أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع















المزيد.....

الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا اشك لحظة واحدة أن القاعدة تستهدف بجرائمها الجميع.. جريمتها في نيويورك التي إستهدفت ضحايا أبرياء, والتي فتحت على العراق وعلى أفغانستان باب الجحيم بعد ذلك, لم تكن موجهة ضد الشيعة. والتكفيريون كانت لهم صولاتهم في أكثر من بلد عربي, ولنتذكر جيدا ما حدث في الجزائر وما يحدث في سيناء مصر واليم. وبالأصل فإن فكرهم التدميري كان إستهدفت السنة قبل الشيعة,والمسلمين قبل المسيحين, وبالنسبة إلى قواعدهم النابعة من أساسيات الفكر الوهابي التكفيري فإن جميع البشر ذاهبون إلى الجحيم ما عدا فرقتهم الناجية !. في العراق هناك ثمة خصوصية تمهد وتفرش الأرض الخصبة لهؤلاء القتلة, ولست أتردد ولو لحظة عن التأكيد على أن الحكم الطائفي يهيأ بدوره الأرض الخصبة للنزاعات الطائفية التي تستثمرها القاعدة من أجل توسيع رقعة تأثيرها وحواضنها..
في الشريط الذي يستعرض جريمة قتل سواق الشاحنات على طريق الرمادي السريع ظهر واضحا من خلال حوار القاتل مع ضحاياه أنهم يبحثون عن هوية الشخص فإن كان شيعيا أو علويا قتلوه, وكانت القصة هذه قد حدثت في كثير من مواقع القادة الإجرامية ضد العراقيين, لكن كان واضحا بعد ذلك أن القاعدة لا تقتل الشيعة حبا بالسنة, إذ أن فقههم يكفر الإثنين معا, وإنما حبا في إثارة الفرقة بينهما كطريق إلى حرب أهلية تدمر العراق وتجعله مهيأ لأن يكون جزء من دولة إسلامية عقيمة, وقد رأينا بعد ذلك كيف ثار (السنة) ضد القاعدة وحاربوها في جميع مدنهم العراقية, وكيف عادت القاعدة لتشمل السنة ببركات قنابلها وأحزمتها الناسفة في مدن العراق (السنية). أما السبب فقد كان واضحا, فالقاعدة تكفر الجميع لكنها في العراق ولخصوصية تكوينه المذهبي ولوجود النظام الطائفي فسيكون أسهل لها حتما أن تتمدد أو تتوسع من خلال العزف على الوتر الطائفي نفسه. معنى ذلك أن بقاء الطائفية وتفعيلها يساهم من جهته ليس بتفعيل فرص القاعدة في كسب منضوين جدد لها وإنما وبسبب الفساد واللاإنتماء الوطني وتردي المنظومة الأخلاقية للمجتمع فإن كثيرين من أصحاب النفوس المخربة سيكونوا مستعدين للتعاون مع القاعدة من أجل المال وما شاكله من مغريات, أو بسبب من أحقاد وثارات طائفية متراكمة. .
لقد رأينا عدد السيارات والأشخاص الذين شاركوا في الجريمة, قد يكشف هذا عن أن القاعدة باتت تتحرك بحرية أكثر لا لأن حواضنها الطائفية باتت تساعدها على التوسع والإنتشار وحرية الحركة, وإنما سيكشف لنا ذلك في الوقت عينه عن حالة لا بد وأنها غريبة فعلا, فالنظام العراقي بقيادة المالكي المسؤول عن الملف الأمني, وبعد كل هذه الأموال العظيمة التي صرفت على شؤون هذا الملف ما يزال عاجزا عن مراقبة تحركات القاعدة على هذا الطريق الذي بات الآن ممرا قد تنتقل من خلاله الحرب السورية إلى العراق, والقاعدة والنصرة ودولة العراقي واشام الإسلامية جاهزة لكي تكون واسطة النقل. هذا إذن طريق إستراتيجي وكل جزء منه يجب أن يراقب بقوة فإذا ما عدنا إلى الشريط فسوف نشاهد فيه رتلا من سيارات المسلحة ومقاتلي القاعدة يصولون ويجولون ويقطعون الطريق ثم يوقفون ثلاثة شاحنات كبيرة قد يراها الإنسان من مسافات بعيدة. ولا أريد هنا أن أدخل إلى هذه الموضوعة من خلال نظرية المؤامرة, لكن هناك ثمة من سيشكك بوجود لعبة ما في ذلك الشريط, أما أنا فسأكتفي بإعادة طرح نفس السؤال, أليس من واجبات الحكومة مراقبة ذلك الطريق خاصة وهي متحالفة مع أمريكا التي بإمكانها تزويدها بمنظومة من طائرات المراقبة ولو من دون طيار من تلك التي تستعملها للعثور على أفراد من القاعدة في جبال اليمن ثم القضاء عليهم. نحن نعرف أن ليس من السهولة المناورة على ذلك الطريق من قبل جيش بعشرين سيارة وبعشرات المقاتلين, وأمام كل هذا الذي حدث سوف أقول لعن الله نظرية المؤامرة التي قد تدفعني إلى كلام لن يعجب بطبيعة الحال أولئك الذين ما زال في قلوبهم مرض لكنهم يدعون بأنهم لا علاقة لهم بالطائفية.
من ناحية أخرى لنتحدث عن سجن أبي غريب. الحكم الطائفي بكل فساده أنتج مهزلة سجن أبو غريب قبل أن تقوم القاعدة بتنفيذها على الأرض .. وإن أنت بحثت عن الفساد الذي وفر لتلك العملية فرص النجاح فإنك ستجده في الطائفية.. الحرب ضد القاعدة يجب أن تبدأ بإصلاح الوضع الداخلي, بالتخلي عن الطائفية كنظرية سلطة.. من هنا تبدأ وقفتنا ضد الطائفية.. أنا لست مع من قال لي أن علينا في حربنا ضد القاعدة أن نقف مع السلطة مهما كانت فاجرة أو عاهرة وجاء بمثال تاريخي يقول أن ماوتسي تونغ الذي كان يحارب سلطة تشان كاي شيك في الصين إستدار لكي يحارب معه حينما أرادت اليابان غزو الصين. وسبب ذلك بسيط, فالحرب هنا إختلفت, فهي لا تدور بين دولة وأخرى وإنما هي تعبر عن نفسها من خلال المشهد الإجتماعي والسياسي الداخلي, ولذا فإن علينا أن نؤشر كل حالة ضعف تساعد التكفيريين على أن يجدوا مواقع ومواقف وأفكار تساعدهم على التسلل والتغلل في عمق العلاقات الإجتماعية العراقية والإنتشار من خلال المفسدة التي اشاعها حكام المنطقة الخضراء إلى مشاهد ذات تأثير عميق على قضية الأمن العراقي, وبدون أدنى شك تأتي الطائفية والتفكك السياسي الذي تنتجه والفساد الذي تؤسس له في مقدمة العوامل التي تساعد القاعدة على العبث بمقدرات البلد. وإن كل من يهمل هذه الحقيقة فهو طائفي باطني, أو طائفي وإن لم ينتمي, او جاهل لا يستطيع تقدير الأمور ووزنها..
إن الوقوف ضد القاعدة يبدأ من هنا بالضبط, من بناء حكم وطني مشترك يجعل الجميع رافضين للقاعدة ومقاتلين لها, الطائفية تعني فساد والفساد يعني ضياع الولاء والإنتماء وتشجيع الإرهاب.. هذا ما أفهمه وما أؤمن به. وبكل تأكيد أنا لن أساوي بين القاعدة وغيرها من ناحية حجم الجريمة وبشاعتها, ولا اظنني عقدت مقارنة بهذا الإتجاه, ولم تكن هذه نيتي أساسا, بل أن إحدى غاياتي من مداخلتي حول شريط الجريمة على الخط السريع هي التنبيه إلى أن الحد من جرائم القاعدة يتطلب حلولا سياسية تبدأ من نبذ الطائفية التي تشكل حاضنة لنمو وتصاعد وإنتشار الحركات المتطرفة, وكان هدفي أيضا أن لا يستعمل الشريط بإتجاه خاطئ يستهدف تجييش المشاعر الطائفية, لذا كانت نصيحتي أن التعامل مع الموقف يجب أن يراعي هذه المسألة بالذات. وسيكون من حقي الذهاب عندها لنظرية المؤامرة لتفسير إنتشار الشريط من قبل مجاميع لا تعلق عليه بما يحول بينه وبين أن يكون وسيلة لتنشيط وتفعيل الغاية الطائفية.
إن القاعدة هي مجرمة بحق الجميع, شيعة وسنة وأكراد ومسيحيين وصابئة مع أني اقدر أن ذلك لا يتعارض مع واجب التأكيد على أن الطائفية تعمل لصالح الإرهاب وتغذيه بأشكال متعددة, بل إنني أعتقد أن الحكم الطائفي هو اشد ضررا من القاعدة نفسها لأن الطائفية تهدم وطن وتمزق شعب وتنهي مجتمع وتشيع الجهالة والفساد, وهي من بين نتائجها أن تجعل الأرض مفروشة لنمو القاعدة. وبوجود حكم وطني لاطائفي فإن كثيرا من هذه الظواهر الإجرامية تبدأ بالتراجع ويكون القضاء على القاعدة أو الحد من تأثيرها أبسط.. وهذا ما أومن به عن حق ولا أجادل عليه..
أخيرا أعيد قولي.. الطائفية لم تؤسس للقاعدة لكنها تيسر لها طريق الوصول إلى أهدافها, والحرب ضد القاعدة لا يتم من خلال العسكر فقط وإنما بداية من خلال بناء مجتمع وطني لا مكان للطائفية فيه.
إن الأمن ليس مركز شرطة وعدة وعدد ونقاط تفتيش, فهذه أدوات وآليات لحراسة الحالة الأمنية والتي هي حالة سياسية وإقتصادية وثقافية قبل كل شيء, وما لم يتم العمل من أجل بناء هذه الحالة الأمنية فإن الحديث عن خلل أجهزة التفتيش عن المتفجرات والإيحاء بأن قصورها هو السبب في عدم الكشف عن السيارات المفخخة سيكون دون أدنى شك حديثا مضللا أو جاهلا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الموقف السعودي الداعم للثورة المصرية
- المسطرة والفرجال.. وقضايا الديمقراطية
- دروس من مصر.. صراع الهويات وصراع البرامج
- الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة
- أخوان مصر.. نجاح في الفشل
- عوامل ساعدت الأخوان على الفوز في إنتخابات الرئاسة المصرية
- كيف صارت الخيانة مجرد إختلاف في وجهات النظر
- وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا
- المطبخ لا الطباخ يا دولة الرئيس
- عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب
- صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..
- موالاة مرسي.. خوف من الفتنة أم حرص على الشرعية
- المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي
- الشاطر حسن والرقص مع الذئاب
- نصف الحل ونصفه الآخر


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع