أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب














المزيد.....

بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب
جعفر المظفر
هو يكتب وأنت تكتب. أنت تقول وهو أيضا يقول. لا فرق بينكما بالكلمات, لكن الفرق في النوايا التي ترتب تلك الكلمات لتجعل منها جملا مفيدة أو غير مفيدة.
هو يكتب أو يقول بالطريقة التي يحرص من خلالها على أن يلبس الباطل ثوب الحق, وكأنما صارهمّه أن يضيع على الناس القدرة على إكتشاف أين الخطأ وأين الحل, لتتداخل الكلمات وتختلط مع بعضها, ويضيع القاتل بالقتيل والفاسد بالنزيه. ويعود المرء مثلما ذهب.. خالي الوفاض ولا شيئ في كفه سوى الهواء.
في المرحلة السابقة, كانت مهمة هؤلاء, كتابا وسياسيين, أن يمنعوك من رؤية النهر.
واليوم, وبعد أن بان النهر واضحا أمام عينيك, فقد صارت مهمتهم, ليس أن يأخذوك إلي النهر لتشرب, وإنما أن يرجعوك عطشانا.
إن المطلوب ليس تأشير الخطأ وإنما تأشير حلوله أيضا. ونعرف لا سبيل هناك للعثور على اي حل ما لم يتم الوقوف أمام اسباب الخطأ الحقيقية, وأن أي تردد عن ذلك, أو اي محاولة لطمس الأسباب الحقيقية, أو بعثرتها, أو تغليب ما هو ثانوي وهامشي على ما هو رئيسي ومركزي, فأعلموا أن صاحبها هو بطل من أبطال المرحلة الجديدة التي يسكنها أناس حاولوا في الفترة السابقة التعتيم على الأخطاء والآثام والجرائم, فلما إنكشفت رأيتهم الآن في مرحلة الإعتراف بها, لكنهم, مع تأشيرهم لهذه الأخطاء, وحتى تشخيصهم لحجومها وتأكيدهم على أخطارها, يحاولون صرف النظر عن اسبابها الحقيقية والتعتيم على فرسانها الحقيقيين. ويبدو أننا نعيش الآن في مرحلة هجينة أبطالها الطائفي اللاطائفي والفاسد النزيه.
أعرف كتابا وسياسيين من هذا النوع, فبعد أن قطعوا شوطا طويلا في الدفاع عن حكم الطوائف, عادوا اليوم, بعد ان بانت عورة هذا النظام, وظهر أن رحمه هو الحاضنة الطبيعية لكل أمراضه, لا لكي يهاجموا هذه الحاضنة ويلعبوا دورا في تشخيصها كقاعدة للفساد, وإنما لإقتطاع الظاهرة من أساسها, وعزلها عن اسبابها, ثم الهجوم عليها, والتوقف عند ذلك من خلال منطق تبريري يحاول جهده أن يفسر لنا كيف أن النظام الحالي لا ذنب له لأنه ورث أخطاءه من النظام السابق, حتى كأن مهمة الوريث صارت هي المحافظة على تركة الأب تماما كما ورثها منه.
فإذا ما تحدثت عن الطائفية فسيقولون لك كيف أنها إرث لتاريخ طويل قد ينتهي عند يوم السقيفة, وإذا ما تحدثت عن الفساد فسيقولون لك أنه إرث من نظام صدام حسين.
فإن إتفقت معهم على ذلك, ولو بدافع إختصار القصص وصولا إلى الحلول, فستكشف سوء النوايا سريعا حينما تعلم أن سرد تلك القصص كان جرى بمنطق التبرير لا بمنطق التفسير, لأن الأول ينتهي بتبني رد الفعل الذي يستبدل الفاسدين القديمين بفاسدين جدد, والطائفيين السابقين بطائفيىن جدد, وتحويل ما هو غير طبيعي إلى طبيعي وما هو مشكلة إلى حل.
إن كتابا من هذا النوع يبهرونك بإمكانيتهم للتجول في عالم علي الوردي وجان لوك وروسو وسقراط, حتى إذا ما حانت لحظة تشخيص الأسباب فإنك تراهم يهربون من الحقيقية إلى ما عداها, وإنك لو بحثت عن المرض فستراه في نفوسهم قبل أن تراه في عقولهم .
هؤلاء لم يعودوا قادرين على تغطية الظواهر المريضة من فساد وجهل وتخلف وطائفية وفرقة إجتماعية وإلا لضحك عليهم الجميع ولفقدوا مصداقيتهم كاملا, لذا تراهم إهتدوا إلى طريقة أخرى هي الهجوم على هذه الظواهر لكن دون الإشارة إلى أسبابها الحقيقية.
هذا النوع من الكتاب, الذي يشير إلى الظاهرة دون أسبابها الحقيقية, لا يختلف عن الطائفيين الذين يهاجمون الطائفية والفاسدين الذين يهاجمون الفساد, بل إني أراه, بالحال التي بات عليها, أخطر مما كان عليه في السابق, فالطائفي بات مكشوفا وقد قارب ان يستهلك نفسه, أما الطائفي اللاطائفي فهو كما ذئب وقد تزيى بفراء ثعلب.
إنها عملية خلط كاملة للأوراق وللكلمات.. هذه هي إحدى سمات المرحلة الجديدة, فأحذروها. إذ ليس كل من يحكي ضد الطائفية هو غير طائفي ولا كل من يهاجم الفساد هو نزيه.
إن الطائفي اللاطائفي هو أخطر من الطائفي المكشوف.
الثاني هو ذئب أما الأول فهو ذئب بفراء ثعلب.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصر* وقضية التغيير في العراق
- العراق حينما يتحول إلى قدر هريسة
- أين هي عمامة البطاط من عمامة علي
- إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة
- وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز
- في زمن خيبات الأمل وادلهام العتمة .. عبدالحسين لعيبي وعمر ال ...
- في واشنطن.. أربعة أسئلة ليست بريئة في مواجهة المالكي
- يا لثارات الحسين .. معك يا عبدالحسين, نعم معك
- السيد أحمد الصافي ومفهوم التعايش السلمي بين العراقيين
- غزوة الخضراء .. نهاية سياسية وأخلاقية لنظام ينتظر نهايته الق ...
- وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-
- أحمد العلواني ..ذبَّاحا.
- الكيميائي .. إعادة الحدث السوري إلى عالميته
- أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية
- خط أوباما الأحمر.. وما تحته
- مرة أخرى.. حول رفع صور الخميني وخامئني في الشوارع العراقية
- الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع
- قراءة في الموقف السعودي الداعم للثورة المصرية
- المسطرة والفرجال.. وقضايا الديمقراطية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب