أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة














المزيد.....

الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
جعفر المظفر
ما هو الفرق بين الأخلاق والسياسة.
لنأخذ سوريا على سبيل المثال
الأخلاق هي أن ترفض حكم الأسد لأنه حكم قمعي دكتاتوري جائر
والسياسة هي أن تقبل بإستمراره لأن زواله قد يؤدي إلى أخطار جسيمة منها التقسيم وهيمنة القوى التكفيرية والطائفية التي يمكن لتأثيراتها أن تمتد بسهولة إلى دول الجوار وبخاصة العراق...
والعلة كما أراها ليست في عُقَد العلاقة بين الأخلاق والسياسة ولا في حالة الإختيار القسري الذي قد يوجب تفضيل السيئ على الأسوأ. العلة تكمن في تحديد من له الحق في التعامل مع هذه المعادلة من دون أن ينطبق عليه قول أبو الأسود الدؤلي.. لا تنهى عن خلق وتاتي مثله.
لو كان هناك فقه سياسي وطني يحكم الساحات المجاورة لسوريا لأمكن الدخول على القضايا الإقليمية بشكل سليم ومعقول ولأمكن عندها تصريف العلاقة مع سوريا, نظاما أو ثورة, بما يحقق التوازن المطلوب ما بين الأخلاق والسياسة. غير أن الفقه الإقليمي سيجير القضية الوطنية لصالحه بدلا من العكس, وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة لإرتباك الخطاب السياسي العراقي ولإزدواجتيه وتناقضه القَدَري الصارخ.
لنعترف أن العراق ليس وحده الآن في ساحة هذه المعادلة المقلوبة. قبله لم يتردد السعوديون في الزج بقواتهم المسلحة في المعارك التي دارت بين قوات السلال وقوات الأمير بدر في الستينات من القرن الماضي ولصالح هذا الأخير, وهي أيضا لم تتردد عن إرسال قواتها لنجدة نظام البحرين ضد الشعب الثائر هناك. وبالمقارنة بين موقفها من نظام البحرين مع موقفها ضد نظام الأسد فإن التناقض بين الموقف الأخلاقي والسياسي هو واضح جدا..
حزب الله من ناحيته لم ينكر علاقته المتداخلة مع إيران, والمسألة من الناحيتين الأخلاقية والسياسية تبدو مع موقف هذا الحزب من المعركة في سوريا متوازنة جدا, فهناك التناغم العقائدي مع إيران أولا, ثم هناك التحالف السياسي الإستراتيجي مع سوريا الذي يتعرض إلى أخطار سوف تصيب حزب الله بمقتل أكيد حين تعرض النظام السوري للإنهيار, وهذا الحزب لم يدخل إلى الساحة السورية لوحده, فقد سبقته إلى ذلك حركات إسلاموية ألقت بثقلها لصالح الثورة على نظام الأسد, كما أن القاعدة, وهي تنظيم إسلاموي وهابي تكفيري كان تأسس على يد سعوديين, ومدعوما من قبل تيارات (سنية) سلفية, قد سبقه كثيرا في تأجيج المواجهات ذات الطابع الإقليمي والدولي. وفي سنوات الإحتلال الأمريكي للعراق حظي هذا التنظيم الإرهابي بدعم كبير من قبل المناطق الغربية من العراق قبل أن يدخل عامل التناقض الإجتماعي بين الطرفين ليدق بينهما إسفينا.
وهناك بيننا وبين حزب الله إختلافات أكيدة تبدأ من تناقضنا مع طبيعة فقهه الإسلاموي السياسي وما تتأسس عليه من تناقضات تتقاطع مع مفهوم الدولة الوطنية ومع مقومات النهضة والتقدم, غير أن الإقتراب السياسي والأخلاقي من تحديات الساحة الإقليمية تجعل توجه حزب الله متوقعا ومفهوما لأن المرحلة بالنسبة له تجاوزت بكثير مسألة الحرص على الدولة اللبنانية وتوازناتها المُهّدئة في مراحل سابقة إلى مرحلة الإلتحاق بتحالفات إقليمية باتت المواجهات بينها حاسمة.
نختلف دون شك مع حزب الله على صعيد تجاوزه لخصوصيات الحالة الوطنية اللبنانية, لكن حزب الله لم يأتي يتأسس بمعزل عن طبيعة الدولة اللبنانبة المقسمة طائفيا قبل أن يتأسس, والمدعومة أحزابها وقواها من قبل قوى إقليمية ودولية كانت وما زالت لها اليد الطولى في لبنان, وهذا لا يدخل من باب الدفاع عن حزب الله وإنما هو يدخل من باب توصيف المشهد على حقيقته وتأشير مكامن الخلل الحقيقية التي تجعل وجود أحزاب طائفية ودينوية مسألة مشروعة.
من ناحية أخرى فإن التمترسات الإقليمية العابرة للحدود الوطنية ليست خاصة بحزب الله وحده. حزب البعث في العراق فتح عدة مرات أبواب التطوع للقتال على الساحة اللبنانية أثناء إحتدام المواجهات الداخالية ولمواجهة نفوذ النظام السوري, والشيوعيون أيضا كانت لهم مساهماته الأممية على صعيد ساحات متفرقة والمتأسسة على فقههم الأممي. والخطأ هنا لا يكمن في توزيع الإدانات ضد هذا الطرف أو ذاك وإنما يكمن في عدم الذهاب إلى الأسباب التي أدت إلى النتائج على السطح, وفي المقدمة منها تقديم الأممي أو الإقليمي على الوطني.
مع النظام العراقي الحالي الأمر مختلف. الإرتباك في معادلة الأخلاقي والسياسي خلقتها إزدواجية أخلاقية تأسست على خصومة معايير لا وجود لها في حالة حزب الله. فالنظام السوري هو قرين لأخيه النظام العراقي الصدامي. الخطاب الأخلاقي المفترض الذي يفسر وجود هذه النوعية من الأحزاب العراقية على رأس السلطة, كونها قارعت دكتاتورية النظام السابق وقمعيته, هذا الخطاب فشل فشلا ذريعا في الموقف من بشار بسبب أن هذه الأحزاب صارت اليوم وكأنها تساند (صدام سوريا) بعد أن ثارت على (صدام العراق), وكل ذلك حدث ويحدث في مساحة زمنية وجغرافية ضيقه مما يجعل التناقض في الموقف الأخلاقي هو سيد المشهد, وهو تناقض يبدو أن الخروج من مأزقه وتداعياته قد صار مستحيلا إن لم يعاد ترتيب العلاقة ما بين الوطني والإقليمي والدولي بحيث يكون الثاني والثالث في خدمة الأول, وليس العكس كما هو حاصل الآن.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي
- الشاطر حسن والرقص مع الذئاب
- نصف الحل ونصفه الآخر
- بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة