أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - محنة الابداع والمبدعين في العالم العربي(موجز ورقة)















المزيد.....

محنة الابداع والمبدعين في العالم العربي(موجز ورقة)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الابداع هو عمليات عقلية عالية المستوى تتسم بطريقة جديدة في التفكير تؤدي الى نظريات اصيلة،او نتاجات او ابتكارات تحظى بالقيمة والاهمية،او حلول لمشكلات حياتية،يمتاز بها اشخاص يتصفون بالتفكير الراقي وسعة الخبرة تمكّنهم ان يضيفوا شيئا جديدا في ميدان تخصصهم يثير المتعة والدهشة ويساعد على ازدهار الحياة وتقدم المجتمع.
لقد انتبهت الدول الى ان تقدمها ما عاد يعتمد على القوة العسكرية بل على ما تمتلكه من عقول مبدعة.وكانت بداية هذه الانتباهة تعود الى اطلاق الاتحاد السوفياتي السابق سفينة فضائية في خمسينيات القرن الماضي ادهشت العالم وفاجئت امريكا..كيف ان "دولة العمال والفلاحين " تسبقها في غزو الفضاء!..ووجدت الخلل في نظامها التربوي فعملت على اصلاحه وبعثت بخبراء الى العالم الثالث يلتقطون العقول المبدعة ويأتون بها الى امريكا..لترعاها وتستثمرها، وكانت هذه العقول احد اهم اسباب تطورها وتقدمها.
ان البيئة الأولى لنشوء الابداع هي الأسرة،وتحديدا في أساليب تنشئتها للأطفال،لما لها من علاقة بنمو القدرات الابداعية.فالدراسات العلمية وجدت علاقة إيجابية بين الأسلوب الديمقراطي الذي يعتمده الوالدان ومستوى التفكير الإبداعي لدى أبنائهم،وعلاقة عكسية بين الأسلوب التسلطي الذي يعتمدانه ومستوى التفكير الإبداعي لدى أبنائهم.وأفادت بأن الطفل الذي يعيش في جو أسّري ينعم بالدفء، ،ويمنحه الوالدان الحرية والاستقلال وطرح الأفكار دونما خوف من نقد أو سخرية، فأنها تعمل على تنمية عمليات عقلية تؤدي به الى الابداع ،وبه يتوافر للطفل واحد من الشروط الأساسية لأن يكون مبدعا في المستقبل..فيما يشير واقع الحال العربي ،كما تشخصه الدراسات النفسية والاجتماعية،الى ان اساليب التنشئة الاسرية تقوم على العقاب الجسدي بالضرب والسجن والترهيب والتهديد والقمع النفسي بالازدراء والاحتقار والسخرية والتهكم،وان غالبية الأسّر العربية تفتقر الى اساليب التنشئة التي تساعد على نشوء ونمو الابداع.
وفيما يخص المدرسة والمناهج بوصفها المصدر الثاني لنشوء الابداع وتنميته ،فان الصفة الغالبة عليها هي افتقارها الكثير من مقومات الإبداع سواء في مناهجها أو طرائق تدريسها أو أنظمتها العامة ،وأنها لا تعمل على تحريض النشاط الإبداعي لدى الطالب،وان المعلم فيها ناقل معلومات ويخشى التحديات.بل ان التعليم في الأنظمة التربوية العربية من الابتدائية الى الجامعة،يقوم على التلقين وحشو الذاكرة الذي ينتج بالضرورة عقلا يأخذ بالأمور كما لو كانت مسلّمات دون أن يتحاور معها بفكر ناقد.وبهذا صاغ النظام التربوي العربي عقولا عودها على أن(تستقبل) لا على أن ( تحاور)..فضلا عن اننا لا نعمد الى تحديث مناهجنا بالسرعة التي يتطور بها العلم،التي يفصلنا عن التقدم في عدد من العلوم اكثر من ربع قرن!.
واذا كانت الأسرة والمدرسة غير حاضنتين للأبداع فأن المجتمعات العربية فيها من معوقات الابداع ما يميته او ينفيه،من بينها:
• الفهم الخاطئ للدين والميل للاتّباع ومقاومة الابتداع.
• القيود المفروضة على حرية التعبير.
• إهمال المواهب الفردية وجعل الفرد في خدمة المجتمع.
• والجمود الفكري وقراءة السلف من دون تطوير أو إبداع.

بل أن الثقافة العربية ايضا معيقة للإبداع..يكفي ان نشير الى انها تشيع بين الناس
التشبث بالماضي والتغني بأمجاده وضعف الاهتمام بالقضايا الراهنة والمستقبلية،
وتوجّيه النشء للتعايش مع مفاهيم الامتثال والتقليد والابتعاد عن المغامرة والاكتشاف والتجريب.
على ان اخطر طارد للأبداع هو السياسة..اليكم وقائع عنها:
• العالم العربي ما يزال،من نصف قرن،ميدان حروب واضطرابات استنزفت موارد اقتصادية هائلة، نجم عنها أزمات نفسية واجتماعية وانشغال فكري في الأمور السياسية على حساب استثمار العقول الوطنية في الإبداع بالعلوم الإنسانية والابتكار بالعلوم التطبيقية.
• الأنظمة السياسية في البلدان العربية لا تتمتع بالاستقرار،وغالبا ما توظف المنجز الإبداعي لخدمتها.ولهذا تعدّ البلدان العربية أكبر مصدّر للعقول المهاجرة..فيما الإبداع يزدهر اذا عملت الدولة على توفير متطلبات نموه غير المشروطة بتوظيف المنجز الإبداعي لخدمة نظامها.
• في العراق أودى العنف،في ثلاث سنوات(2004 – 2006) ،بحياة 185 أستاذا جامعيا،و73 طبيبا و140 من الملاكات الطبية،عدا المئات من محاولات القتل والخطف لآخرين من الطاقات العلمية المبدعة،اضطرت القسم الأكبر منهم الى الهجرة ( متابعة صحيفة،لغاية نيسان، 2006 ).فيما أشارت احصاءات اليونسكو(2010) الى مقتل 500 شخصية اكاديمية وعلمية وهجرة ثلاثة آلاف عالم وباحث واستاذ جامعي خارج العراق بعد 2003..بل وصل الحال الى اغتيال ثلاثين عراقيا في العشرة أيام الأخيرة من آذار/مارس 2011 بمدينة بغداد وحدها! أغلبها بأسلحة كاتمة للصوت بينهم أطباء وأساتذة ومهندسون.
زد على ذلك ان العالم العربي ينفرد بأربع (كوارث):
• الأولى..ان ما ينفق على التعليم ضئيل جدا بالقياس لما ينفق في شراء الأسلحة.فبحسب المركز الروسي لمبيعات الأسلحة،بلغت مبيعات الأسلحة الأمريكية الى دول الخليج العربي فقط 123 مليار دولار ،فيما لم ينفق ربع هذا المبلغ على التعليم..وما تنفقه اسرائيل على البحث العلمي اضعاف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة.
• والثانية:ان السياسة دفعت الدول العربية الى ان يكيد بعضها ضد البعض الآخر،واشغلتها بخلافاتها العقائدية،وصراعات الأخوة الأعداء على السلطة والثروة وسلوكياتها اللااخلاقية التي حولت الفساد من خزي الى شطارة..وأنموذجه العراق.
• والثالثة :ان رياح التغيير التي هبت على العرب في يناير وفبراير 2011 كان يتوقع لها ان تفتح الباب واسعا لابداع عربي وديمقراطية وسلام..والنتيجة سارت الرياح بالاتجاه المعاكس..ولهذا كانت البيئة العربية طاردة للأبداع من الف سنة..ولن تكون حاضنة للأبداع الا بتطبيق الديمقراطية عمليا وتحقيق العدالة الاجتماعية.
• اما الرابعة:ان العقل السياسي العربي مصاب باحولال.فمع ان دول العالم ادركت منذ ان اطلق الاتحاد السوفياتي سبوتنك في الخمسينيات ان الابداع هو القوة الحقيقية لتطور المجتمع، واولها امريكا التي قامت في الستينيات بثورة في اهداف وطرائق التربية..وصار الاهتمام بالإبداع والمبدعين من أولوياتها،فان العقل السياسي العربي لم يدرك ذلك لأنه أحول.ولو أنه قرأ التاريخ في مجالات السياسة والاقتصاد والنظم الاجتماعية والعلوم التطبيقية والفنون..لوجد أن المبدعين هم الذين يغيرون العالم ومسار التاريخ أيضا.
ان هذه الأدلة تشير الى ان البيئات العربية ما تزال طاردة للأبداع والمبدعين حتى تلك التي صارت تسمى انظمة ديمقراطية،بل ان مكانة المبدعين تراجعت في بعضها مقارنة بما كانت عليه في الأنظمة الدكتاتورية،لأن الذين استلموا الحكم اعتمدوا مبدأ الثقة والأقارب في اسناد المسؤوليات الكبرى وتجاهلوا الكفاءة والخبرة.
لقد شاركنا مؤخرا(16 تشرين الثاني 2013) في مؤتمر عقد في عمان-الاردن خاص بالموهوبين والمتفوقين..واقر توصيتين تقدمنا بهما:
الأولى:تشكيل لجنة من المؤتمر لانضاج مقترحنا الموسوم (نحو نظرية جديدة للأبداع في العالم العربي)وتقديمه الى وزارات التربية والتعليم العالي في الدول العربية كمبادرة ومنجز من مؤسسة معنية بالابداع وراعية له منذ عام 1996 ،منطلقلين من افتراض أن ازدياد المبدعين في العالم العربي يساعد على ازدهاره ويسهم باشاعة السلام في العالم.
والثانية: اصدار بيان بأسم المؤتمر يدعو لاتخاذ اجراءات عاجلة للحفاظ على العقول العراقية المبدعة،وتأمين عودة الأكاديميين والعلماء المهاجرين ليسهموا في بناء وطنهم الذي دمرته الحروب والصراعات على السلطة والثروة.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهداء مخطوطة بيد الدكتور علي الوردي الى كلاويز
- المؤتمر العلمي العربي العاشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين(تقر ...
- ثورة الحسين ..دروس للحكام والشعوب
- العراقيون..اصعب خلق الله
- شيزوفرينا العقل السياسي- نظرية عراقية!
- معنى الحياة
- التعرض المخلّ بحياء المرأة
- العلمانيّون والدينيّون..هل يلتقيان؟!
- ثقافة نفسية (98):عمر الحب بعد الزواج ..ثلاث سنوات!
- العراقيون..والأحزان..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(91): حذار من الحبوب المنوّمة!
- ذاكرة التاريخ..بين بغداد واسطنبول
- استذكار..عن ليلى العطار
- الضمير العراقي..الى أين؟
- العراقيون..وكراهة الحاكم - تحليل سيكوبولتك
- روح فهمه للديج!
- كيد النساء..و..جواد سليم
- الفساد في العراق - الأسباب والمعالجات
- ثقافة نفسية(90):تفسير الألوان
- العراق..بلد مخبول!


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - محنة الابداع والمبدعين في العالم العربي(موجز ورقة)