أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخطأ الأخلاقي*














المزيد.....

حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخطأ الأخلاقي*


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 19:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخطأ الأخلاقي*
جعفر المظفر.
يقولون أن هناك ثمة مساحة شاسعة تفصل ما بين الأخلاق والسياسة, والبحث عن الأولى في الثانية هي كالبحث عن إبرة في كومة قش. أما الحقيقة فهي اشبه بتشكيل هرمي لا يمكن الإلمام بها ما لم تضع على عينيك نظارة ثلاثية الأبعاد تساعدك لرؤية جميع جوانب الهرم في ذات اللحظة.
لنرى ما قد يعتقد به حزب الله بداية..
حزب الله يجزم بأنه لم يدخل إلى ساحة القتال إلا بعد ان ترجحت كفة الإسلامويين المتطرفين الذين صاروا يشغلون مساحة كبيرة في جغرافية الثورة السورية, وبما صار يهدد أمنه أيضا, ولذلك فهو يرى أن موقفه هذا يجب أن يدرج في خانة الدفاع عن أمنه الذاتي قبل ان يدرج في خانة الدفاع عن الشريك الإستراتيجي المتمثل بالنظام السوري.
ندري أن الساحة السورية قد باتت ساحة صراع مركب, وطني وإقليمي ودولي, وثمة هناك من يقول إن الإسلاميين المتطرفين باتوا يهيمنون على ساحة الفعل والقرار للثورة السورية مما يجعل القرار السياسي القاضي بالتدخل إلى جانب النظام واقع حال مفسر بضغط الضرورة.. وقد يكون من السهولة أن نقبل ذلك سياسيا, ولكن حينما يكون هناك تصادم وخصومة بين الموقف السياسي والموقف الأخلاقي إلى حد الإلغاء فإن إمتناعنا عن الفعل السياسي الذي يتقاطع مع عقيدتنا الأخلاقية يصبح ضروريا, ولكي لا نخرج منتصرين في السياسة وخاسرين في الأخلاق.
إن كل الكلام حول حقيقة أن الصراع على الساحة السورية هو صراع مركب وتتداخل فيه المصالح الدولية والإقليمية والوطنية, وكل الكلام أيضا عن الخوف المشروع من تصاعد نفوذ الإسلاميين المتطرفين, وكل الكلام عن مشروعية تخوف هذا الحزب أو النظام المجاور من تداعيات إنهيار نظام بشار لا يلغي واقعة أن الحقيقة الأخلاقية على الساحة السورية هي تلك التي تتحرك في مساحة تأييد الثورة السورية ضد بشار لا في أية مساحة غيرها, وإن بقية الحقائق يجب أن تترتب على ضوء الإعتراف بأسبقية هذه الحقيقة ومشروعيتها على كل الحقائق الأخرى. ولن يلغي هذا واقع أن الثورة السورية بدأ يرهقها تصاعد نفوذ التكفيريين, إذ أن هناك قوى محلية ودولية بدأت تأخذ ذلك بنظر الإعتبار, لكن ذلك, وإن دفعها لترتيب أمنياتها أو مساعداتها بشكل يحد من نفوذ التكفيريين إلا أنه لم يوجب عليها أن تقف إلى جانب بشار ضد الشعب السوري الثائر, فإن حدث ذلك فقد يكون له تفسيرا سياسيا خاليا من اي تفسير أخلاقي إلا بما يناقضه.
أما التغني بقصة أن الدفاع عن نظام الأسد هو دفاع عن نظام الممانعة فهي مسألة لم تعد مجدية. ولسنا الآن في وارد مناقشة موقف النظام الحقيقي من إسرائيل, فحتى لو تأكد لنا أن النظام على مرمى حجر من تحرير القدس فإن ذلك لن يعطيه حق إضطهاد شعبه.
والمشكلة الحقيقية أننا مع حزب الله لسنا بمواجهة حزب سياسي مطلق اليدين من قيود الإنتماء الديني والمذهبي, وبالتالي فهو ليس حرا بتصريف أخلاقياته سياسيا كما تفعل تلك الأحزاب, فهو أولا حزب (الله !) وليس حزب بيار جميل أو سعد الحريري أو جنبلاط, وهو ثانيا ممثلا لطائفة تقول أنها تتمسك بسيرة علي بن أبي طالب وليس بسيرة معلوية بن أبي سفيان. فأين الله إذن, وعلي بن أبي طالب, من حزب يقف إلى جانب الظالم ضد المظلوم.
ربما يكون حزب الله قد إتخذ الخطوة السياسية الصحيحة ولكنه بكل تأكيد إتخذ الخطوة الأخلاقية الخطأ.. والكارثة تتضخم حينما يكون هناك حزبا دينيا إسلامويا يتصرف بهذا المنحى فلا يعود تصرفه ذاك بغير الوبال على دينه, وطائفته, ووطنه, وعليه أيضا.
ـــــــــــــــــــ
*في مقالتي السابقة كنت تحدثت عن وحدة الموقف السياسي لحزب الله بما أعطى إنطباعا خاطئا لدى بعض الأخوة وكأنني بدأت أميل, وحتى أساند موقف حزب الله على الساحة السورية, وذلك ليس صحيحا بالمرة, وإنما جاء الشرح أولا من باب توصيف الحالة, بما يعتقده حزب الله ومناصريه, وليس من باب تقييمها بما أعتقد به, وجاء ثانيا من من باب المقارنة بين موقف حزب الله وموقف نظام المالكي. وحيث يبدو موقف الأول متماسكا سياسيا فإن موقف الثاني محشوا بالتناقض والإزدواجية التي تجعله متناقضا مع نفسه.
ومع كل ما يمكن أن يكون هناك من آراء أخرى, قد يكون مصدرها سوء الفهم, والذي قد يكون تأسس على عدم كفاية التوضيح, فإن مقالتي هذه تجِّبُ ما قد يكون إختلط سابقا, وهذا يتكامل مع إستعدادي للتراجع عن اي خطأ حال إكتشافه من خلال حوار متمدن.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي
- الشاطر حسن والرقص مع الذئاب
- نصف الحل ونصفه الآخر
- بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.


المزيد.....




- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
- مقتل مواطنين عراقيين في تركيا.. وتحرك عاجل للسلطات
- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخطأ الأخلاقي*