أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أين هي عمامة البطاط من عمامة علي














المزيد.....

أين هي عمامة البطاط من عمامة علي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خلافا لكل الذين تصدوا للبطاط, لوما وتقريعا وإحتجاجا أو شتيمة, فأنا أتقدم له بالشكر والإمتنان, معترفا له بفضل, أنه, وعلى خلاف كل عتاة الإسلام المذهبي السياسي, قد جاهر بالحقيقة ولم يكذب, وأعلن عن ما في قلبه وعقله تماما, ولم يترك للسانه أن يفلتر كلماته, وأن يخرجها للعلن في ثوب هو غير ذلك الذي تخفيه روحه المنذورة لفقه, يوم فُعِّلَ سياسيا, فقد صارت له أخطار مباشرة كبيرة على العراقيين بشكل عام, وعلى الشيعة منهم بشكل خاص. لقد جعلهم ذلك سائرين على طريق يلحق الضرر بأوطانهم المستقلة, ويساهم بالنهاية في تمزيق العراق. والنتيجة هي تشكيل كيان ضعيف ستضعه إيران تحت عباءتها وعمامتها مما سيجعل الكثيرين من الشيعة ذاتهم يدركون بعد فوات الأوان قيمة الخطأ الذي وقعوا فيه, وحينها سيكون الإنتماء المذهبي أحد أهم المواضيع التي تستهدفها سلبا عملية الرجوع إلى الحرية.
ولعل إمتناني لواثق البطاط يأتى من واقع أن الرجل قد وفرعلينا الكثير من الوقت, والعظيم من الجهد, بعد أن أثبت صحة ما نقوله حول الفقه السياسي الإسلاموي, شيعيا كان أم سنيا, حينما أعلن بصراحة تامة, وبدون لف ولا دوران عما يجول في صدور عتاة الإسلامويين السياسيين الطائفيين من الشيعة يوم ان قال (أن قتلى الإيرانيين في الحرب العراقية الإيرانية سيدخلون الجنة, وأما قتلى العراقيين فسيدخلون النار).
السيد البطاط, الذي يضع على رأسه عمامة سوداء كدليل, ليس على كونه رجل دين شيعي فحسب, وإنما أيضا على إنتمائه السلالي لعلي بن أبي طالب, يضع نفسه, كما هو شأن الكثيرين ممن هم شاكلته,على طريق هو بالضد ممن يدعي أنه سليل له, ربما لدراية أو لجهل مدمر.
في معركة الجمل ذهب الإمام علي بعد إنفضاض غبارها ليبحث عن جثمان الصحابي طلحة بن عبيدالله بين صفوف الجيش المنهزم, وقد فوجئ الجند به وهو يجلس عند طلحة ماسحا الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه قائلا: ليتني مت قبل هذا اليوم..ثم صلى على الجثمان مختنقا بدموعه.
وفي معركة صفين سأل جندي إمامه بن أبي طالب عن القتلى من جيش معاوية وما هو حسابهم في رأيه عند الله فأجاب دون تردد, كل من حارب منهم بصفاء نية معتقدا انه يقاتل في سبيل الحق فهو شهيد, سواء كان من جيشي أو من جيش معاوية. وأجزم أن رب بن أبي طالب لا يحاسب البسطاء بل يحاسب القادة الذين يدفعونهم إلى الموقف الخطأ. كذلك علينا أن نفعل ما دمنا نعتقد أن لنا صلة برب علي بن ابي طالب.
وقلت, لقد إختصر البطاط علينا الطريق مؤكدا لنا أن العمامة التي يضعها على رأسه لا صلة لها بعمامة بن أبي طالب, فإن كان قريبا بالدم فهو ليس قريبا بالعمامة, كذلك كان أبي لهب. والعمامة ذاتها ليست قطعة من القماش يلفها الرجل على رأسه لكي يصبح إماما. إنها عمامة, بالرأس التي تلبسها, وليست باليد التي تلفها, فإن لم يكن الرأس الذي يضعها صاحبة عقل وأخلاق, فهي لن تبقى عمامة وإنما تتحول إلى غمامة.
ومثل ذلك فإني كنت قد أثنيت بداية على شجاعة البطاط يوم قال بما يؤمن به صراحة, وخلاف كل أؤلئك الذين يحاولون الإلتفاف والتدليس, ولا يكون لسانهم ناطقا عن ما في قلوبهم, أو تراهم صامتين, لا يعرفون ما يقولونه حينما يتداخل عندهم الحق والباطل.
لكن شجاعة البطاط تبقى مجردة, فإن هي إرتبطت بالموقف الذي عبرت عنه فسنرى حينها كم ستصبح هذه الشجاعة مدمرة ومهلكة. فالبطاط هو واحد من أؤلئك الذين إلتبس عندهم الحق بالباطل فما عاد بمقدورهم أن يقولوا عن الحق إلا باطلا. والعلة في النهاية ليست في الشخص نفسه, وإنما بالشيطان الذي يتلبسه, أي بالفقه السياسي الذي يجعله ناطقا بإسم الشيطان. وإني هنا بطبيعة الحال لا أتحدث عن الفقه الإسلامي, شيعيا كان أم سنيا, إلا حينما يتسيس هذا الفقه. ولقد كان لنا رأي بهذا الإتجاه حينما حاول الأخوان المسلمون في مصر أن يعوموا الهوية الوطنية المصرية لصالح فقه أممي من شأنه في النهاية أن يجعل الأخواني الباكستاني أو التركي اقرب إليهم من الوطني المصري.
غير أن مشكلة المصريين مع إسلامهم السياسي تبقى هينة إذا ما قورنت بمشكلتنا مع إسلاميينا السياسيين, فهم لا تجاورهم الباكستان أو تركيا, وما كانوا تعرضوا إلى حرب مدمرة مع أؤلئك كما تعرض لها العراقيون والإيرانيون, ولا يعيشون ذات الإشكاليات التي تتسبب اليوم بالكثير من المشاكل الداخلية التي تخلقها حالة القربى مع الجار, المفضلة على حالة القربى مع الدار, لذلك, فهم واقعيا لم تضعهم الظروف في مواجهة قاتلة مع معنى الدولة الوطنية وإحتياجاتها ومقوماتها كتلك التي وضعت إخوانهم في العراق, فإذا ما ظلت الحالة متشابهة على صعيد الافكار, فستبقى متفاوتة كثيرا على صعيد الواقع, رغم أن الحالتين بالنهاية لا تتعاملان مع قضية الدولة الوطنية إلا بسلوك متناغم يسوده الكثير من النفاق.
ويبقى واثق البطاط شجاعا في التعبير عن الحقيقة التي يحاول ان يدلس عليها اصحابه, فإذا ما احببته لهذه الصراحة, فلانها توفر علينا الكثير من الجهد ونحن نحاول تأشير الإشكالية المدمرة التي يخلقها تناقض الفقه الإسلاموي السياسي مع فقه الدولة الوطنية.
.

.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة
- وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز
- في زمن خيبات الأمل وادلهام العتمة .. عبدالحسين لعيبي وعمر ال ...
- في واشنطن.. أربعة أسئلة ليست بريئة في مواجهة المالكي
- يا لثارات الحسين .. معك يا عبدالحسين, نعم معك
- السيد أحمد الصافي ومفهوم التعايش السلمي بين العراقيين
- غزوة الخضراء .. نهاية سياسية وأخلاقية لنظام ينتظر نهايته الق ...
- وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-
- أحمد العلواني ..ذبَّاحا.
- الكيميائي .. إعادة الحدث السوري إلى عالميته
- أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية
- خط أوباما الأحمر.. وما تحته
- مرة أخرى.. حول رفع صور الخميني وخامئني في الشوارع العراقية
- الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع
- قراءة في الموقف السعودي الداعم للثورة المصرية
- المسطرة والفرجال.. وقضايا الديمقراطية
- دروس من مصر.. صراع الهويات وصراع البرامج
- الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة
- أخوان مصر.. نجاح في الفشل


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أين هي عمامة البطاط من عمامة علي