:يوم ،اسبوع،شهر.وبحسب نوع القضية وصعوبتها، فان كنت تريده من اجل التعيين..فله سعر،وان اردت كسب قلب "بت حلال" أعجبتك..فله سعر آخر،وان كنت محتارا بين خيارين "أروح؟ما أروح؟"فله سعر ثالث..وهكذا ،كل قضية بسعرها.
ولطريقة استخدامه تعليمات بحسب كل قضية.فاذا دخلت على المدير بهدف الحصول على وظيفة ،عليك ان توجّه "خرزة" المحبس بطريقة ذكية نحو وجهه.واذا رايح تخطب "الحبيبه-بضم الحاء"وابوها معاند..عليك حين تجلس معه أن تضع يدك على خدك..السبابة الى اعلى والابهام اسفل الحنك والمحبس في البنصر "مهدّف" نحو وجه أبيها!.
واذا كنت تريد ان تخطب ودّ مسؤول او شخص لديك عنده مصلحة ،موافقة على مقاولة مثلا!..أدر "فص" المحبس ليلامس باطن يده حين تصافحه..وزد عليه،ان استطعت،بأن "تحكّه"بظاهر يده وبأسفل كتفه الأيسر قريبا من قلبه!.
وان اردت التنبؤ بما سيحصل لك..ضع المحبس تحت الوسادة مع قطعة خبز وعملة معدنية"يفضّل ان تكون دائرية"..ونم قرير العين ليأتك الصباح بالخبر اليقين.
والحلّ مضمون في كلّ قضية:تعيين..زواج..زيادة رزق..حب..كفخه،وما عليك سوى تأجير محبس!..ليقوم بدور قريب من "شبيك لبيك..التريده بين اديك".واذا اعجبك المحبس وأردت شراءه..عليك أن تأخذه الى "شيخ" اختصاص بالقضية!..يقرأ عليه ويختمه باسمك..والسعر هنا قد يزيد على المليون!.
فما التحليل العلمي لهذه الظاهرة الاجتماعية التي شاعت بين الرجال؟!
ينفرد الانسان بكونه المخلوق الوحيد الذي يمتلك القدرة على التوقع،أي تفسيره لما سيقع من أحداث..فيكون هذا التفسير عقلانيا وواقعيا حين يعيش وضعا اجتماعيا مستقرا نفسيا وسياسيا،وبخلافه فان اضطراب الأوضاع يسبب له قلقا ناجما عن توقعه لاحتمالات متناقضة،بين خوف من شرّ مرتقب وخير وفير آت..وعندها يعيش حالة (التطير)..اي ينعدم لديه التوقع ولا يعرف ماذا يفعل..فيدفعه تزايد قلقه الى خفضه.فان كان تفكيره علميا ،عالج الموقف بطريقة عقلانية..واقعية،وان كان تفكيره خرافيا عالجه بأسلوب غير عقلاني ،لأن التفكير الخرافي،الذي يشيع في أوقات الأزمات، يفسّر الظاهرة بغير أسبابها الحقيقية..تماما كأسلافنا الذين عالجوا المجانين بفتح ثقوب برؤوسهم لتخرج منها العفاريت!..والا فما علاقة حجر صغير في محبس بموافقة وزير على صفقة لمقاول وضع في اصبعه خاتما..وجّه فصّه نحو معاليه!.
واللافت أن كثيرين صاروا يلبسون المحابس بينهم من ينطبق عليه قول الدارمي:(عمامه بسبع لفات واربع محابس/وقبل السقوط بيوم زيتوني لابس!)،وبينهم مسؤولون يلبسونها لا بهدف تعيين أو محبّه ،انما التبرّك بها كون "فصوصها" احجار كريمة وفقا لظاهر السبب، مع ان الخفي هو دفع الحسد أو الحماية،او علامة دالّة حين يرفع يده أمام كاميرا التلفزيون..أو لغرض آخر "أفادني" به شيخ في مقابلة تلفزيونة قال ،مؤكدا، أن لديه سبعمائة الف جنّي بخدمته..فردّ عليه رجل دين فاضل: وليش متأخر شيخنا..نزلّهم بالانتخابات واكيد تصير عضو برلمان اذا مو رئيس جمهورية!.
قد يردّ أحدهم أن تفكيري انا لا يستوعب ،وله أقول: ربما..وليتك تدلني على أفضلهم استأجر منه محبسا يختمه باسمي..ألبسه وأذهب به الى محافظ مدينتي..فأنا استاذ جامعي من ربع قرن وليس لي في هذا الوطن قطعة أرض ولو بمساحة مئة متر مربع!..فان حصلت عليها فأنا اضمن له أنه سيبني عمارة من (تأجير المحابس)..لأساتذة الجامعة فقط!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقض بين الفكر والسلوك في الاسلام السياسي
- ثورات العرب..وربيع الاسلام السياسي
- العرب ..وسيكولوجيا الانتقام
- أفعى الفساد
- ثورات العرب..والاسلام السياسي
- نفاق المثقفين
- الكليات الأهلية..وضمان الجودة
- انتحار..دموع!
- مشهد مقتل القذافي ..وسيكولوجيا الانتقام
- الغطرسة..والسلطة
- الوضع النفسي للعراقيين..في خطر
- الفساد العراقي ..في متلازمتين
- المثقفون ..والسكتة القلبية!.
- التحقير الجنسي..في شعر مظفر السياسي
- ثلثا العراقيين..مغيّب وعيهم !
- ثقافة نفسية(47):الاكتئاب..كيف تتخلص منه
- ثقافة نفسية(46):فيروس الاكتئاب النسائي
- ثقافة نفسية(45):انموذجان سلبيان..الرافض والمتردد
- الناصرية ..الشجرة الطيبة
- نقاط التفتيش..وتوظيف العلم


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - تأجير محبس!