أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العرب ..ماضيون














المزيد.....

العرب ..ماضيون


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 16:34
المحور: كتابات ساخرة
    



العرب ..ماضويون
أ.د.قاسم حسين صالح
رئيس الجمعية النفسية العراقية

أظن انه لا توجد أمة كبيرة في العصر الحديث معبّأ لاشعورها الجمعي بـ(الماضي) كالأمة العربية .فمن يوم افول الدولة العباسية والعرب "واقفون"،وان تقدموا كانوا في تقدمهم كالسلاحف فيما الأمم المتقدمة الأخرى تسابق الزمن كالغزلان.وما يحيرك أنهم حتى في ثوراتهم التي ينبغي ان تنشد التقدم باتجاه المستقبل،ينكصون الى الماضي..ولك ان تقارن ما حدث في ثورة مصر في القرن الواحد والعشرين بثورتها منتصف القرن العشرين ،وما حدث بالعراق في القرنين نفسيهما.
فلماذا يتحكم الماضي بسلوكنا..بانفعالاتنا..بخصوماتنا..بل حتى في دفعنا لذبح ابن من كان جده قد اساء الى جدنا قبل ألف عام؟!
ولماذا لا نتذكر من الماضي سوى آلامنا؟ ولماذا نرتاح للبكاء ونستغرب الفرح؟ولماذا ندمن على القهر ونتلذذ بالأحزان ولا نصنع المسّرات؟
ولماذا نفرط بالثرثرة واللغو والاتكال على السلطة ونقتّر بالفعل الجاد والنزيه والاعتماد على النفس؟
والأخطر والأغرب من ذلك كله:لماذا يتحكم الماضي بحاضرنا ويسحبنا اليه في مسار يعاكس المنطق والتاريخ حيث الحاضر يوظّف في صنع المستقبل،بمعنى ان نعمل لتكون احوال الناس غدا افضل،وان نضاعف الجهد لتقليص الهوة بين الشعوب العربية وشعوب الامم المتقدمة؟.
اننا في تاريخنا المعاصر "أمة نكوصية"..تستجر الماضي وتحتمي به،وتضفي على ما تستدعيه منه صفات الزهو والعظمة .وكما تفعل فتاة العشرين التي تلجأ الى امها وتتكور في حضنها حين تواجه موقفا فيه خطر،كذلك العرب في مواجهتهم حاضر تتسارع فيه منجزات التقدم..ينكصون ليستروا عريهم بجلابيب الأجداد متباهين بنجاحاتهم لتغطية خيباتهم وشعورهم بالنقص وهشاشة الأنا.
اننا امة تحب "التوقف"، لا لنوظفه في صناعة المستقبل بل لنجتر فيه فواجعنا على طريقة امريء القيس يوم وقف يبكي "ذكرى حبيب ومنزل"،ولا ندرك أن التوقف عند الماضي يفضي بحتمية سيكولوجية الى اثارة " الانفعالات"فيما التوقف عند المستقبل يثير "فكرا"..ولهذا كان المحرّك الاساسي لثورات ربيع العرب "انفعالات"..فكانت النتيجة أن قطفت القوى "الماضوية"ثمار ثورات المتطلعين الى مستقبل افضل فأزاحتهم من ساحات حنوها بدماء شهدائهم..ومن مستقبلهم ايضا.

انك لو وضعت ما يقوله عرب القرن الواحد والعشرين عن الماضي في كفّة ،وعن المستقبل في كفّة ،لهبطت كفّة الماضي على الأرض محمّلة بالأحزان والكراهية وجلد الذات ولوم الآخر والعناد العصابي،ولنطت كفّة المستقبل بالهواء حاملة ما خف من الأفراح وحب الناس والحياة..في حال تنفرد فيه عن الأمم في هذه العلاقة الشاقولية المعكوسة.
ان أمتنا لو كانت شخصا لأوصت وزارات الصحة بوضعه في مستشفى "الشماعية" أو " العباسية" او "العصفورية" لما به من عقد وعلل نفسية وعقلية،يكفي منها ثلاثة:المازوشية والنكوص والاسقاط،اي ترحيل اخطائنا على الآخر والسلطة والقدر.
وما ينفرد به العرب انهم حين يمرون بأزمة،فان غالبيتهم يتوجهون الى الدين، لأسباب نصوغ خلاصتها بما يشبه النظرية،هي:
(حين لا يقدم الواقع:النظام،السلطة،الحكومة،حلولا لما تعانيه الناس
من مشكلات تؤمّن احتياجاتها الحياتية،فانها تعيش حالة قلق
وتوتر لا تستطيع اجهزتها العصبية تحمّلها الى ما لا نهاية. ولأنهم
يشعرون بالعجز من أن يقوموا هم باصلاح الحال،ولأن "القدرية"
تشفّرت في عقلهم الجمعي حين تضيق بهم الأمور،فأنهم يلجأون الى
الدين لخفض هذا التوتر ،لأنهم يجدون فيه الأمل وتمنّي الفرج
الذي يعيد اليهم توازنهم النفسي).
انها اشكالية امة ،والهدف من نشر هذا الموضوع في "الأسبوعية" الموقرة هو الدعوة الى عقد ندوة يشارك فيها مفكرو العرب المسقبليون لمناقشة اخطر اشكالية تمر بها اعرق امة صارت في آخر الركب ..وستبقى ان ظلت في جلباب الماضي.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنسيون المثليون في العراق
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة(4-4)
- اشكاليات في السلطة والدين.ثانيا:السلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (2-4)
- ثقافة نفسية(2):الرومانسية والعشق..حالات مرضية
- سيكولوجيا الحب (1):رسالة من امرأة مثقفة وجدت نصف الحب!
- المجتمع العدواني..والذهان
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (1-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (4-4)
- في سيكولوجيا الأزمة
- اشكاليات في الدين والسلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (2-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (1-4)
- ثقافة نفسية(72):صراع الأدوار
- الأمراض النفسية في الأغاني العراقية
- المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا
- الوساوس الدينية
- ناجي عطا الله..في مجلس النواب العراقي!(فنتازيا)
- المسلسلات الرمضانية وفضائح السلطة
- بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العرب ..ماضيون