أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (1-4)















المزيد.....

اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (1-4)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 16:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اشكاليات في الدين والسلطة
ثانيا :السلطة
(1 -4)
في الحلقات الاربع الماضية تحدثنا عن اشكاليات خاصة بالدين،وسنبدأ بالتحدث عن اشكاليات خاصة بالسلطة في أربع حلقات ايضا.
مفهوم السلطة:
يتداخل مفهوم السلطة بمفهوم آخر هو التسلط. فمنهم من يرى أن المفهومين وجهان لحالة واحدة ،ومنهم من يرى أن الكشف عن الخط الفاصل بين المفهومين يشكل الحد الفاصل بين مفهومي العدالة والظلم،والحق والباطل.ويستند الرأي الأول على واقع الحال في العصر الحديث فيما يستند الرأي الثاني الى نظرية العقد الاجتماعي للمفكر الفرنسي جان جاك روسو الذي حاول فيها رسم حدود بين السلطة والتسلط. واللافت أن معنى " السلطة" يختلف باختلاف اللغات .ففي لسان العرب ،هنالك تلميح غامض لمفهوم السلطة أاذ جاء فيه أن " السلطة هي /القهر ،وقد سلطه الله فتسلط عليهم ".وترد السلطة في قاموس " الهادي" لحسن سعيد الكرمي بأنها " القدرة والملك".ويشير الفعل بها الى التسلط،وانه:تسلط الأمير على البلاد،حكمها وسيطر عليها،وتسلط القوي على الضعفاء،وتغلب عليهم وقهرهم ،وتسلط ..تمكن وتحكّم". وواضح ان كلا المصدرين أخذ مفهوم السلطة بمعناه التسلطي المشحون بالعنف والجبروت والسطوة والتغلب.
ولقد ظهرت محولات أحدث لتطوير المفاهيم الانسانية في اللغة العربية بينها محاولة جميل صليبا في معجمه الفلسفي الذي عرّف السلطة بأنها " القدرة والقوة على الشيء،والسلطان الذي يكون للأنسان على غيره".ويطلق مفهوم السلطة النفسية على الشخص الذي يستطيع فرض ارادته على الاخرين لقوة شخصيته وحسن اشارته وسحر بيانه.اما السلطة الشرعية فهي مفهوم يطلق على السلطة المعترف بها في القانون ،كسلطة الحاكم والوالي والقائد. غير ان محاولة " الموسوعة العربيةالعالمية" تضمنت معنى تجاوز الطابع اللغوي التقليدي وراعت فيه ان يكون اكثر معاصرة،اذ عرّفت السلطة بأنها " قدرة اشخاص او مجموعات على فرض ارادتهم على الآخرين،اذ يستطيع الاشخاص ذوو النفوذ انزال عقوبات او التهديد بها على اولئك الذين لا يطيعون اوامرهم او طلباتهم". وبرغم هذه المحاولات فان مفهوم السلطة في اللغة العربية بقي مشحونا بالعنف والقوة ودلالات التسلط التي تتبدى بالعقوبات والتهديدات وتتجلى في غايات الطاعة والخضوع والامتثال لقوة قادرة قاهرة.
ومع ان مفهوم السلطة كان قد مرّ في اللغتين الأنجليزية والفرنسية بما مرّ به في اللغة العربية ،الا انه اكتسب فيهما بالنهاية أبعادا وطاقات جديدة لم يعرفها في اللغة العربية. ففي قاموس "لاروس" الفرنسي تعني السلطة :" الحق والقدرة على التحكم ،واتخاذ الأوامر ،واخضاع الآخرين،ومثلها سلطة مدير المدرسة".ويبدو واضحا ان القاموس الفرنسي يضفي على السلطة قيمة الحق ويضرب لها مثلا تربويا بسلطة مدير المدرسة.ويقدم لنا جاك مارتيان ايضاحا يفرّق فيه بين السلطة والقوة،اذ تعني القوة أجبار الآخرين على طاعتك،فيما تعني السلطة الحق في ان توجه الآخرين أو أن تأمرهم بالاستماع اليك وطاعتك .والسلطة تتطلب قوة،غير أن القوة بلا سلطة ظلم واستبداد،وبهذا الفهم فان السلطة تعني الحق وشرعية استخدام القوة.
في ضوء ذلك يتبين أن "السلطة" هي غير " التسلط"..فالسلطة في المفهومين الفلسفي والأخلاقي ،ضرورة اجتماعية (لتنظيم أمور المجتمع)، وضرورة نفسية (لتحقيق الشعور بالأمن)،وضرورة أخلاقية (لتحقيق العدالة الاجتماعية).وهي بهذه المعاني تكون مشروعا تمارس بموجبه القوة لا " التسلط" لاقرار ما وجدت لأجله.فيما يتضمن مفهوم التسلط معاني:الظلم،القهر،الارهاب،الاكراه،التشدد،والعنف..وما يماثل ذلك وهي كثيرة في اللغة العربية.
نأتي الآن الى خصائص السلطة بشكل عام،وواقعها في الأنظمة العربية وفي العراق بشكل خاص.
1.السلطة والسطوة.
تعني السطوة في القاموس المحيط فعل :صال ،او قهر بالبطش. وهنالك أربعة مصادر للسطوة: المنصب والثروة والخبرة والعلاقات.أولها واخطرها، سطوة المنصب التي تعتمد على السلطة الرسمية. فعبر دراسة نماذج لأسوأ طغاة العالم( هتلر، موسليني، ستالين، بول بوت،عيدي أمين، وصدام حسين) تبين أن جميعهم يتبعون اسلوبا" (مسرحيا") في بناء سطوتهم، يمر بأربع مراحل: في الأولى يبدأ الدكتاتور المتوقع بتشكيل علاقات مع أناس لديهم نوايا أو مطامح نحو سلطة من نوع ما. وقد لايكون هؤلاء أكثر من مجرد مفكّري مقاهي أو كانوا نجحوا في تكوين نوع من الهوية السياسية. في الثانية ينتقل من مرحلة التعرف على الناس الى مرحلة تكوين التحالفات بأن يستغل صاحب سطوة المنصب مهارات اجتماعية وأنماط تأثير مراوغة، وقدرة على الأقناع السياسي، وتفكير سياسي له وجاهة، ووعد بتحسين الأوضاع بعمل مشترك..رسمي وشعبي..ويعمد الى استيعاب من يطمح لدور قيادي فيضعه في مركز يرضى به.. ويصبر على التخلص من منافسيه لفرصة ملائمة..ليصل الى المرحلة الثالثة..السيطرة..بطريقة (ناعمة). فهتلر جاء الى السلطة بانتخابات ديمقراطية، ولكن ما أن صار زعيما" للحزب القومي الأشتراكي الحاكم حتى اسرع بتثبيت اركان الحكم مكتسبا" قدرة كبيرة على التأثير في الناس تخوله أن يقرر ويسيطر ويوجّه ويكافيء ويعاقب و(يحيي ويميت!).
اما حين يصل صاحب سطوة المنصب المرحلة الرابعة فأنه يتوجه نحو التخلّص من منافسيه السياسيين ووضع الموالين له في مناصب سلطويه ، وبناء آليه تمكّنه من بث الخوف والهيبة فيهم وفي الشعب بأكمله لدعم سطوته..ولها وصل صدام حسين.
أن مجساتنا، نحن السيكولوجيين، تلتقط اشارات من المشهد السياسي العراقي الحالي تفيد بوجود قادة سياسيين يبدون في ظاهرهم ديمقراطيين فيما تعمل بداخلهم نزعة السطوة. وكما أن الليل والنهار لايمكن أن يجتمعا، كذاك السطوة والديمقراطية. ولهذا يعيش هؤلاء حالة تناقض وجداني وسلوكي، لأنهم يحاولون جمع اتجاهين متعاكسين لابد أن يتغلب أحدهما: اما السطوة أو الديمقراطية. وما نخشاه أن هذا الصنف( وبعضهم عبر المرحلة الثانية) استمكن من مصادر السطوة الثلاثة الأخرى: سطوة الثروة، بحيازته القاعدة الذهبية ( من يملك الذهب هو القادر على وضع القواعد)، وسطوة الخبرة بامتلاكه دراية ومعلومات تكسبه التأثير في العامة، وسطوة العلاقات باكتسابه قبول أناس يمتلكون سطوة عشائرية،أو اجتماعية، أودينية، أوثقافية أيضا"..تنذر بخطر كبير على الناس والوطن ..وعلى أنفسهم أيضا.
2.الغطرسة والسلطة:
معروف عن (دافيد أوين) انه كان وزيرا لخارجية بريطانيا، ولكن غير معروف عنه أنه بالاصل طبيب نفسي، دخل السياسة وصار زعيما للحزب الديمقراطي الاجتماعي، وبرلمانيا، وعضوا في بعثة السلام ليوغسلافيا السابقه، وبها توج اعماله ليمنح لقب (لورد).
ولأنه جمع عمليا بين الطب النفسي والسياسة، فأن خبرته النظرية والميدانية اوصلته الى مفهوم جديد في اضطرابات الشخصية اسمه اضطراب (متلازمة الغطرسة) وجد انه يشيع بين السياسيين، وانه يؤثر في صانعي القرار من الحكام والمسؤولين (رؤساء: بنوك، جامعات، شركات،...). واستشهد على ذلك بالقرارات التي اتخذها جون كنيدي في مشكلة خليج الخنازير للأطاحة بالرئيس الكوبي فيديل كاسترو، ولندن جونسون الذي اصيب بالأكتئاب وقراراته الخاطئه الخاصة بمشكلة فيتنام، ورئيس الوزراء البريطاني أنتوني ايدن أثناء العدوان الثلاثي على مصر واستعماله للمهدئات، وفرانسو متيران، وشاه ايران، والرئيس الامريكي نيكسون الذي اصيب بالقلق والاكتئاب.
ولدى تمعني بأعراض متلازمة (الغطرسة) التي ترجمها للعربية الدكتور احمد عكاشه الرئيس الشرفي للأطباء النفسيين العرب، وجدت ان اخطر هذه الاعراض متوافره لدى معظم القادة العرب. فالحاكم العربي مهووس بـ (ذوبان الذات في السلطة) كذوبان السكر بالشاي بحيث يستحيل فصل نفسه عن السلطة، بل انه يضع علامة ( = ) بينه والوطن، ولكم ان تتذكروا شعار (صدام حسين هو العراق!).
ولذا يبيح الحاكم العربي لنفسه استخدام اقسى وسائل العنف ضد من يهدد بقاءه في السلطة، وان اقتضى الأمر فأنه يتخذ قرار (عليّ وعلى اعدائي) لأن من اعراض (الغطرسه) ايضا (اندفاعية القرار) وهذا ما جسده القذافي ضد شعبه وآخرين تعرفونهم.
وثلاثة اعراض اخرى من (متلازمة الغطرسه) تشيع بين القادة العرب هي (استعمال لقب نحن) و (الاعتقاد الراسخ بتبرئته امام الله والتاريخ) و (الاقتناع بالاستقامه).
فمع ان الحاكم العربي ارتكب افضع القبائح (افقار الناس وكنز المليارات، والقتل والتعذيب، وافساد الضمائر..) فأنه يخص نفسه بالاستقامة الاخلاقية، ويعدّ نفسه مثال المتحلي بالاخلاقيات الرفيعة، وان مساءلته هي من اختصاص الله وحده وليس للشعب حق في ذلك. وهذه ناجمة من حالة كنّا شخصناها هي ان رئيس الدولة العربي تتحكم به (سيكولوجيا الخليفة) التي تعني اعتقاده بأنه امتداد للخليفة..سلطة الله في الأرض..التي تشفرت في اللاوعي الجمعي عبر 1400 عاما.
وتنزيه الحاكم لنفسه، وعدّها القدوة في الاخلاق تعني تعظيما وتفريدا له تؤدي الى النرجسية الاستعلائيه، وازدراءا لأراء الأخرين واحتقارا للناس ينجم عنها الشعور بالمذلّة والمهانة..التي هي من اعراض (الغطرسة) ايضا الشائعة لدى الحكّام العرب.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكاليات في الدين والسلطة (4-4)
- في سيكولوجيا الأزمة
- اشكاليات في الدين والسلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (2-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (1-4)
- ثقافة نفسية(72):صراع الأدوار
- الأمراض النفسية في الأغاني العراقية
- المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا
- الوساوس الدينية
- ناجي عطا الله..في مجلس النواب العراقي!(فنتازيا)
- المسلسلات الرمضانية وفضائح السلطة
- بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي
- ثقافة نفسية(71):التوتر..يجعلك مريضا!
- ثقافة نفسية(70):جهازك العصبي في رمضان
- الأخصائيون النفسيون وثورات ربيع العرب
- آخر خرافات العراقيين!
- المتقاعد..بمفهوم العراقيين!
- ازدواج الشخصية العراقية – تصحيح مفهوم
- ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري
- ثقافة نفسية (64):للأنفعال..ثلاثة وجوه


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (1-4)