أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الناصر* وقضية التغيير في العراق














المزيد.....

الناصر* وقضية التغيير في العراق


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجودك في السليمانية يا أستاذي الناصر يمنحنا فرصة مجانية لوصف الحالة على الطبيعة.. أمامنا أكاديمي وطني مفكر (محروك قلبه) إضطر لمغادرة بغداد تحت تهديد السلاح, وهو يتكلم الآن من السليمانية التي يعيش فيها ويدرس في جامعتها علوم السياسة. لاأحد يقول أن الوضع في كردستان مثالي وأنت تؤكد على ذلك, إنما أنت تؤكد أيضا على أن الكوردي الذي ينتقد حكومته أو حتى يهاجمها يحب مدنه ويعشقها, لكن بالمقابل بدأ كثير من العرب العراقيين يمقتون ويكرهون حتى مدنهم وبلدهم, ولذلك صار حلم الكثيرين منهم الخروج من بلد يرون أنه بات ميئوسا من شفائه, في حين أنهم كانوا أقل الأقوام ميلا إلى الهجرة وأكثر الناس شعورا بالـ (هوم سِكْ) لو أن رحلتهم خارج بلدهم جاوزت الأسبوع .
بعيدا عن كل مظاهر التدمير التي جلبها هذا النظام لبلدنا فإن صورة كهذه تكشف وتلخص حقيقة عمق المأساة من خلال ما آلت إليه من نتائج مدمرة في مقدمتها هذا التفكيك للعلاقة الحميمية بين المواطن ووطنه. ثم أنت تأتي لتضع يدك على صورة أخرى تقدمنا من خلالها ونحن نعيش ونمارس إزدواجيتنا القاتلة: معرفة كاملة بفساد هذا النظام وعجزه, إضافة إلى البقية من مساوئه المهلكة, ومع ذلك فلقد إعتدنا في كل دورة إنتخابية على إعادة إنتاجه من جديد. مشهد كهذا هو في حقيقته يؤشر وظيفة تغيير ليس للشعب القدرة على إستعمالها, وهنا بيت الداء, فنحن كما أشرت لم نعد ننتظر الثورة بصيغها التقليدية السابقة لكي تكون وسيلة التغيير, لكن الظرف الحالي يمنحنا حق وقدرة التغيير بكلمة (لا).
ولا أشك لحظة أنك تدلنا بحق إلى الوسيلة الناجعة, لكن بالمقابل فأنا لا أشك أيضا أن قوى النظام ذاته هي في حالة إستنفار دائم لكي لا تجتمع كلمة الــ ( لا) وتبقى مشتتة وغير قادرة على أن تتفعل فتكون لها قدرة التغيير الحقيقية, والوسيلة كما هو معروف: الطائفية, ولهذا نرى المعركة وهي تدور بين طرفين, الأول يحاول أن يفعل كلمة الـ (لا), وهذا الطرف هو الأخيار من العراقيين, والثاني يحاول أن يعطل الـ (لا) وهذا الطرف هو الأشرار من العراقيين . لكن علينا ونحن نبسط صورة هذا الصراع أن ندرك أنه بمقدار ما عليه وصف السيئات من بساطة بمقدار ما هي صعوبة تغييرها بالمقابل.
وهذه هنا هي لب المشكلة, فمثلما هي حالة الصراع الحقيقية ملخصة بسطر, بين الـ (لا) كسلاح تغيير, وبين منع تفعليها كوسيلة تعطيل لهذا السلاح, , فإن هذا التلخيص والتبسيط هو ذاته الذي يفتح لنا الأبواب على الصورة الحقيقة المركبة والمعقدة للصراع التي تؤكد لنا على أنه في وقتنا الحالي لم يعد بسيطا, لذا فإن حله لم يعد سهلا, وكذلك هي مهمة التغيير, وهي تكشف لنا كم هي الطائفية بالمقابل قوية وقاتلة من خلال توصيف قدرتها على منع تحول التغيير من حالة مدركة في الوعي إلى حالة متحركة في الواقع.
في السابق كان التغيير يبدأ بإسقاط النظام, وكانت معركة اليوم الأول تتحقق على السطح من خلال قوة عسكرية تنجح في دك أسوار القصر, وفي نفس الوقت يتم الإستيلاء على الإذاعة حيث تجري إذاعة البيان الأول. أما الشعب فيبدأ بالتظاهر تأييدا لحركة الإنقلاب أو يلتزم داره وكأن الأمر لم يعد يعنيه بعد أن تحولت الحالة من صراع ضد السلطة إلى صراع عليها.
في هذه المرحلة فإن الأمر قد تغير جوهريا وبشكل عنيف ومعقد. على الرغم من حالة التبسيط على السطح التي تتحرك بين الـ (لا المفعلة) وبين الـ (لا المعطلة) فإن حالة التغيير في العمق قد تبدلت بشكل دراماتيكي, وإذ تراجع دور العسكر كثيرا من خلال غياب حقيقي لمؤسسة عسكرية وطنية ذات كيان تقليدي وتحولها إلى مجموعة موحدة من الميليشيات وإلى مؤسسة منتفعة من حالة الفساد والتدهور, وبالتالي راعية له ولنظامه, فإنه قد تم في نفس الوقت وبقوة إستدعاء ثقافة وأدوات تعطيل التغيير من خلال وضع الشعب ضد نفسه وليس ضد السلطة, وهكذا فقد بات على الشعب أولا أن يحارب نفسه بنفسه قبل أن ينتقل للحرب على أبواب القصر الجمهوري.
سابقا كان الشعب العراقي يثور ضد حالته الموضوعية, أما الآن فإن عليه ان يثور ضد حالته الذاتية, وهكذا فإن البساطة على السطح, في المعركة بين تفعيل الـ (لا) وبين تعطيلها, باتت تخفي صورة معقدة ومركبة, أي أن الذي يتصور الآن أن الطريق إلى التغيير هو بسيط لا يدرك في الحقيقة أن تفعيل الـ (لا) بات يتطلب أن يخرج الشعب أولا ضد نفسه قبل أن يتمكن على الخروج ضد السلطة, وبهذا فإن على التغيير أن يتخطى أسوار التاريخ بكل ما فيه من فرقة طائفية وعنصرية مدمرة حتى يتمكن من تخطي اسوار المنطقة الخضراء.
وعلينا أن ندرك أن أسوار المنطقة الخضراء ستسقط تلقائيا حينما يتمكن الشعب من إسقاط أسوار المنطقة الصفراء, أي المنطقة التي تتحرك فيها الطائفية لتمنع تفعيل كلمة الـ (لا).
بالحروف الكبيرة.. لقد صار على الشعب ان يثور على نفسه قبل أن يثور ضد حكامه, أما البيان الأول فيجب ان يكون بيانا ضد الطائفية.
وهذا يتطلب ثورة في العمق وليس إنقلابا على السطح.
وثورة على الذات قبل الثورة على السلطة.
ــــــــــــــــــــــــــ
*د. الناصر ثابت هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق حينما يتحول إلى قدر هريسة
- أين هي عمامة البطاط من عمامة علي
- إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة
- وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز
- في زمن خيبات الأمل وادلهام العتمة .. عبدالحسين لعيبي وعمر ال ...
- في واشنطن.. أربعة أسئلة ليست بريئة في مواجهة المالكي
- يا لثارات الحسين .. معك يا عبدالحسين, نعم معك
- السيد أحمد الصافي ومفهوم التعايش السلمي بين العراقيين
- غزوة الخضراء .. نهاية سياسية وأخلاقية لنظام ينتظر نهايته الق ...
- وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-
- أحمد العلواني ..ذبَّاحا.
- الكيميائي .. إعادة الحدث السوري إلى عالميته
- أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية
- خط أوباما الأحمر.. وما تحته
- مرة أخرى.. حول رفع صور الخميني وخامئني في الشوارع العراقية
- الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع
- قراءة في الموقف السعودي الداعم للثورة المصرية
- المسطرة والفرجال.. وقضايا الديمقراطية
- دروس من مصر.. صراع الهويات وصراع البرامج


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الناصر* وقضية التغيير في العراق