عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 21:09
المحور:
الادب والفن
مثلُ مَوْقِدٍ بارِدِ اللون
كنتُ آملُ أن أُغلقَ على قلبينا بابَ البيتِ .. وأنْ لا نسمَعَ عن العراقِ أكثرَ مما يسمَعهُ عاشقانِ صغيرانِ من الأسكيمو .
وعندما تسألينَ من خلف النوافذِ ، المُضيئةُ بكِ ، عن ذلكَ الذي لمْ يحدُثْ لنا بعد .. سأقولُ لكِ : لاشيء . وسنخرجُ فقط .. لأصطيادِ الفَقْماتْ .
لكنّ تفاصيلَ العَيْشِ مُرّة . والأبناءُ يذهبونَ إلى كُلّياتِهِمْ ، كأنهُم ذاهبونَ إلى الحرب .
والبناتُ تزوّجْنَ ، وبدأنَ يَشرَبْنَ الحنينَ من ذاتِ الأناءِ القديم .
ولا أحَدَ يقبلُ الآنَ أنْ يتْركَنا وحيدَينِ .. ليُصادفَ وجهُكِ وَجهي .. فأقولُ لكِ من قلبي الذي يشبهُ الماء : ياربّةَ الروحِ .. إنّكِ سيّدةٌ جميلةٌ جدّاً .
وإنّني لم أغادرْ يوماً ذلكَ الطفلَ الذي أصبحَ عاشقاً على يديكِ .
وإنّني أحبُّكِ حُبّاً جِمّاً .
***
مثلُ مَوْقِدٍ بارِدِ اللون
تتركينَ رمادَكِ في يدي
وتأخذين حَطَبَ الدفءِ البليلِ ، في حُضْنِكِ الحُلْو
وتذهبينَ بعيداً .. لا أدري إلى أين .
وعندما تفوحُ رائحةُ فُقدانَكِ ، فوق سريري الفارغِ القلبْ
وتصبح النارُ رطبةً ، كحَبّةِ كستناءٍ تالفةْ
ألوذُ بما تبَقّى لي من رصيد الأسى
راسماً وجهكِ الباردِ الأخير ، على أصابع روحي
تلكَ التي كانتْ شفَتكِ الجاحدةُ
تلثُمَها .. إصبَعاً .. بعد إصبَعْ .
ومثلُ حِصانٍ قديمْ
يأتي فرسان ٌ جُدُدْ ، راكبينَ خَيْلَ النسيان
فترْبِطُني الحبيبةُ إلى عرَبةِ الوقتِ
وتوميء ُ لي قائلة ً :
وداعا ً ياسائِسَ الأمنياتْ .
وداعا ً يامَلِكَ الأحلامِ العَصِيّة .
وداعا ً يا أنبلَ عُشّاقي .
وداعا ً ياحبيبي الوحيد .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