أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش















المزيد.....

كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش
جعفر المظفر
(1)
لا أحد منا على إستعداد لتبرير موقف التكفيريين والإرهابيين القتلة تحت أية ذريعة تمتد إلى مساؤى أو هوية النظام السياسي الحالي, وإن من الخطأ جدا مناقشة حالة وجود القاعدة على أساس وجود الأضداد النوعيين كالقول أن الزرقاوي لم يكن ليوجد لولا وجود الشيعي, وبن لا دن لم يكن ليقوم لولا وجود الإمامية, إذ أن تجارب هؤلاء على إمتداد العالم تؤكد على أنهم أعداء كل الإنسانية.
إن عالم الأموات والموت لا يحتاج إلى ثقافة جديدة لكي ينشأ, ولا إلى اضداد نوعيين لكي يقوم, فهنا في عمق ثقافتنا الإسلامية ثمة مستويات من الأفكار المقدسة التي قد تشجع على ذلك. ومع أنه لا يمكن نكران أن الدين الإسلامي وغيره من الأديان الأخرى مملوء بالتعاليم الأخلاقية والقيم السمحاء التي تغطي على هذه الخواصر الضعيفة, لكن هناك نسبة من المرضى السايكوباث قد يجدون قدرة تصريف جنونهم بطريقة تغلب الجزء على الكل, والحالة الخاصة على السياق.
(2)
لذا ليس من الحكمة أن نفهم ان القاعدة ما نشطت إلا في زمن المالكي, أو هي قد وجدت من أجله, وأن يكون هناك إفتراض بالمقابل أن ذهاب المالكي عن سدة الحكم سيتكفل بضمور حقيقي ومفاجئ لنشاطات القاعدة, فالقاعدة قائمة بذاتها ولذاتها, وهي عدوة للسني والشيعي على السواء, فإن أظهرت هدنة مع البعض في العراق, فذلك لفترة مضغوطة بظرف, وما أسرع ما ستقوم به بعد ذلك لكي تلتف على حليف اليوم عدو الأمس.
وإن لنا معهم تجربة في الأنبار, ففي البداية كان الحابل قد إختلط بالنابل نتيجة وجود قوات الإحتلال, غير أن الإشتباك سرعان ما إنفك سريعا لكي يؤكد على أن القاعدة لا تحارب من أجل تحرير العراق لأهله وإنما للإستيلاء عليه من أهله. كما وعجل من حقيقة الصدام أن كلا المجتمعين, الأنباري العراقي من جهة والقاعدي التكفيري من جهة أخرى يتحدثان بلغتين متضادتين. وأيضا فإن الصدام البنيوي والعقيدي والثقافي والإجتماعي لم يأتي بضغط من ضرورات التحالف مع المالكي وبموجب شروطه وإنما بفعل البنى والثقافات والأخلاقيات المتعارضة بين التكفيريين وبين عشائر الأنبار والبقية من أبناء المحافظة, الذين لم يقاتلوا القاعدة حبا بالمالكي أو الشيعة وإنما قاتلوهم حبا بأنفسهم وبطريقة حياتهم في وطن عراقي واحد متآخي ومشترك يضمن لهم كل ذلك.
(3)
في سوريا لم يكن المالكي هناك, كما أن الإدعاء بوجود حكم علوي يضطهد السنة هو أمر بحاجة إلى تدقيق, لأن شأن بشار وشأن صدام على صعيد نظرية الحكم هو واحد, ومسألة موقف الأخوان المسلمين منذ أحداث حماة في عهد الاسد الأب في بداية الثمانينات يوكد من جانبه أن الصدام كان بين نظام علماني وفكر إسلاموي, كما شأن ذلك الصدام الذي قام بين صدّام والحركات الإسلاموية في العراق, التي تغذت بقيام الحكم الإسلاموي في إيران بعد الإطاحة بالشاه. أما في مصر والجزائر, فالمالكي والشيعة لم يكونوا هناك, ومع ذلك فقد كان للتكفيريين نفس أفكار الموت التي تجعلهم يكرهون كل شيء يتحرك ما عدا سلاح الذبح وسلاح الشهوة الجنسية , ومن الأكيد أن هناك ملح كثير كان اضيف إلي طبق الصدام لمحاولة قصصقة الأجنحة السورية في لبنان وعلى الجبهة مع إسرائيل وحتى في الصراع مع منظمة التحرير الفلسطينية.
إذن لا بد من رأي واضح وصريح ونهائي.. القاعدة هي عدوة الجميع في العراق, سنة كانوا أم شيعة, عربا كانوا أم مسلمين, إيزيدين أم صابئة, عربا أو كوردا أو كلدوأشوريين, ومن قاعدتنا هذه يجب أن نشتق قواعد أخرى, فالمالكي هو مستهدف مثلما هو مستهدف اياد علاوي ومثلما هو مستهدف المطلك, وستكون تجارة بائرة لو أن أحد من هؤلاء إدعى أن القاعدة تستهدفه وتستثني غيره, وسيكون مخطئأ كثيرا لو إدعى بوجود غزل ولو خفيف بين عدوه القاعدة ومنافسه السياسي على الجهة الأخرى.
(4)
لكن هناك أمرا على غاية من الأهمية يجب أن نعيره كل إهتمامتنا, فإذ ليس بالنوابا وحدها ينتصر الإنسان, فإنَّ توفر سلامة النية في الموقف المعادي للقاعدة لا يكفي مطلقا كي يضمن لنا أن النصر في المعركة الشرسة التي تدور على الحدود بيننا وبين سوريا, والمرشحة نيرانها للإنتشار في اية لحظة, سيكون في متناول ايدينا. والوضع في العراق ملغوم كثيرا بسوء النوايا, وإننا سندخل إلى المعركة القادمة الشرسة مع القاعدة بكل ما لدينا من ضعف عدة. وسيكون من باب التعويم والتسطيح أن يلجأ المالكي إلى تعويم كل سيئات حكمه وكل أخطاء وكوارث سياساته البائسة التي أبقت العراق يعيش نظام أزمات بنيوية كأن النظام لا يجد غيرها كوسيلة للبقاء, وذلك من أجل التأكيد على أن القاعدة تستهدف الشيعة ونظام الحكم الحالي, وليس العراق كله بكل مقوماته وأمانيه.
إن المعركة القادمة سوف تكون على أشدها, والخسائر العراقية التي حدثت بالأمس والتي ذهب شهداء لها عدد من قادة الجيش العراقي الكبار يجب أن تنبهنا إلى حقيقة أننا في مواجهة عدو شرس مثلما نحن بحاجة إلى اكثر من الهتافات وروح الحماس والكراهية المنصبة على العدو لكي نربح معركة كهذه. وما لم نتدارك الأمر ويخرج المالكي من عنترياته التي ما قتلت ذبابة فقد لا يمضي وقت طويل حتى نفاجأ به وهو يطلب العون من ولده أحمد لقيادة معركة عجزت عساكره عن القيام بها
(5)
إن أمام المالكي دروس معركة السوريين مع الإرهاب. كل جيش الأسد المحترف بكل عدده وعدته وكل مؤسسات دولته العميقة لم تكن قادرة على القضاء على الأرهابيين الذين إستطاعوا أن يهيمنوا على أغلب الأراضي السورية التي تقع خارج هيمنة النظام, وإن أحد الأسباب التي ادت إلى ضعفه هو عدم إستجابته لإصلاحات الداخل والعزوف عن الإستجابة لمطاليب شعبه المشروعه والإستمرار بحكم الحديد والنار.
فماذا سيجري لنا لو أن المعركة زحفت علينا ونحن بحالة مزرية من التمزق والشحن الطائفي والتغييب الماضوي والفساد الخرافي وسقوط النماذج الأخلاقية والتبعية للخارج
إنها أيام سوداء قادمة لن يكون بالإمكان مجابهتها إلا بنوايا بيضاء وعقول صافية وقلوب متآخية
خلاف ذلك كأسك يا وطن
وباقي المشكلة سيكون حينما لا نجد كأسا نرفعه كما فعل بالأمس دريد لحام



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم بال القرد على جثة وحش ميت
- مانديلا العراقي
- ضبطتك بالجرم المشهود
- طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب
- المالكي.. حينما يكون طاقية إخفاء
- ومتى صار الوليد بن طلال ناطقا رسميا بإسم السنة
- بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب
- الناصر* وقضية التغيير في العراق
- العراق حينما يتحول إلى قدر هريسة
- أين هي عمامة البطاط من عمامة علي
- إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة
- وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز
- في زمن خيبات الأمل وادلهام العتمة .. عبدالحسين لعيبي وعمر ال ...
- في واشنطن.. أربعة أسئلة ليست بريئة في مواجهة المالكي
- يا لثارات الحسين .. معك يا عبدالحسين, نعم معك
- السيد أحمد الصافي ومفهوم التعايش السلمي بين العراقيين
- غزوة الخضراء .. نهاية سياسية وأخلاقية لنظام ينتظر نهايته الق ...
- وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-
- أحمد العلواني ..ذبَّاحا.


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مرعب لجدار غباري في القصيم وخبير يوضح سبب ا ...
- محكمة استئناف أمريكية تلغي حكما قضائيا حول إعادة موظفي -صوت ...
- رئيس كوبا يعتبر فرصة زيارة الساحة الحمراء في التاسع من مايو ...
- الشرطة البريطانية تعتقل 5 أشخاص بينهم 4 إيرانيين للاشتباه بت ...
- إعلام حوثي: القصف الأمريكي يعاود استهداف مديرية مجزر في محاف ...
- يديعوت أحرونوت: تقرير واشنطن بوست بشأن تنسيق نتنياهو مع والت ...
- الاحتلال ينسف المباني السكنية في رفح ويكثف قصف خان يونس
- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش