أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جعفر المظفر - صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..














المزيد.....

صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4151 - 2013 / 7 / 12 - 22:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..
جعفر المظفر
هناك إشكاليات متعددة تجابهها قضية الديمقراطية في بلداننا, لكن المشكلة الأهم تتجلى في كون الديمقراطية باتت تمارس بواسطة قوى لا تؤمن بها ولا تتفق معها على المسلمات.
وليس الإخوان المسلمون وحدهم فرسانا في هذا المضمار, بل تشاركهم فيه أحزاب دينية وعلمانية تمارس الديمقراطية من ذات الموقع ومن ذات النوايا جاعلة قضية الديمقراطية تبدو مثل حصان طروادة وقضية صندوق الإنتخابات يبدو مثل قرآن معاوية.
وفي حين يحاول الأخوان في مصر أن يقدموا أنفسهم وكأنهم أكثر من غيرهم تمسكا بآليات الديمقراطية فإن وقوفهم أمام قضايا مثل الشرعية وقدسية صندوق الإنتخابات ومحاولتهم تصنيمه وإجتزاءه من النظام الشامل للمسألة الديمقراطية وتضخيم دوره على حساب تقزيم أو حتى إلغاء الأدوار الأخرى قد لا يمكن إعتباره سوى من باب كلام الحق الذي يراد به باطل.
وإذا كان القرآن نفسه قد تحول إلى كلام من هذا النوع يوم رفعه معاوية في معركة صفين, في واحدة من أكبر الخدع القتالية في التاريخ, فما الذي يمنع صندوق الإنتخابات أن يتحول هو أيضا إلى كلام من هذا النوع, أو أن يكون إستعماله طريقة نكوص عصرية إلى نظرية الحكم التي تقوم على (لن أنزع قميصا ألبسني الله إياه), وهو قول كان أطلقه الخليفة عثمان في مواجهة الثوار المتمردين عليه في واحدة من المشاهد التي إفتتحت عصر الفتنة الكبرى في الإسلام.
من المؤكد أن الإستهانة بصندوق الإنتخاب تتساوى وتضخيم دوره.
ومن المؤكد أيضا أن المشرعين الديمقراطيين حينما جعلوا للصندوق مكانته الرفيعة فإنهم لم يغفلوا حقيقة أن بإمكان هذه الصندوق أن يلعب دورا تخريبيا في ظل غياب الضوابط الأخرى القادرة على منع طغيان عامل على أخيه. ولذلك عملوا على تضمين الديمقراطية آليات من شأنها أن تحول دون أن يخرج هذا الصندوق عن طاعة الديمقراطية ذاتها أو أن يوضع خدمة الذات الطروادية.
وكان وفي مقدمة تلك الآليات حق اللجوء إلى الإستفتاء على الرئيس في حالة إذا ما تأكد عجزه أو فشله أو تلكئه عن إنجاز الوعود التي تضمنها برنامجه الإنتخابي. وأيضا حق طلب سحب الثقة منه أيضا إذا أفلح القائمون على الأمر بتجميع ما يكفي من الأصوات التي تفي بقانونية الطلب.
لقد حدث الأمر معنا نحن العراقيون إذ حينما طالبت هيئات عراقية بسحب الثقة عن المالكي فإن الرئيس وصحبه لم يترددوا ولم يتأخروا عن إعتبار أن الأمر ليس سوى عبارة عن مؤامرة دولية وإقليمية شارك في إنتاجها وإخراجها حمد وموزة.
وفيما يخص العلاقة بالديمقراطية على الأقل فإن الأخوان في مصر والدعوة في العراق كلاهما رضعا من ثدي واحد.
وقد ينجح الإستفتاء أو طلب سحب الثقة أو لا ينجحا, لكن سيكون واجبا إحترامهما كآليات ديمقراطية مشروعة في الحالتين. ففي أمريكا مثلا وفي منتصف السبعينات من القرن الماضي تم سحب الثقة من الرئيس نيكسون نتيجة دوره في عملية التنصت على الحزب الديمقراطي في القضية التي عرفت بقضية ووترجيت رغم أنه كان أتى من خلال صندوق الإنتخابات, أما ديغول فرنسا فلم يتردد عن التخلي عن الحكم حال ظهور تنائج الإستفتاء على المشروع الذي قدمه للتعامل مع مطالب الحركة الثائرة على برنامجه التعليمي.
من المؤكد أن هناك ثمة فوارق هائلة بيننا وبين الغرب تجعلنا مختلفين كثيرا على مستويات عديدة, لكن هذه الفوارق لن تجعلنا مختلفين على تعريف الأساسيات ومنها دور صندوق الإنتحابات وموقعه كآلية داخل منظومة آليات تعمل الواحدة منها على مساعدة وضبط الآخرى.
وبتغييب هذه الآليات, أو بتضخيم آلية على حساب آخرى ليس من الصعوبة ابدا أن تتحول الديمقراطية إلى حصان طروادة, أو أن يتحول صندوق الإنتخابات إلى قرآن معاوية, والحُكْم إلى قميص يلبسه الحاكم بأمر من الله.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موالاة مرسي.. خوف من الفتنة أم حرص على الشرعية
- المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي
- الشاطر حسن والرقص مع الذئاب
- نصف الحل ونصفه الآخر
- بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جعفر المظفر - صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..