أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - بين امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين..أين الحل؟















المزيد.....

بين امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين..أين الحل؟


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعد (الأخوان المسلمون)في مصر القوة الأقدم والأكثر انتشارا في الوطن العربي،اذ تأسست في العام 1928 ومارست نشاطها السياسي في العام 1938،واعلنت ان (دستور الأمة هو القرآن الكريم( ،وهدفت الى (أن تقوم في الوطن دولة اسلامية تعمل باحكام الاسلام وتطبق نظامه الاجتماعي )،وتعرضت الى اضطهاد السلطة العلمانية لأكثر من نصف قرن.ومع ان دورها لم يكن فاعلا ولا مبكرا في اسقاط نظام مبارك،فأنها استلمت السلطة في انتخابات ديمقراطية في اكبر بلد عربي.ومع ذلك فانها لم تعمّر في الحكم سوى سنة واحدة في تجربة تؤكد لكثيرين فشل الحكم الديني في ادارة الدولة وشؤون الناس..وتسقط او تعطّل شعار (الشرق الأوسط الاسلامي ) الذي بشّرت به ايران بعد استلام الاخوان السلطة في مصر،ليعزز سيطرة الاسلام السياسي على السلطة في العراق،ونفوذ حزب الله في لبنان،واسناد النظام في سوريا،وسيطرة الاسلام السياسي الليبرالي في تركيا.
ان ما وقع من احداث درامية تثير تساؤلات تستحق التأمل نوجزها بالآتي:
*ان الدين الاسلامي احتوى السياسة بتأسيسه الدولة الراشدية وتكيّفها لتحقيق اهدافه،وان تطبيق جوهر الدين في الحياة العامة للناس انتهى بانتهاء الخلافة الراشدية،عدا سنتين من حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز،فيما عملت الخلافات والحكومات اللاحقة على توظيف الدين لتحقيق اهداف الخليفة او الحاكم.غير ان الصراع السياسي الديني كان قد بدأ في عصر الخلافة الراشدية باغتيال ثلاثة خلفاء وما سلم منهم سوى الخليفة الاول الذي تولى السلطة بعد الموت المفاجيء للنبي محمد.فهل يصح القول بوجود (اسلام سياسي) و (اسلام غير سياسي)؟
*هنالك اكثر من نظام حكم بهوية اسلامية(تركيا،ايران،ليبيا،تونس،العراق)..
وهنالك اكثر من تنظيم او حركة اسلامية:حزب الله اللبناني،حماس..فهل يصح وضعها كلها تحت خيمة الاسلام السياسي ونساوي بين حزب الله اللبناني الذي حقق في العام 1982 انتصاره المدهش على القوة العسكرية الاسرائلية وبين القوى التي تعمل على اقامة دولة اسلامية في العراق وسوريا؟
*ان عمر الاسلام السياسي يمتد لأكثر من اربعة عشر قرنا وله تاريخ حافل بالانتصارت والانكسارات،ونفوذ عميق في لاوعي جمعي يوحّد مشاعر جماهير واسعة بالتعاطف معه والنظر الى رموزه بوصفهم (منقذون مخلّصون)،فيما عمر العلمانيين لا يتعدى مائتي عام وتاريخهم حافل بالهزائم..فهل يصح القول بان الاسلام السياسي قد هزم بعد الذي حصل في "الثورة الثانية"بمصر؟
*ان الاسلام السياسي اضطر مأمورا،كما في العراق،او مجبرا من ضغط شعبي او مسايرة لتوجه عالمي كما في تونس..ان يعلن عن التزامه بتطبيق الديمقراطية،او الموائمة بين الديمقراطية والاسلام.غير ان الأسلام السياسي العربي امتلك عبر تاريخه الطويل خبرة كبيرة في تصفية خصومه،وان لديه التأثير النفسي والديني الكبير في جماهير واسعة لقبول ما يقدمه من تبريرات لما يعدّه الآخرون فشلا في ادارة الحكم،فيما العلمانيون التقدميون مشتتون،ومعتادون على خبرة الاضطهاد،وانهم ما حصدوا في الانتخابات عشر ما حصل عليه الاسلام السياسي..فهل يعدّ ما حصل في مصر بداية لصعود العلمانيين في البلدان العربية،ام انها مجرد عثرة للأسلام السياسي سينهض بعدها؟.
