أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره














المزيد.....

الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 19:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جعفر المظفر
على المستوى الفني واليومي المباشر, الإرهاب يحارب الشيعة ( وهو يحارب العراق جميعا وليس الشيعة لوحدهم بكل تأكيد) من خلال ما يحدثه من (فعل) مدمر تتسبب به الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة.. هذا صحيح ومؤلم ومأساوي وجريمة مدانة مشينة..
لكن الفعل الأشد تدميرا ضد الشيعة هو ذلك الذي يكمن في طبيعة (رد الفعل) الذي يبديه أكثريتهم أو عامتهم في حمأة وقوفهم ضد الإرهاب, وبإشراف وتوجيه من القائمين عليهم والطامعين بهم من بين صفوفهم, والقائم على نكوص تاريخي وعودة مزرية للتعصب الأعمى والتمسك بالطائفية والغياب الكامل بطقوس الجلد الذاتي ومواكب اللطم والتطبير والحزن المرضي, ثم موالاة مجموعة من اللصوص والدجالين ومبايعتهم على التحكم برقابهم ورقاب بقية العراقيين وإغراق البلد بأزمات لن يفيق منها إلا وهو في قعر قعر الهاوية
ولا يحتاج الأمر إلى حكمة بليغة لمعرفة إن الحرب ضد الإرهاب تتكون من ركنين اساسيين, أولهما منع (فعل) الإرهاب اليومي المتوجه لإحداث الخسائر البشرية, أما الثاني, وهو الأهم فهو الذي يشترط ان يأتي (رد الفعل) على الإرهاب بالإتجاه الذي يبطل أضراره التاريخية على عقلية العراقي ووطنيته.
وإلا ما قيمة أن ننتصر على الإرهاب عسكريا أو فنيا ونخسر أنفسنا تاريخيا
أيها الشيعة.. لا تخدعوا أنفسكم ولا تدعوا الطائفيين الجهلة الأميين الفاسدين اللصوص يخدعونكم.
إن الإرهاب والطائفية والعنصرية والجهالة وسرقة أموال الشعب هي توائم سيامية ملتحمة من ناحية العقل والقلب والظمير والرئتين والكلى وجهاز الهضم وكل البقية من اجهزة الجسم الحيوية, لذلك يصعب فصلها عن بعضها البعض ولو بمشارط جراحية مقتدرة.
ولذا, ليس غريبا أن تكتشفوا أن العديد من الهجمات الإرهابية التي تمت ضدكم كان وراءها قوى مستفيدة من ردود أفعالكم الخاطئة, وليس فقط من خسائركم التي تنتج عن الفعل الإرهابي نفسه, فإن لم تكن هذه القوى ذاتها إرهابية مقنعة, فهي بأفضل حال ستكون مستفيدة بالنتيجة مما يحدث لكم من قتل وتدمير وذلك من واقع إستخدامها لرود أفعالكم على جرائم الإرهاب بإتجاه لا يخدم سوى أهدافها السياسية والإجتماعية المريضة ويؤدي إلى خسائر تاريخية كبيرة هي اكبر ضررا مما يحدث للفعل الإرهابي اليومي المباشر ضدكم.
فإن كان بوسع الفعل الإرهابي أن يقتل عشرة او عشرين منكم, فإن طبيعة (رد الفعل) بإتجاه خاطىء, كالذي تقومون به, والذي تغذيه دوائر الجهل والشر والخداع, إنما يحول ذلك الفعل إلى نوع من اسلحة الدمار الشامل الذي يخرجكم عصفه من مسيرة التاريخ ويجعلكم تعيشون على هامشه.
ايها الشيعة: ثوروا على أنفسكم وتخلصوا من طائفيتكم ومن جهلكم ومن إغراقكم بالعيش في ثقافة القبور, ليس من اجل غيركم, وإنما من اجل أنفسكم أنتم بداية, فالجهاد الأكبر هو الثورة على النفس, وسوف تكفل لكم ثورتكم نصرا تاريخيا على كل أعدائكم من التوائم السيامية, إرهابيين كانوا أم لصوص مخادعين.
وتذكروا دائما دائما أن النصر الحقيقي ليس ذلك الذي يتم على السنة وإنما ذلك الذي يتم بالسنة, اي ذلك الذي يفلح في جعل الطرفين طرفا عراقيا إنسانيا واحدا. وفي المساحة التي يجتمعان فيها فإن كثيرا من ثقافة الكراهية سوف تسقط قبلها.
أن الوصول إلى تحقيق نصر كهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال فكر إنساني نهضوي يبدأ من خلال رفض الإسلاموية السياسية التي تتيح لشلة الطائفيين المنتفعين أن يدقوا بينكم اسفين شر بينما هم يتقاسمون ما يحققه لهم جهلكم وتخلفكم وقتال بعضكم البعض لحسابهم وعلى حساب الوطن المشترك.
إن الإرهاب سيقتل منكم عشرة وعشرين, وربما ألفا وعشرة, وتلك خسارة باهضة بلا شك, لكنها خسارة محدودة بقيمتها العددية, أما نصر الإرهاب التاريخي عليكم فهو ذلك الذي يتحقق من خلال ردود أفعالكم المريضة التي ستكفل له إخراجكم من إنسانيتكم ومشروعية حقكم في وطن معافى ومستقبل سعيد.
وكذلك يفعل الطائفيون.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوز على داعش .. كرويا
- حوار بالأفكار وآخر بالحجارة
- سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش
- عن القاعدة والسنة وعن إيران والشيعة .. حوار هادئ في زمن عاصف
- حوار حول رجل إسمه عبدالجبار شنشل*.
- عامنا الجديد يبدأ في عرصات الهندية*
- في الربيع القادم سوف ألقاك خريفا
- الدبدوب والذبابة والطبيب والإرهاب
- في الحرب ضد الإرهاب
- كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش
- يوم بال القرد على جثة وحش ميت
- مانديلا العراقي
- ضبطتك بالجرم المشهود
- طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب
- المالكي.. حينما يكون طاقية إخفاء
- ومتى صار الوليد بن طلال ناطقا رسميا بإسم السنة
- بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب
- الناصر* وقضية التغيير في العراق
- العراق حينما يتحول إلى قدر هريسة
- أين هي عمامة البطاط من عمامة علي


المزيد.....




- بعدما نشر صورته بزي بابا الفاتيكان.. هكذا جاءات الانتقادات ل ...
- حقوق الاسير بين القيم الاسلامية والمنظومة الغربية
- خامنئي: لو توحد المسلمون لما ضاعت فلسطين ونزفَت غزة
- لوموند تحذر من المعايير المزدوجة حول الإسلام بفرنسا
- استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر الأقمار الصناعي لتسلي ...
- قائد الثورة: لو توحّدت الأمّة الاسلامية لما وقعت مأساة فلسطي ...
- هيئة الحج للحجاج: ابتعدوا عن الأفكار السياسية وتجنبوا الشعار ...
-  خامنئي: لو توحدت الأمة الإسلامية لما وقعت مآسي فلسطين وتعرض ...
- إيهود باراك يدعو لعصيان مدني لإسقاط نتنياهو
- إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإسقاط نتنياهو


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره