أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - معنى الحياة














المزيد.....

معنى الحياة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 08:20
المحور: المجتمع المدني
    



معنى الحياة

أ.د.قاسم حسين صالح
هل تشعر بأن لحياتك معنى ام انك تعيش ليومك وكفى؟!.وهل تعلم أن حالتك النفسية وطريقة تعاملك مع الناس تختلف باختلاف مفهومك لـ(معنى الحياة)؟.وهل تعلم ان هنالك علاقة بين معنى حياتك وحالتك النفسية وجهازك المناعي؟!
لنبدا أولا بمعرفة ما المقصود بـ(معنى الحياة)؟
يعرّف علماء النفس معنى الحياة بأنه قدرة الفرد على ان يكتشف وبشكل مسؤول المعاني الحياتية المتأصلة في سلوكه وفي مواقفه،ودرجة دافعيته نحو الحياة، واستيعابه الواضح لغرض الحياة واحساسه بأن الحياة ذات هدف.هذا يعني ان سعيك لأن تجد معنى في حياتك يعمل كقوة دافعية اساسية في سلوكك وطريقة تعاملك مع الأخرين.وأن قدرتك على اكتشاف المعنى للمواقف الحياتية التي تعيشها،وايمانك بأن للحياة معنى واهداف ومقاصد جديرة بانجازها بروح المسؤولية..تمنحك المتعة والشعور بالرضا عن حياتك.
ان توصل الانسان لمعنى الحياة يتم بطرائق مختلفة مثل الايثار والمبدئية والالتزام، وان الذي يعيش حياته بلا معنى كالذي يعيش بلا قيم او مثل.ومع ان الناس احرار في اختيارهم للمعاني الا انه من الصحي نفسيا لو اختاروا المعاني التي تسهم في تحقيق امكاناتهم والقدرة على عمل الخير والعدالة وحب الناس والجمال.
ولقد وجدت الدراسات ان هناك علاقة بين معنى الحياة والصحة النفسية،اذ تبين ان الافراد الذين يشعرون ان لحياتهم معنى كانوا يتصفون بالتفاؤل وحسن المعشر مع الناس والايثار والقناعة في الحياة والجدية في العمل والسعادة،وان له تأثيرا ايجابيا حتى في الصحة البدنية والقدرة على مقاومة المرض والشيخوخة..بمعنى أنه يقوّي الجهاز المناعي للأنسان،فيما كان الاشخاص الذين لا يشعرون بوجود معنى لحياتهم قد تعرضوا للاصابة بالاكتئاب وكراهية الناس والاصابة بامراض بدنية،وتعاطي المخدرات والشعور بالاغتراب الذي يفضي الى الانتحار.ووجد ايضا ان نسبة كبيرة من نزلاء المصحات النفسية كانوا من الذين يشعرون بعدم وجود معنى لحياتهم.
والمثير للأعجاب ان الاسلام كان قد سبق علماء النفس في التطرق الى معنى الحياة،اذ تناوله في ثلاثة اتجاهات متكاملة هي:
• علاقة الانسان (المسلم) بالخالق او ما يطلق علية بـ(العبادات) .
• سلوك الانسان (المسلم) في علاقته بالأخرين.. (المعاملات).
• تكامل العلاقة بين الحياة الدنيا والحياة الاخرة.
وقد اكد الاسلام،في اشارة واضحة لـ(معنى الحياة)،على مجموعة من القيم النبيلة والاخلاق الفاضلة التي يجب ان تؤطر علاقة الانسان بالآخر،جسدها الحديث النبوي الشريف الذي اورده الثعالبي:(قيل يارسول الله اي الناس احب اليك؟ قال:انفع الناس للناس.قيل:فأي العمل افضل؟ قال:ادخالك السرور على المؤمن.قيل ما سرور المؤمن؟ قال:اشباع جوعته،و تفريج كربته، وقضاء دينه..)
أليس هذا ما يحتاجه العراقيون الآن من المسؤولين على اموره..الذين صار(معنى الحياة )لديهم محددا بأمرين:كسب قوت يومهم،والعودة الى بيوتهم سالمين مساء كل يوم ؟!..فيما صار جمع المال لدى مسؤولين كبار كشارب ماء البحر..وصار (معنى الحياة) لديهم ان يعيشوا حياة باذخة..ويسكنوا قصورا كان يسكنها الطغاة،فيما الأمام علي (ع) أبى أن يشغل( قصر الإمارة ) وسكن بيتا صغيرا بلا أثاث.
وفضلا عن الأمراض النفسية والجسدية الناجمة عن الشعور بـ(انعدام أو ضعف المعنى من الحياة)،فان الخسارة الكبيرة التي لا يدركها كثيرون،هي ان لـ(معنى الحياة) علاقة بـ(الابداع)،وان العراقيين هم اكثر خلق الله ابداعا،وتلك كانت خسارتنا الكبرى في الزمن الديمقرطي!.ففضلا عن هجرة عقول عراقية مبدعة وجدت ان لا معنى للحياة في وطن لا يحترم علماءه وراحت الى بلدان عرفت كيف تستثمر طاقاتهم، فان المبدعين الذين بقوا في الداخل تراجعت مكانتهم مع ان النظام الديمقراطي يعتمد على المبدعين..لأنهم هم الذين يجعلون الوطن بهيا ويمنحون أهله معنى الحياة..التي سلبتها سياسة جاءت بمن يقدّر القريب المتخلّف على حامل دكتوراه في الاقتصاد..فتهمش المبدعون ولسان حالهم يقول:لقد اسمعت لو ناديت حيا..ولكن لا حياة لمن تنادي..وواضح ان الشاعر يقصد اولئك الذين ماتت ضمائرهم ميتة ضمائر مسؤولين عراقيين صاروا يعيشون حياة باذخة وتركوا من اوصلهم الى السلطة والثروة يعيشون تحت خط الفقر مع ان وطنهم أغنى بلد في العالم!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعرض المخلّ بحياء المرأة
- العلمانيّون والدينيّون..هل يلتقيان؟!
- ثقافة نفسية (98):عمر الحب بعد الزواج ..ثلاث سنوات!
- العراقيون..والأحزان..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(91): حذار من الحبوب المنوّمة!
- ذاكرة التاريخ..بين بغداد واسطنبول
- استذكار..عن ليلى العطار
- الضمير العراقي..الى أين؟
- العراقيون..وكراهة الحاكم - تحليل سيكوبولتك
- روح فهمه للديج!
- كيد النساء..و..جواد سليم
- الفساد في العراق - الأسباب والمعالجات
- ثقافة نفسية(90):تفسير الألوان
- العراق..بلد مخبول!
- الشاعر حين يكون عبقريا..وسلطويا!.عبد الرزاق عبد الواحد أنموذ ...
- زواج القاصرات ..في الزمن الديمقراطي!
- الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك
- الموسيقى..في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (85): الاعجاب.. حين يكون مرضا نفسيا
- ايها المصريون..العالم يحيكم!


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - معنى الحياة