أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)















المزيد.....

في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



توطئة
ثمة مرض سيكولوجي مصاب به الحاكم العربي هو انه يعدّ السلطة ملكا خاصا به وحقا ابديا له الى ان يموت او يزاح:(صدام حسين ،معمر القذافي،حسني مبارك،بن علي،علي عبد الله صالح، والأسد..)،وانه يعمل على ديمومتها بيده باعتماده ثلاثة اساليب:تشكيل جهاز امني خاص به،وتأليف حزب سياسي يتزعمه،وتدجين شعبه للقبول به.
والتساؤلان هنا:
*هل هذا المرض وراثي..بمعنى ان السلطة ورّثته في الحاكم العربي بدءا من انتهاء الخلافة الراشدية؟
*وهل الحاكم العربي بعد التغيير الديمقراطي ،في العراق وثورات الربيع العربي، مصاب بنفس المرض ام أنه سليم منه؟
هذا ما سنتناوله في هذا التحليل ،ولنبدأ بالسلطة اولا.
لدى مراجعتنا لمفهوم السلطة في اللغتين الانجليزية والفرنسية وجدنا فرقا مدهشا لدى مقارنته باللغة العربية.اذ تعني السلطة في قاموس "لاروس" الفرنسي :القدرة على التحكم ،واتخاذ الأوامر..ويضفي عليها قيمة الحق، ويضرب لها مثلا تربويا بسلطة مدير المدرسة..ويفرّق بين السلطة والقوة،اذ تعني القوة أجبار الآخرين على طاعتك،فيما تعني السلطة الحق في ان توجه الآخرين أو أن تأمرهم بالاستماع اليك وطاعتك.
ويفرّق القاموس الانجليزي بين (السلطة ) و (التلسط)،اذ يعد السلطة ضرورة اجتماعية واخلاقية لتنظيم أمور المجتمع ولتحقيق العدالة الاجتماعية،فيما يتضمن مفهوم التسلط معاني:الظلم،القهر،الارهاب،الاكراه،التشدد،والعنف.ومع ان السلطة ،في القواميس الانجليزية والفرنسية، تتطلب القوة،غير أنها تشدد على ان القوة بلا سلطة ظلم واستبداد،وبهذا الفهم فان مفهوم السلطة في هاتين اللغتين تعني الحق وشرعية استخدام القوة.
اما في اللغة العربية فالأمر مختلف ،اذ يرد مفهوم السلطة في (لسان العرب) بأنها: " القهر ،وقد سلطه الله فتسلط عليهم ".وترد في قاموس " الهادي" لحسن سعيد الكرمي بأنها " القدرة والملك".ويشير الفعل بها الى التسلط،وانه:تسلط الأمير على البلاد،حكمها وسيطر عليها،وتسلط القوي على الضعفاء،تغلب عليهم وقهرهم ،وتسلط ..تمكن وتحكّم". ولأن اللغة،في جانب منها تعكس المضمون السيكولوجي لشخصية الناطقين بها،فان اللغة العربية أخذت مفهوم السلطة بمعناه التسلطي المشحون بالعنف والجبروت والسطوة والتغلب. وبرغم ظهور محاولات تطويرية في قواميس أحدث فان مفهوم السلطة في اللغة العربية بقي مشحونا بالعنف والقوة ودلالات التسلط التي تتبدى بالعقوبات والتهديدات وتتجلى في غايات الطاعة والخضوع والامتثال لقوة قادرة قاهرة.
ولتأمين ذلك فان الحاكم العربي يقوم بتشكيل اجهزة أمنية خاصة به يأمرها بممارسة اسلوب الاستبداد لتشيع في المواطن سيكولوجيا الخوف من بطش الحاكم به. وترأسه لحزب سياسي يمارس من خلاله السيطرة على شرائح اجتماعية واسعة تضم مرتزقة ومنافقين وبعض الكفاءات والوجوه الأجتماعية للتغطية..ووضع من تتوافر فيهم " الثقة" بالمراكز المؤثرة في الحكومة حتى وان كانوا لا يمتلكون الخبرة والكفاءة.والعمل على تدجين الشعب سيكولوجيا عبر ثلاثة اساليب رئيسة:اشعارالناس بالعجز من التغيير بتزوير الانتخابات واعادة انتخابه لعدة دورات انتخابية ،وتخريب القيم باشاعة الفساد المالي والاداري والسياسي،وتقديس نفسه باضافة صفات خاصة الى اسمه ونشر صوره في الأماكن العامة والدوائر الحكومية والبيوت.
ومع ان الحاكم العربي ارتكب افضع القبائح (افقار الناس وكنز المليارات، والقتل والتعذيب، وافساد الضمائر..) فأنه يخص نفسه بالاستقامة الاخلاقية، ويعدّ نفسه مثال المتحلي بالاخلاقيات الرفيعة، وان مساءلته هي من اختصاص الله وحده وليس للشعب حق في ذلك. وهذه ناجمة من حالة كنّا شخصناها هي ان رئيس الدولة العربي تتحكم به (سيكولوجيا الخليفة) التي تعني اعتقاده بأنه امتداد للخليفة..سلطة الله في الأرض..التي تشفرت في اللاوعي الجمعي للشعوب العربية عبر 1400 عاما.
وتقترن سلطة الحاكم العربي بمفهوم خطير آخر هو (السطوة)..التي تعني في لغتنا العربية القهر والبطش. وعلى وفق تحليل علم الاجتماع السياسي فان هنالك أربعة مصادر للسطوة: المنصب والثروة والخبرة والعلاقات.أولها واخطرها، سطوة المنصب التي تعتمد على السلطة الرسمية. فعبر دراسة نماذج لأسوأ طغاة العالم( هتلر، موسليني، ستالين، بول بوت،عيدي أمين، صدام حسين،ومعمر القذافي) تبين أن جميعهم يتبعون اسلوبا" (مسرحيا") في بناء سطوتهم، يمر بأربع مراحل: في الأولى يبدأ الدكتاتور المتوقع بتشكيل علاقات مع أناس لديهم نوايا أو مطامح نحو سلطة من نوع ما. وقد لايكون هؤلاء أكثر من مجرد مفكّري مقاهي أو كانوا نجحوا في تكوين نوع من الهوية السياسية. في الثانية ينتقل من مرحلة التعرف على الناس الى مرحلة تكوين التحالفات بأن يستغل صاحب سطوة المنصب مهارات اجتماعية وأنماط تأثير مراوغة، وقدرة على الأقناع السياسي، وتفكير سياسي له وجاهة، ووعد بتحسين الأوضاع بعمل مشترك..رسمي وشعبي..ويعمد الى استيعاب من يطمح لدور قيادي فيضعه في مركز يرضى به..ويصبر على التخلص من منافسيه لفرصة ملائمة..ليصل الى المرحلة الثالثة..السيطرة..بطريقة (ناعمة). فهتلر جاء الى السلطة بانتخابات ديمقراطية، ولكن ما أن صار زعيما" للحزب القومي الأشتراكي الحاكم حتى اسرع بتثبيت اركان الحكم مكتسبا" قدرة كبيرة على التأثير في الناس تخوله أن يقرر ويسيطر ويوجّه ويكافيء ويعاقب و(يحيي ويميت!)..وكذا الحال مع عتاة الحكّام العرب.
اما حين يصل صاحب سطوة المنصب المرحلة الرابعة فأنه يتوجه نحو التخلّص من منافسيه السياسيين ووضع الموالين له في مناصب سلطويه ، وبناء آليه تمكّنه من بث الخوف والهيبة فيهم وفي الشعب بأكمله لدعم سطوته..ولها وصل صدام حسين.
أن مجساتنا، نحن السيكولوجيين، تلتقط اشارات من المشهد السياسي العراقي الحالي تفيد بوجود قادة سياسيين يبدون في ظاهرهم ديمقراطيين فيما تعمل بداخلهم نزعة السطوة. وكما أن الليل والنهار لايمكن أن يجتمعا، كذاك السطوة والديمقراطية. ولهذا يعيش هؤلاء حالة تناقض وجداني وسلوكي، لأنهم يحاولون جمع اتجاهين متعاكسين لابد أن يتغلب أحدهما: اما السطوة أو الديمقراطية. وما نخشاه أن هذا الصنف( وبعضهم عبر المرحلة الثانية) استمكن من مصادر السطوة الثلاثة الأخرى: سطوة الثروة، بحيازته القاعدة الذهبية ( من يملك الذهب هو القادر على وضع القواعد)، وسطوة الخبرة بامتلاكه دراية ومعلومات تكسبه التأثير في العامة، وسطوة العلاقات باكتسابه قبول أناس يمتلكون سطوة عشائرية،أو اجتماعية، أودينية، أوثقافية أيضا"..تنذر بخطر كبير على الناس والوطن..وعلى أنفسهم أيضا.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(111):جهاز السعادة
- سنة جديدة..للعراقيين!
- كتابات ساخرة: قيم الركاع من ديرة عفج
- قوى التغيير وفن الاقناع
- هل كان للموساد دور في مقتل الأميرة ديانا؟
- حملة:من اجل اغنية عراقية فيها ذوق ومتعة روحية
- حرب الفوضى- تحليل سيكوبولتك
- المرجعية والتغيير في انتخابات 2014
- ثقافة نفسية(99): العراقيون وسيكولوجيا اللوم
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان- جان دمو وسركون بولص ا ...
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان - جان دمو وسركون بولص ...
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان-جان دمو وسركون بولص ان ...
- ثقافة نفسية (89):انفلونزا الاكتئاب!
- محنة الابداع والمبدعين في العالم العربي(موجز ورقة)
- اهداء مخطوطة بيد الدكتور علي الوردي الى كلاويز
- المؤتمر العلمي العربي العاشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين(تقر ...
- ثورة الحسين ..دروس للحكام والشعوب
- العراقيون..اصعب خلق الله
- شيزوفرينا العقل السياسي- نظرية عراقية!
- معنى الحياة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)