أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش














المزيد.....

سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش
جعفر المظفر
ثمة سلوكيات يجب أن تدان بقوة ومنها عملية الإنحيازات سلبا أو إيجابا, إذا ما تأسس هذا الإنحياز على كراهية أو حب لمن يعاديه ويمقته.
إختلافنا مع المالكي على سبيل المثال يجب أن لا يسوقنا على طريق تأييد جميع خصومه وفي المقدمة منهم داعش, لأن الموقف السلبي من الخصوم يجب ان يقوم على أسس مبدئية من شأنها أن تحرس عملية الإنحيازات بما يمنعها من أن تكون مجرد ردود أفعال عير موزونة قد تقود صاحبها, على صعيد الكلمة على الأقل, إلى أن يصعد مع داعش في مركب واحد.
ومن لزوميات الوعي أن يعين صاحبه على أن لا تتشابك خنادقه وتتناقض سلوكياته إلى الحد الذي يحرج ميكافيلي في قبره. وأخال أن هذا الأخير كان سيعيد دراسة نظريته من جديد حينما يكتشف أنها باتت تمارس في العراق بشكل دفعها لأن تكون خارج إطار اللعبة السياسية ذاتها بحيث سينال التشويه في النهاية حتى الغاية الطيبة, التي تصور ميكافيلي أن أخلاقيتها تكفي, لتبرير لا أخلاقية الأسلوب.
وإن من ضمن ما أتمناه أن يجري إسثناء ربانيا لبعض الشخصيات من مسألة الإقامة الخالدة في القبر, وأن لا تجري عليهم قاعدة الإنبعاث في يوم القيامة بالطريقة التي تنطبق علينا, فتتم إعادتهم إلى الحياة في كل مرة تكون هناك حاجة اساسية لإعادة دراسة نظرياتهم من جديد, تلك التي ما زالت تؤثر على مسار البشرية, لغرض ان يجروا عليها التعديلات اللازمة التي أوجبتها كوارث ما بعد موتهم, فيحذفوا الطالح منها بعد ان تأكدت طلاحيته, أو يضيفوا على الصالح ما يجعله أكثر قدرة على ملاحقة التطورات التي أغلقت باب الإهتمام به.
وأخال أن ميكافيلي إذا ما حصل على فرصة كهذه فسوف يركض بسرعة نحو دواته وأوراقه, أو إلى كيبورده, ليجري تعديلا واحدا على نظريته,مؤكدا إصراره من جديد على ان (الغاية تبرر الوسيلة) لكنه سيضيف عليها .. (إلا في حالة داعش) فالغاية هنا والوسيلة كلاهما متلازمتان إلى حد الذوبان ببعضهما. وسيكون ثاني ما يفعله ميكافيلي بعد بعثته تلك هو أن يذهب إلى قبرة لكي ينام نومته الأبدية حتى قيام الساعة مطمئنا إلى أنه أجرى على نظريته ما يلزمها من تعديل, وإن الحاجة إلى إنبعاثه مرة أخرى قد إنتفت تماما.
إن داعش مدرسة إجرام وكراهية ليس إلا, وهي مأوى للسايكوباث الدينوي, إضافة إلى أنها, رغم كل محاولة للتأكيد على كيانها المستقل, اصبحت لعبة مخابراتية مفضلة. فإذا ما أختلفنا مع المالكي بشان العلاقة معها فسيكون هذا الإختلاف, في أحد مشاهده الأساسية, مبنيا على وجهات نظر مختلفة تتمحور حول طريقة الحرب على داعش وأساليب القضاء عليها, إضافة إلى إجتهادات ترى أن أخطاء الحكومة الثقيلة, على شتى المستويات السياسية منها أو الإجتماعية, بالإضافة إلى كونها كارثية بذاتها, فهي تساهم من ناحية أخرى بتعريض شعبنا لمهالك تنسجها لهم داعش, أو ينسجها غير داعش من المجرمين, الذين ما زالوا مجرمين وسيظلوا مجرمين بوجود داعش أو بغيابها.