ان علّة الاسلام السياسي انه يعاني من اربع قضايا:فكرية وعملية وحضارية ونفسية.اما الفكرية فانه لا يطيق الرأي الآخر لأنه يرى نفسه ان فكره يمثل جوهر الدين وان الدين اسمى واصدق من كل فكر،وان على الآخر ان يؤمن بافكاره هو لأنه يعدّها هي الأصلح للأمة.وبهذا فان الحاكم العربي الاسلامي الحالي ورث سيكولوجيا الخليفة في مفهومه للسلطة،وانه في مظهره خليفة بلا عمامة..فيما جوهر تفكيره مطابق لتفكير الخليفة من حيث موقفه من الراي الآخر لمنافسيه او لخصومه.
ولقد اثبت الاسلام السياسي،وتحديدا في مصر والعراق،انه فاشل في ادارة الحكم.فالمصريون عزفوا عن انتخاب احمد شفيق كونه يمثل في رأيهم امتدادا لحكم مبارك،وانتخبوا محمد مرسي ظنا منهم انه سيكون المنقذ أو الأصلح..فكان ان وجد المصريون ان البلد صار في حالة ارتباك وتخبط واخونة وسوء ادارة،وان من انتخبوه ديمقراطيا صار دكتاتوريا ويتصرف كرئيس حزب وليس رئيس بلد،وأن "موسيليني أرحم من مرسي،وفرانكو أحن من المرشد"،وانهم تحولوا بسببهم من الفقر الى فقر اوجع..فنزلوا،مع اغلبية كانت صامتة،الى الشارع وكان ما كان في ثلاثين حزيران.وكذا فعل العراقيون احتجاجا على فشل حكومة يقودها اسلام سياسي في تأمين حاجات اساسية متوافرة في افقر البلدان مع انهم يعيشون في اغناها..لكنهم عجزوا في تحقيق ما حققه اشقاؤهم المصريون لأسباب شرحناها في مقالة سابقة.
وبرغم ان الاسلام السياسي يحاول أن يوائم بين اساليب الحياة المتحضرة والقيم الدينية والاخلاقية،لكنه يخلق لنفسه حالة تناشز لا يطيق تحملها،تدفعه الى التضييق على حريات الناس باسم الشريعة كما حصل في مصر بزمن الآخوان وما حصل مؤخرا في العراق من غلق للمنتديات الاجتماعية والمقاهي الليلية وتدمير للمتلكات واعتداء على اصحابها ادى بعضها الى سقوط ضحايا. لأنه يغفل حقيقة كبيرة هي ان جيل الشباب في المجتمعات العربية يشكل اكثر من 60%،بينهم وقادة الاسلام السياسي هوة واسعة في الفكر والثقافة والقيم والميول والتطلعات واساليب التواصل الاجتماعي..وانهم هم الذين كانوا السبب في الاطاحة بالطغاة العرب.
اما نفسيا فان الزهو بالفوز الديمقراطي الذي حققه الاسلام السياسي جعله يعيش وهم التفويض المطلق في ادارة الحكم،ورأى نفسه أنه في منأى عن النقد والمحاسبة،وأن الناس يغفرون له اخطاءه ما دامه يجاهد في سبيل الله.ولم يفق من هذا الوهم الا في 30 حزيران 2013..وراح قادة الاسلام السياسي يصفون المحتجين ضدهم بنفس الفاظ الحكام المستبدين امثال القذافي.
ان الشرط الاساس لتطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات العربية وازدهار بلدانهم هو الاستقرار السياسي..المفقود من اول يوم اطيح به باول حاكم مستبد بثورة شعبية في تونس ثم في مصر،وقبلها بعشر سنوات يوم اطاح التحالف الدولي باقسى طاغية عربي في العراق.ومن ايامها اثبت الاسلام السياسي عمليا انه غير قادر على تأمين هذا الشرط..الاستقرار السياسي..فأين الحل؟
ان الحل لا يكون باستلام العلمانيين للسلطة لأنهم لن يستطيعوا ايضا تأمين الاستقرار السياسي اذا انفردوا بها..بل ان في استلامهم السلطة ستكون الكارثة،لأن دعوات قوى الاسلام السياسي ستلقى قبولا واسعا في الشارع وستطيح بهم وتعيد قوى الاسلام السياسي بزخم اقوى واضطهاد اقسى للتقدميين بشكل خاص.
ان العلمانيين يرتكبون الأخطاء بتسفيه افكار الاسلاميين دون الاقتصار على تشخيص فشلهم في ادارة الحكم،وهم أوهموا انفسهم او يمنونها بتحقيق ما يريدون بقبلوهم المشاركة بحكومة توافقية يقودها اسلام سياسي.فهم ليس فقط لن يستطيعوا ان يكونوا طرفا فاعلا في ادارة شؤون الحكم،بل انهم يكونون شريكا في فشل حكومة الاسلام السياسي ويعطونها مبرر ترحيل اخفاقاتها..وهذا هو اهم اسباب اطالة عمر حكم الاسلام السياسي في العراق.فلو كانت تشكلت من عام 2010 حكومة اغلبية تمثل تحالف اسلام سياسي وظل حال الناس كما هم عليه الآن من بؤس وانعدام خدمات اساسية..لكان العراقيون سبقوا المصريين في الاطاحة بحكومتهم..لكن شفيعهم كان ان " الخصوم"كانوا شركاء في الحكومة!
ان تجربة الحكومة الانتقالية في مصر قد تقدم الدليل حتى لمناصري قوى الاسلام السياسي والعلمانية المؤدلجة،وربما تقنع الشارع العربي ان الحل الامثل يكون بتشكيل حكومة تكنوقراط بخبرات وكفاءات مستقلة سياسيا يخرجها من الأزمة ويخفض الصراع على السلطة بين القوى السياسية ويحقق شرط الاستقرار السياسي.الا ان هذا غير ممكن لكثرة ما في المجتمعات العربية من تنوع ديني واثني وطائفي وايديولوجي،ولتدني الوعي الانتخابي وضعف الشعور بالانتماء للوطن لدى جماهير عريضة فيها اعتادت العنف في التعامل حتى مع قضاياها اليومية.
نعم،ان الحل يكون بمجيء حكومة تؤمن شرط الاستقرار السياسي الذي به تتحقق الحياة الكريمة للمواطن ويزدهر الوطن..لكنه لن يأتي الآن..وقد يكون حالنا في انتظاره حال انتظار بطل مسرحية (الذي يأتي ولا يأتي)!..ما لم تعالج امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا حقق المصريون ما عجز عنه العراقيون؟
- علي الوردي..الساخر الفكه
- لماذا نجح المصريون في تحقيق ما عجز عنه العراقيون-تحليل سيكوب ...
- ثقافة نفسية(82):المرأة..والضغوط النفسية
- سيكولوجيا المنطقة الخضراء!
- ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء
- مبادرة أكاديمية لحلّ الأزمة العراقية
- زيارة..لقصر الملك غازي في الدغارة!
- نتائج انتخابات مجال المحافظات ..من سيكولوجيا السطوة الى سيكو ...
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (3-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (2-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (1-3)
- في ذكرى نهاية الطاغية..هل انتهت صناعة الدكتاتور في العراق؟
- عشرة اعوام على حرب (تحرير)العراق-تحليل سيكوبولتك( 4- 4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير) العراق-تحليل سيكوبولتك (3-4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير ) العراق_تحليل سيكوبولتك (2-4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير ) العراق-تحليل سيكوبولتك
- حذار من الترامادول
- الناخب العراقي..من سيكولوجيا الضحية الى سيكولوجيا التردد(1-3 ...
- حذار من اليأس..سنة خامسة


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - بين امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين..أين الحل؟