أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - حدث بالفعل : زلزال في معرض القاهرة الدولي للكتاب..















المزيد.....

حدث بالفعل : زلزال في معرض القاهرة الدولي للكتاب..


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 06:13
المحور: المجتمع المدني
    


حدث في معرض الكتاب:
النهارده كنت في المعرض، والمفروض أوقع روايتي "تغريبة بني صابر"، قبل التوقيع كنت بأتمشى مع عبير -حرمنا المصون- وكنا بنتكلم عن المعرض وعن حالة ما حدثت لصديق تم إلغاء حفل توقيعه، وعن مشاكل النشر والكتابة في مصر، ومركزية دور النشر وما يشبه الاحتكار فيها، وبلاوي بتحصل أقلها كلمة من ناشر:
-" آسف يا فلان.. الوقت مكانشي في صالحنا والكتاب مش لاحق المعرض".
ودا طبعًا بلا أدنى اهتمام بنفسية الكاتب، وظروفه. وهو ما حدث معي شخصيًا قبل سنوات. فجأة سمعت صوت مكبر صوت بينادي:
- أي كتاب بربع جنيه.. نسخة الإنجيل بجنيه...."،
بصيت لقيتها دار نشر للكتاب المقدس، قلت لها فكرة أنا عايز ترجمة قديمة للعهد القديم والجديد، وعبير قالت وأنا كمان.
دخلنا للجناح، واحدة ست على شعرها طرحة مع واحد رابط شعره "عقصة"، طلبت نسخة من الإنجيل من المترجم القديم، وأخدتها، وعبير أخدت نسخة آرمية بالشروح طباعة فاخرة جدا، بعد شوية فضل الواد الموجود يزن عليّ:
- "تشتري حكايات القديس ...، تشتري فيلم ميلاد يسوع، تشتري ....".
وأهمل عبير تماما باعتبارها محجبة؛ فبدأت علامات العصبية تظهر، بصيت عليها وضحكت هي فهمت ليه بيحصل كده، وأنا فهمت. قالت لي وهي بتهز راسها:
- "يا عااااالم محدش يفكر لنا أبوس إيديكم"... وابتسمنا لبعض، ودا مش المهم..

المهم إننا وعند خروجنا، وإذا برجل أربعيني وملتحي في تجهم كامل يأتي وبدون سلام ولا كلام يدفع في صدري كتابا لابن عثيمين عن آرائه في "نصارى الأمة، والحرب الاهلية في الجزائر".. وبكل تجم بيقول:
-"الكتاب دا هدية، ياريت تقراه"
- "طيب عن إيه؟؟"
- "العلاقة بينا وبين (النصارى) دول".
ونطق النصارى دي بشكل عجيب جدا على مخارج الحروف لدرجة إني استغربت هي بتطلع بالتفخيم ده إزاي؟؟ وكمية الصفير دي!! واتسمرت مكاني لحظات، بعد ما شكرته بآلية وفي إندهاش تام.

المهم بعدها بمجرد ما تركنا، الواد بتاع المكتبة بينادي، وكان شاف الموقف اللي حصل قدام بوابة جناحهم، وقال:
- "يا أستاذ دا كتاب هدية"
كان كتابا عن علامات ما على الطريق للرهبوت والرهبة، شكرته وأنا مستغرب نظرة التحدي في عينيه، اللي باصة على كتاب ابن عثيمين في إيدي.

خطوة وهوووب فجأة الراجل الأربعيني الملتحي يظهر كده والله، وبدون سابق إنذار يمد إيده نحو زوجتي:
- "اتفضلي يا أختي دا كتاب هدية".
ودا كتاب تاني غير اللي أعطاه لي على سبيل الهدية من شوي.، وبعدها بص ناحيتي بصة غريبة قوووووي ومريبة ومنطقشي، وكأني كيس جوافة واقف مع عبير.

ما علينا لكن فجأة هوووووب قام الواد بتاع المكتبة:
- "يا أستاذ يا أستاذ"
وقفنا، جرى وعطى عبير نسخة من كتيب تاني برضه عن اللاهوت. يعني رحنا نشتري كتاب، فجأة لقيناه أربع كتب.. قمت قايل لها:
- "يلا بينا بسرعة نجري من هنا، لأن لو وقفنا خمس دقايق مش هنلحق حفل التوقيع، يا إما هنضطر نشيل كتب كتير جدا كلها لناس فكرت لنا وقررت عنا، وحكمت على عقيدتنا ومعتقدنا، وصممت تدخلنا في حرب مش بتاعتنا، ولا شغلاني بمنطقها المبرر وغير المبرر بالمرة".
اتحركنا في نفس اللحظة اللي خرج فيها الواد من المكتبة للمرة التالتة معاه سيديهات، ونفس ذات اللحظة اللي كان الأخ الأربعيني الملتحي بيحث الخطا لقفشنا وإهداء نسخة من كتيب ما لشيخ ما.

كأن الاتنين اتقابلوا في نفس المكان! والاتنيين على وشهم نفس نظرة التحدي والتصميم، ومش مستعدين يناقشوا اللي مكتوب، ولا يناقشوا بعض أسباب التحدي إيه، وليه أصلا قرروا فجأة تبقى تحدي؟؟!! وكأن الاتنيين لكل منهم خالق وإله، وسما تانية غير السما اللي كل الناس في المعرض تحتها وبتساعهم كلهم.
وأنا داخل باب صالة 3 والاتنين ورايا، مش عارف جه في دماغي تخيل غريب، حسيت إني الممثل "جيت لي" في فيلم "هيرو"، وكنت سامع صوت مئات السهام في الهوا بتزن في ودني، وبقيت فعلا مرعوب إنها كلها تضربني في ضهري أنا وعبير، ساعتها مش عارف ليه قررت أقف فجأة وأدور للخلف، وأبص لهم، وحسيت بجملتين ملهومشي أي علاقة ببعض، حسيت بجملة ممثل الاستاند آب "محمد قنديل" أو علي أخوه وهو بيقول:
- "أهو!! بص.. أهو واحد لا من ديني ولا من دينك".
فعلا حسيت ساعتها إني "لا من دينك ولا من دينه". والجملة التانية من نفس الفيلم "هيرو"، واللي بتفسر ليه جدع من الجدعان اللي بيطيروا في الفيلم، وتقريبا اسمه مش عارف إيه كده الثلج، ليه مقتلشي الملك الطاغية، وجملته بتتردد في ودني بعد جملة قنديل، وقال الصيني:
- "سماء واحدة"..
كانوا هناك لحظتها الاتنيين بصين ناحيتي، وأنا باصص عليهم وحاسس فعلا زي ما قلت:
- "لا من دين ده، ولا من دين ده".
مطيت شفايفي ساعتها بالغضب المكبوت لما تخيلتهم الاتنين بيرددوا كلمة واحدة من نفس الفيلم، وفجأة تحول المشهد كله إلى جنود تكرر نفس الكلمة وطنينها يملأ أذني، وشعور بالغثيان يتملكني بشدة:
- "Kill..Kill.".

في حفل التوقيع، ورغم الفرحة اللي كانت مالية المكان، وإن ناس كتير بأحبهم كانوا موجودين معايا، ومشاعر إيجابية كتير حوليا وملياني، وإحساسي برضه بغياب ناس بأحبهم وافتقدت لوجودهم بشده معايا النهارده وكان يسعدني وجودهم، لكن فجأة حسيت بإحساس كان في زلزال، وكأني هأقع على الأرض و"دايخ"، فمسكت يد صديقي الرائع "د/ محمد طبشات"، وسألته:
- "دكتور انا حاسس إن فيه زلزال ودايخ"
- "دا بس توتر من الفرحة، والناس حوليك".
- "بس حاسس فعلا إني هأقع".
ضحك، وطبطب عليّ، وابتسم ابتسامة الرائعة، وقال بحب وصدق:
- "مبروك يا مختار".
كانت دوشة التوقيع، وضحك الصحاب والناس حوليا بيعلى ويغطي واحدة واحدة على الكلمة اللي كانت لسه كانت بتتردد في وداني:
- "Kill..Kill".
لكن في النهاية محبتهم وضحكهم وفرحتهم معايا طغت على كل صوت جنود الطاغية في الفيلم "هيرو"، وحسيت إن بوجود المحبة والسلام والتبسم في وجه الناس، أكيد لازم يكون فيه أمل إننا نحب بعض ونستمر نكتب عن كل اللي جوانا وبيخلينا نحس بإحساس الزلزال والدوخة.

مختار سعد شحاته.
Bo Mima
روائي
مصر/ الإسكندرية
في 31 يناير 2014



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكموكي ما حكوكي.. بين البطل الشعبي ورئيس الجمهورية.
- خمسة مشاهد من فيلم -البامبِرز السوداء-.. عن فيلم الشموع السو ...
- أجب عن الأسئلة الآتية إجباريًا أو اختياريًا.. تفتكر هتفرق؟؟
- كل هذا يدعو للسخرية يوم المولد النبوي
- رسالة لن يقرأها الفريق السيسي، وقد يقرأها -أبانا- الذي طفحنا ...
- زرقاء شبرا، والبيت الرمادي.. عن رواية -بيت من شبرا- ل (د/ عص ...
- مقطع من رواية -تصلح للحزن-
- سانتا كلوز.. محاولة كتابة نص شعري.
- بوست الفيس المعنون : اكتب 10 أسماء 10 كُتب أثرت في حياتك
- قراءة أولية لرواية -الرحلة 797 المتجهة إلى فيينا ل: د/ طارق ...
- هل يموت الصوت.. وداعًا يا أيها -الفاجومي-
- إعادة التدوير، ومحمود مليجي الثورة
- بالونات الاختبار الصفراء.
- كيف تصنع قائدًا.. -بتصرف-.
- كلام في الجون بس مش في الرياضة
- من سلسلة حكاياتي مع العفاريت -حكي بالعامية المصرية-.. مقابلت ...
- قراءة إنسانية لا نقدية في ديوان -بما يناسب حالتَك- للشاعر د. ...
- حين ابتسم الرب في الليلة الأولى من نوفمبر
- الحلقة الأخيرة من برنامج -البرنامج-.. أنت معانا ولا مع التان ...
- العاصمة السرية.. مقال تأخر كثيرًا خروجه إلى النور.


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - حدث بالفعل : زلزال في معرض القاهرة الدولي للكتاب..