ولعل دعوة البعض عن التغاضي عن أخطاء النظام الثقيلة هو كمن يغطي كبيرة محرمة بكبيرة محرمة أخرى, وكمن يحاول التعتيم على جريمة من خلال الدعوة إلى التركيز على جريمة ثانية قد يكون وجودها أو فاعلية فِعْلِها يتغذى على مائدة الجريمة الأولى.
ولعلنا نفهم أن الله حينما أوصى لموسى بوصاياه العشرة لم يقل له مسموح لك أن تسرق لا ان تزني, ومسموح لك أن تزني لا أن تقتل,وأن تكذب لا أن تقتل, وإنما أوصاه, حتى بوجود أسبقية الترتيب, ان تؤخذ وصاياه حزمة واحدة.
وليس هناك من شر يغذي وجود المنظمات السياسية المجرمة أكثر من ذلك الذي يأتي به سقوط منظومة القيم, وفي مقدمتها سقوط النماذج الحاكمة, فإذا ما سرق حاكمنا من أموال رعيته فسأحاكمه لجريمتين, أولهما السرقة المحرمة وثانيهما كون هذه السرقة قد أضعفت إلى حد ما منظومة الأخلاق التي نحتاجها لبناء مجتمع قادر على مواجهة داعش وغيرها من المجرمين.
لكن على الجهة الأخرى, فإن على أولئك الذين يحاولون أن يبيضوا صفحة النظام ويغسلوا خطاياه الكارثية أن يفهموا أن تعويم تلك الأخطاء بقارب جرائم داعش هي محاولة بائسة وخدعة ساذجة مكشوفة, لأن داعش, التي يدينها حتى ميكافيلي نفسه, لو أنه بعث حيا, نعتبرها نحن خارج لعبة التحالفات, فأن تكون ضد داعش لا يوجب عليك سياقيا ان تكون مع فساد النظام الفاسد, ومع جاهلية النظام الجاهل, ومع طائفية النظام الطائفي. لا بل ان التحليل السياسي والأخلاقي سيقودك حتما إلى إعتبار أن انحرافات النظام هي التي تغذي وجود داعش وتزوده بالأوكسجين اللازم, وإن الموقف ضد داعش ينبغي أن لا يكون مدعاة للتغاضي عن حقيقة الجرائم والإنحرافات التي يرتكبها فاسدي وطائفي النظام الحالي كونها, إضافة إلى ما تؤدي إليه من اضرار عامة معروفة, فهي بالنهاية تصب في مصلحة داعش نفسها.
إن على جميع العراقيين أن يضعوا داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية خارج دائرة الحب والكراهية وخارج المساحة العراقية الوطنية التي يمارسوا فيها إنحيازاتهم بالـ ضد أو بالـ مع.
عليهم أن يحبوا وهم يكرهون داعش.. وإن يكرهوا وهم يكرهون داعش..
وفي مساحة كهذه ستكون هناك ضمانة على وجود ولو حد أدنى للوعي الوطني والإلتزام الأخلاقي.
وبوجود هذا الإدراك لن تكون هناك ثمة حاجة لإستدعاء ميكافيلي من جديد



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن القاعدة والسنة وعن إيران والشيعة .. حوار هادئ في زمن عاصف
- حوار حول رجل إسمه عبدالجبار شنشل*.
- عامنا الجديد يبدأ في عرصات الهندية*
- في الربيع القادم سوف ألقاك خريفا
- الدبدوب والذبابة والطبيب والإرهاب
- في الحرب ضد الإرهاب
- كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش
- يوم بال القرد على جثة وحش ميت
- مانديلا العراقي
- ضبطتك بالجرم المشهود
- طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب
- المالكي.. حينما يكون طاقية إخفاء
- ومتى صار الوليد بن طلال ناطقا رسميا بإسم السنة
- بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب
- الناصر* وقضية التغيير في العراق
- العراق حينما يتحول إلى قدر هريسة
- أين هي عمامة البطاط من عمامة علي
- إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة
- وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش