أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية














المزيد.....

أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية
جعفر المظفر
في عام 1998 (إضطر) الرئيس كلنتون لتوجيه ضربة تكتيكية عقابية محدودة لنظام صدام حسين تم من خلالها قصف مقر المخابرات العراقية في المنصور بأربعين صاروخا من نوع توما هوك, والغريب أن الحكومة العراقية كانت علمت بمكان الضربة وتاريخها قبل فترة من تنفيذها مما جعلها قادرة على أن تحظى بالوقت الكافي لنقل جميع منتسبيها إلى أماكن أخرى أهمها منطقة الخضراء في الكرخ من بغداد.
كيف علمت المخابرات العراقية بذلك, هناك إحتمال أن يكون الأمر قد تم من خلال تسريب متعمد من قبل الأمريكين أنفسهم, ربما عبر طرف ثالث.
وصف أحد الأصدقاء ما حدث كالتالي: الرئيس كلنتون لم يشأ في الحقيقة ضرب العراق وإنما ضرب الكويتين والجمهوريين على أرض عراقية, فالمعركة في أحد جوانبها كانت معركة خصوم ومنافسين. جلّ ما أراده من تلك الضربة إفشال الضغوط التي كانت تمارس عليه لشن حرب غير محدودة ضد نظام صدام بهدف إسقاطه,أولإظهاره في موقف العاجز أو المتردد عن مجابهة الأخطار التي تنال من هيبة أمريكا أو من أمنها القومي.
في عهد الديمقراطي كارتر تورطت أمريكا في واحدة من أهم القصص المثيرة للدهشة وقتها. كانت أزمة الرهائن الأمريكان الثمانية وخمسين التي إحتجزهم نظام الآيات بعد الثورة على الشاه, والتي إستمرت لأربعمائة وأربعين يوما, قد نالت من هيبة أمريكا بعد أن أظهرتها عاجزة عن إتخاذ خطوة جدية وحازمة حيالها, وأطلق الجمهوريون وقتها على الرئيس الديمقراطي كارتر لقب الجار الطيب للتأكيد على ضعفه في مواجهة التحديات الخارجية. وفي حركة بدت ممسرحة أرسل كارتر طائرة ملأى بالجنود لشن حملة خاطفة على السفارة الأمريكية في طهران لغرض إطلاق سراح الرهائن, وإنتهت تلك الحملة البائسة إلى سقوط الطائرة في صحراء طنس الإيرانية, أما الرهائن فظلوا في محبسهم فترة قاربت الأربعمائة وأربعين يوما.
بدورها حققت حادثة الرهائن مكاسب كبيرة للجمهوريين من جهة وللإيرانيين من جهة أخرى, أما الديمقراطيون فخرجوا من المعركة خاسرين كما وضاعت على مرشحهم كارتر فرصة التجديد لولاية ثانية لصالح المرشح الجمهوري ريغان الذي كان قد خاض معركته الإنتخابية بوعود إستعادة أمريكا لهيبتها ومكانتها القوية في العالم.
الإيرانيون كسبوا من جانبهم الكثير. تحت غطاء النفخ في المشاعر الثورية قامت منظومة الحكم الخمينية بتصفية أغلب خصومها وفي المقدمة منهم سياسيين وضباط جيش كانوا محسوبين على نظام الشاه. وترك لمحكمة خلخالي أن تسجل رقما قياسيا في إعدام المناوئين وتعليق المئات على أعمدة الكهرباء, أما المشككون فلم تفتهم الإشارة حول وجود تفاهم جمهوري أمريكي – خميني إيراني سري لإطالة أمد إحتجاز الرهائن لكي تهطل فوائدها على الجانبين.
فيما بعد ألغت الحرب العراقية الإيرانية من جهة وفوز الرئيس ريغان على الجار الطيب كارتر الحاجة إلى إستمرار إحتجاز الرهائن. الحرب مع العراق من جهة أعطت لنظام خميني فرصة جديدة لجعل البيت الإيراني خاليا من الخصوم. كذلك فعل صدام حسين الذي تكفلت له الحرب بإبعاد المؤسسة العسكرية, أم الإنقلابات, إلى خارج الحدود جيث ستتكفل بالقضاء على العسكر التقليديين.
على المستوى الأمريكي, الجمهوريون لم يعودوا بحاجة إلى تشغيل قضية الرهائن للتأكيد على ضعف خصومهم الديمقراطيين.. لقد أصبحوا على سدة الرئاسة مما سيجعلهم مطالبين بتنفيذ وعودهم بإستخدام القوة لإطلاق سراح الرهائن, اما الإيرانيون فلم يكن صعبا عليهم أن يدركوا أن الأمر أصبح (شكل تاني) فقاموا بانفسهم وبدون تردد بإطلاق سراح الرهائن.
غالبا ما تبدأ السياسة والحروب بقصص من هذا النوع (محاولة إغتيال رئيس امريكي, إحتجاز رهائن لدولة عظمى أو إستعمال كيمياوي لقتل الأبرياء) ثم تبدأ آلة السياسة بالدوران, والحرب لا تتجزأ عن السياسة بل هي سقفها, وحينما يبدأ التخطيط للحرب فإن القضية الأساسية تبدأ بالتراجع لصالح قضايا كانت بالأصل هي الأصل.
كلنتون الذي يستشيره أوباما في كثير من القضايا الهامة لا بد وأنه همس في أذن صديقه: ضع عينا على بشار والروس والإيرانيين, وأخرى على الجمهوريين وحزب الشاي, وثالثة على ساحة الحرب السورية حيث يقف المتطرفون في مقدمتها, ورابعة على إسرائيل ومصلحتها في الرد الأمريكي الموسع.
وأجزم أنهما راجعا بجدية موقعة قصف مبنى المخابرات العراقية نهاية التسعينات وقصة إحتجاز الرهائن نهاية السبعينات قبل أن يحددا سوية طريقة التصرف مع الكيمياوي السوري.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خط أوباما الأحمر.. وما تحته
- مرة أخرى.. حول رفع صور الخميني وخامئني في الشوارع العراقية
- الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع
- قراءة في الموقف السعودي الداعم للثورة المصرية
- المسطرة والفرجال.. وقضايا الديمقراطية
- دروس من مصر.. صراع الهويات وصراع البرامج
- الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة
- أخوان مصر.. نجاح في الفشل
- عوامل ساعدت الأخوان على الفوز في إنتخابات الرئاسة المصرية
- كيف صارت الخيانة مجرد إختلاف في وجهات النظر
- وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا
- المطبخ لا الطباخ يا دولة الرئيس
- عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب
- صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..
- موالاة مرسي.. خوف من الفتنة أم حرص على الشرعية
- المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية