أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم حسين صالح - القضية الكردية وحق تقرير المصير(2-2)















المزيد.....

القضية الكردية وحق تقرير المصير(2-2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 10:44
المحور: القضية الكردية
    



الدولة ..والقومية
يرى الباحث الإيرلندي فريد هاليدي أن تاريخ الحركة القومية الكردية يطرح طائفة من التحديات:فمن جهة، هنالك التحدي المتمثل في كتابة تاريخ الحركة القومية الكردية كما نشأت في بلدان الشرق الأوسط الحديث.

ومن جهة أخرى، هنالك التحدي الذي يطرحه ربط قضية الحركة القومية الكردية في إطار علوم الاجتماع حول طبيعة القومية.
ويوضح الباحث أنه ينبغي النظر إلى صعود أي نزعة قومية لا بمفردات ما تؤكده النزعة القومية نفسها، بمعنى تنامي الوعي والتنظيم القوميين فحسب، وإنما في سياق صراع الدول وضعف الدول المهيمنة، أو تحولها. ويعلق على الوضع في كردستان بقوله " إننا أمام واحدة من أسطع المفارقات التأريخية في إطار النزعة القومية الكردية،ففي حالات عدة،تولت تنظيم الحركة القومية الكردية أحزاب تعلن التزامها برؤية اشتراكية أو ماركسية، وتتوجه إلى "الطبقة العاملة" مثل كوملة kamala في إيران وحزب العمال الكردستاني في تركيا.
ويرى باحث آخر(تيدى) أن أهمية سياق الدولة القومية للنزعة القومية الكردية يتبدى في مسألتين: الأولى، إن الدولة القومية توفر ما يؤكد البعد الحقيقي للحركة القومية الكردية لا البعد المرتبط بالطموح. والثانية، إن الحركة القومية الكردية تعلن عن وجود شعب كردي موحد يهدف إلى إقامة دولة واحدة فيما الواقع يؤكد أن تأريخ النزعة القومية الكردية الحديثة هو تأريخ ثلاث حركات متمايزة بسياقات وحملات مختلفة، ولكل منها طابع مختلف عن الأخرى، وكثيرا ما اتخذ هذا الاختلاف شكل تحالفات مع دول المنطقة (تركيا، إيران، العراق) ضد جماعات كردية أخرى في الدول ذاتها.
ويضيف: ورغم أن غالبية القوميين الكرد يراودهم حلم كردستان موحدة ومستقلة، فان قادة كرد إيران والعراق، كانوا عادة، يقصرون مطالبهم، لأسباب برغماتية، على تقرير المصير في إطار الدول القائمة، أي التمتع بالحكم الذاتي سياسيا وبالحقوق الثقافية.وقد امتنعوا عن المجاهرة بمثل الوحدة القومية الكردية. وعندما شهدت الحركة الكردية انبعاثا جديدا في تركيا إبان الستينات، في إطار حركة اليسار المتجددة أولا، كانت أولى مطالبها الاعتراف بوجود الكرد، والحقوق الثقافية والتنمية الاقتصادية. ويرى عباس ولي أستاذ نظرية السياسة بقسم العلاقات الدولية بجامعة ويلز أن الكرد يشكلون أكبر أمة بلا دولة في العالم المعاصر. إذ يعيش حوالي ثلاثين مليون كردي في كردستان تحت السلطة القومية لأربع دول ذات سيادة (تركيا وإيران والعراق وسوريا)، تتكرر، بطرائق مختلفة، وجود هوية قومية كردية، وتقمع مظاهرها السياسية والثقافية و بقوة السلاح. لقد أسفر تقسيم كردستان بعد الحرب العالمية الأولى وما ترتب عليه من تنوع بنيوي في المجتمعات الكردية التي تديرها أنظمة سياسية واقتصادية مختلفة، عن حرمان الكرد من الوحدة السياسية والتلاحم الثقافي.واتخذت التنظيمات والحركات السياسية الكردية المنتشرة في كردستان المقسمة منذ عام 1918، أشكالا متباينة وعملت من أجل أهداف مختلفة. ولكن التصدي لإنكار الهوية الكردية ومقاومة الهويات "القومية" المفروضة يبقيان السبب الأساسي للثورات الكردية.. ويحدد ديالكتيك الإنكار والمقاومة الشكل السياسي للقومية الكردية وطابعها. وأهم ما يواجه الكرد في بناء الدولة أنهم يفتقرون إلى ترصين هوية مشتركة توحّدهم في الأجزاء الأربعة، ويفتقرون أيضا إلى لغة كردية واحدة

سيكولوجيا التغيير في حقّ تقرير المصير
مع أن الكرد في إقليم كردستان العراق قدموا تضحيات هائلة من الأرواح، أفجعها أحداث حلبجة والأنفال والبارزانيين، إلا أنهم ما كانوا ليحصلوا على ما هم عليه الآن لولا التدخل الخارجي الذي أطاح النظام العراقي السابق، ولولا أن الأغلبية العربية وقع عليها نفس الظلم والقسوة والاضطهاد التي مارسها النظام الدكتاتوري ضد الكرد التي وحّدت غالبية الشعبيين في معاداة النظام والعمل على إسقاطه.
هذا يعني أن الكفاح المسلح في العراق ما كان قادرا على إسقاط النظام.. برغم الفجوة النفسية الكبيرة بينه وبين غالبية العراقيين، وبرغم ما سببه للناس والوطن من فواجع وكوارث ودمار وحروب عبثية كان لتركيبة شخصية صدام حسين المصابة بالبرانويا وتضخم الأنا دور في إشعالها.
وتأسيساً على ذلك، وبعيداً عن تفاصيل ما جرى وكيف تسلمت سلطة الائتلاف أمور الحكم في العراق وتسليمها من ثم لمجلس حكم بتركيبة غير سليمة، فإن الحدث مستبعد جدا أن يتكرر في تركيا، ومحفوف بالمخاطر إن وقع في إيران، وليس بذي قيمة كبيرة للكرد إن وقع في سوريا.
إن هذا الحدث الكبير وما صاحبه وتبعه من تداعيات احدث تغييرا جوهريا في سيكولوجيا التعامل مع حق تقرير المصير، للشعب الكردي بشكل خاص. فلم تعد خارطة الطريق لتحقيق الحقوق المشروعة تمر عبر الكفاح المسلح..ليس فقط لأنها مكلفة ومستنزفه للطاقات، بل لأنها لا تحقق الهدف بمفردها، ولأنها أصبحت محرجة للكرد في إقليم كردستان العراق الذين حققوا اغلب حقوقهم المشروعة. فمع تأكيد نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد نيجيرفان بارزاني أن الحزب "أكد مرارا انه مع استمرار الشعب الكردي في الأجزاء المختلفة من كردستان بدول الجوار" إلا أنه أضاف بأن " زمن اللجوء إلى السلاح والعنف قد ولّى".. وأنه "ضد تحويل إقليم كردستان العراق إلى ساحة حرب".
إن التغيير السيكولوجي الجديد ينبغي أن يقلل من استخدام (البندقية)، ويزيد من استخدام (القلم) في التوعية بالقضية الكردية، وان تستهدف شعوب المنطقة بشكل خاص. وهنا قد أختلف عن محللين سياسيين في أنني ما عدت أخشى على القضية الكردية من الحكومات قدر خشيتي عليها من جماهير جرى شحن وعيها بانفعال الطائفية من عقول سياسية صنعتها أزمات امتلكت السلطة والثروة وأشاعت فساداً مالياً وإدارياً خلخل المنظومة القيمية والأخلاقية وأضعف أو عطّل الحس الوطني والأخلاقي والإنساني الذي كان يوحّد العراقيين في تظاهرات احتجاج تخيف السلطة إن أشعلت حربا في كردستان.وجماهيرعراقية واسعة تتحكم بها آليتان سيكولوجيتان، الأولى: سيكولجيا الاحتماء التي تتحكم بالإنسان حين يتعرض لخطر يشبه الإعصار.. أي بدون هدف محدد، كالذي حصل بين عامي 2006 و2007 حيث اضطر الشيعي إلى الاحتماء بطائفته واحتمى السني بطائفته والكردي بقوميته... وهذا قانون سيكولوجي تحكمه نزعة البقاء لدى الإنسان. والثانية: التعصب القائم على ثنائية (نحن) و(هم). ومشكلة المصاب به انه (أحول عقل) يرى إيجابيات جماعته ويضخّمها ولا يرى سلبياتها.. ويضخّم سلبيات الجماعة الأخرى ولا يرى إيجابياتها. فضلا عن انه مصاب بخاصية التعميم، أي الحكم على جميع أفراد المجموعة دون استثناء، فان قال أحدهم، كمثال، أنه (مصلاوي)حكم عليه الآخر بأنه بخيل مع أن بين أهل الموصل من هو أكثر كرما من أهل بغداد.. وهذه هي الصورة النمطية التي يحملها الشيعي عن السني وبالعكس، والعربي عن الكردي وبالعكس السائدة لدى جماهير عريضة بين أفراد الشعب العراقي، تكاد هي التي تقرر من يأتي إلى البرلمان وتحديد نوعية الحكومة التي تقود البلاد والعباد.
وهذه مسألة ليست سهلة،لأنها تتطلب أن تقوم على فهم سيكولوجيا الإقناع وآليات تغيير الاتجاه. فالرسالة القادمة من مصدر كردي التي تتحدث عن الحقوق المشروعة للشعب الكردي والموجهة إلى متلقّ عربي لن تحدث تغييرا في اتجاه العربي حتى لو توافر فيها عنصر الموضوعية، لكن الرسالة نفسها لو صدرت من عربي إلى عربي يمكن أن تحدث تغييرا إيجابيا في الاتجاه.. شرط أن يكون هذا (العربي) يتمتع بالمصداقية، لاسيما وأن لدى الناس شهية قضم السمعة ولصق التهم.
وعليه فإن فكرة (التجمع العربي لنصرة القضية الكردية) هي وسيلة ناجحة في توعية الشعب العربي في العراق بالحقوق المشروعة للشعب الكردي، شرط أن يكون هذا التجمع حرا في قراءاته وقراراته..ومستقلا عن تأثير أية سلطة رسمية، وغير مرتبط بحزب أو جهة سياسية داخلية أو خارجية، وان يثبت عمليا انه يهدف إلى خدمة قضية إنسانية، ويعمل ليس فقط على نصرة الشعب الكردي بل ونصرة الشعب العربي من حماقات بعض حكامه،ومن حاكم ينطبق عليه قول نزار قباني
:
كلما فكرت أن أعتزل السلطة.. ينهاني ضميري
كلما فكرت أن أتركهم.. فاضت دموعي كغمامة
فتوكلت على الله.. وقررت أن أركب الشعب
من الآن إلى يوم القيامة
.
في ضوء ذلك نوصي بالآتي:
1.إن نجاح التجمع العربي لنصرة القضية الكردية في تقديم خدمة خالصة، يشجّع على أن نوصي بتشكيل (تجمع تركي لنصرة القضية الكردية) في تركيا، (وتجمع إيراني لنصرة القضية الكردية) في إيران.. وأن يتولى التجمع نفسه تحقيق ذلك.
2. إنشاء مركز إعلامي وبحثي في أربيل،غير مرتبط بجهة سياسية، يتولى إدارته مفكرون عرب من ذوي الخبرة في ميدان الإعلام وسيكولوجيا الاتصال،يعمل على وضع إستراتيجية تهدف إلى توعية العراقيين بحق الشعوب في تقرير المصير وحق الشعب الكردي في منحه الحقوق القومية المشروعة،من خلال منجزات إعلامية بينها إنتاج أفلام عن مشاركة الكرد في ثورة العشرين، وإحياء مشاعر المحبة التلقائية الصادقة بين الشعبين.. وكيف تجسدت في استقبال العراقيين العرب لملا مصطفى بارزاني يوم دخل العراق عائدا من الاتحاد السوفياتي،وآخر يصور كيف امتزجت دماء العرب والكرد على ارض كردستان في كفاحهم المشترك ضد الدكتاتورية

3. البحث عن مصادر تمويل محايدة تؤمّن ديمومة نشاطه وتحويله من مؤتمرات سنوية إلى نشاطات يومية مستدامة على وفق إستراتيجية تقرها الهيئة العامة للتجمع.
4. منح العرب المقيمين في الإقليم من عناصر هذا التجمع إقامة دائمية تساعدهم على التحرك بحرية والخروج والدخول إلى الإقليم بسهولة.
تمنياتنا لمؤتمركم بالنجاح..
ولتسعد كل الشعوب بحقوقها الإنسانية المشروعة.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية وحق تقرير المصير (1-2)
- تراجع مكانة المبدعين في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (60): انتبهي لقلبك قبل أن يتعفن!
- ثلاثية الفساد في العالم العربي -العراق انموذجا-
- في سيكولوجيا قمة بغداد
- استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)
- قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة
- الأيمو!..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(59):سماع الأصوات..أو الهلوسة السمعية
- ثقافة نفسية(58):عمر الحب بعد الزواج..ثلاث سنوات!
- العراقيون..صنّاع أرمات
- ثقافة نفسية(57): الوسواس المرضي
- دوافع السلوك المنحرف للشخصية غير النزيهة
- ألف ليلة وليلة..في منهاج دراسي!
- الزيارات المليونية..تساؤلات مشروعة عن التهديد والوعيد
- ثقافة نفسية(56): حذار من الحبوب المنوّمة!
- العراقيون والاكتئاب الوطني!
- المخدرات..تداركوها قبل حلول الكارثة
- الزيارات المليونية..في قراءة نفسية - سياسية
- السياسيون..وسيكولوجيا الضحية والجلاّد


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم حسين صالح - القضية الكردية وحق تقرير المصير(2-2)