أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - كيف تصنع قائدًا.. -بتصرف-.















المزيد.....

كيف تصنع قائدًا.. -بتصرف-.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 01:07
المحور: المجتمع المدني
    


كيف تتحول من النجاح الشخصي إلى المجتمعي:
لا ينكر أحد أن النجاح يحمل مسئولية فعلية تجاه المجتمع في ثناياه، وهو ما يؤكد أن الدولة وحدها لن تستطيع القيام بتلك المهمة وحدها. وليس من الصعوبة بمكان أن يتعلم المرء فن القيادة ومهاراته الاجتماعية؛ ليصبح قائدًا اجتماعيا فاعلا وواعيًا، وهو – الفاعلية والوعي الاجتماعي-ما يفقفر إليه الكثير من القادة، مما يجعل نسبة القادة القادرين على التغيير في مجتمعاتهم متواضعة أو ضعيفة إلى حد ما.
لعل النجاح الشخصي أمر هام لدي الكثير، بل ويتمكن منه الكثير، لكن مكمن الصعوبة في كيف يمكن للمرء أن يجعل من نجاحه الشخصي إلى نجاح مجتمعي، فهناك من ينجح بشكل باهر دون أن يقدم إلى مجتمعه ما يجعله الرمز الاجتماعي المغير والداعم لخطط الخير والتغيير في محيطه المجتمعي، ومثالا لذلك كل من الدكتور أحمد زويل، والدكتور محمد البردعي، فالأول يمثل طفرة في النجاح الشخصي والعملي للمجتمع المصري والعالم، بينما الآخر يمثل الرمز المجتمعي لنجاح شخصي تحول إلى خير مجتمعي ورمز ملهم مجتمعيا للكثير، وهو ما افتقر إليه الأول رغم نجاحه الباهر عالميًا. هنا يأتي السؤال: كيف يمكن خلق النموذج الآخر الناحج شخصيا وله فاعلية اجتماعية يمكن أن تحرك وتغير في المجتمع؟

ضرورة ترسيخ مفاهيم حول الآخر:
بالنظر إلى هذه المبادرة، من يدري؟ ربما تمكن الكثير من خلال التدريبات غير النمطية على فهم كيف يمكن للمرء أن يصبح بهذه الفعالية الضامنة للتغيير والحراك المجتمعي، بما يضمن استقرارا وسلما مجتمعيا أكثر فهما للحقوق والمسئوليات الإنسانية التي تعق على عاتق الذين يقودون مجتمعهم نحو الأفضل، ربما ذلك بما يمكن ترسيخه من مفاهيم حول الآخر، وحول إنسانية المجتمع التي بدأت في التآكل، وذلك من خلال ورش العمل الجادة المهتمة ببيان حقوق الإنسان بشكل أعمق وأوسع بما يفتح الحدود أمام إدراك الفرد المتدرب، أن يرصد مناطق التآكل والضعف في بنية المجتمع بشكل عام، وكيفية الوصول إلى علاج هذا الخلل بوعي وعمق، بما يضمن السلامة المجتمعية، بل والإقليمية والعالمية بشكل عام، إذ يرسخ لسياسات مجتمعية جديدة تعتمد على حقوق الآخر وطبيعة النظر العادلة إليه. وهو ما لا يمكن تحقيقة إلا بشرط: أن تكون واعيا تماما ومدركا لما يدور في عملك وملما بكل تفاصيل مهنتك، وأن يتعلم المرء بكفاءة مهارة عالية تمكنكه من التقاط ما يحدث حوله في العالم طيلة الوقت. لكي يكون المرء قائدا اجتماعيا ناجحا عليه أن يخرج من شرنقته ليتحسس احتياجات المحيطين ومطالبهم اليومية. وحين يتخلى قليلا عن تركيزه المنصب فقط على نجاحاته الشخصية، يتمكن القائد من فهم طبيعة العالم، ويستطيع بالتالي أن يجد الحلول التي تساعد في حل المشاكل التي تواجه الأفراد في محيطه وفي كل مكان. وذلك ينبغي فيه ألا يغفل البرنامج التدريبي أن يعمل على إكساب المتدرب مهارات عاطفية تمكنه من أن يفتح قلبه وعقله للجميع، وقبل أن يستطيع أن يوجه ذكائه الحاد لخدمة مصالح الآخرين فلن يكون بإمكاننا أن نعتبره قائدا اجتماعيا حقا. فإن صدف وأن رأيت رجل أعمال يفتقر إلى الذكاء العاطفي يقوم بأعمال اجتماعية جيدة، فعليك أن تدرك تماما أن وراء هذا الرجل مستشار يتمتع بقدر كبير من الذكاء.

حلم شخصي عام:
بشكل شخصي، فأنا أعمل في مجال التربية والتعليم، وأتمنى أن أتمكن في يوم ما من الضغط المجتمعي من خلال عمل نقابي، أو عمل مجتمعي على تغيير المناهج التعليمية التي ترسخ لمفاهيم وقيم تحترم الآخر، وتوجه النظره نحوه بشكل عادل وشفاف، دون اعتبار للدين أو الطائفة، بما يضمن خلق أجيال تؤمن بهذا الآخر الذي يقبع على الدوام في زاوية بعيدة جدا من تفكيرنا واهتمامنا، ومناهجنا الدراسية في المرحلة ما قبل الجامعية، مرسخًا بذلك للكثير من القيم الأصولية، والعصبية عن غير قصد، لا ينتبه لها المجتمع إلا بعد فوات الأوان، حيث تظهر موجات من التخوين والتكفير والفكر المتطرف نحو المجتمع والإنسانية بشكل عام.
قد أبدو متفائلا حين أنظر إلى المجتمع في ظل تلك الطفرة التي يمكن إحداثها وتخليقها في منحى تفكير المجتمع، لكن أعتقد أن خلق نماذج ناجحة تتحول إلى نماذج مجتمعية رائدة، يمكنها أن تدفع بالمجتمع نحو حراك اجتماعي حقيقي من القاع، يبدأ منذ السنوات الأولى في السلك التعليمي الذي يربي أجيالا على قيم الحرية والعدالة والإنسانية واحترام الآخر، وهو ما يمكن أن يسهم فيه كل هؤلاء الذين تدربوا بشكل حقيقي وعميق على استيراتيجيات التغيير المجتمعي العميق، ولو بدا بطيئًا، لكنه في النهاية سيؤول إلى بناء عظيم، فمجتمع خلية النمل قد تبدو فيه النملة كائنة غير فعالة، لكن بالنظرة الشمولية للمجموع ترى مملكة النمل شديدة التنظيم والدقة، حيث يعرف فيها كل فرد ما عليه من واجبات، وما يضطلع به من مهمات لا غنى عنها، ويؤمن بدورها، وهو ما يمكن لهؤلاء الجيل من المتدربين على التغيير والديمقراطية أن يفعلوه في حقل التربية والتعليم، على أن يتضافر معها أنماط مؤسسية أخرى، تعمل فيما بينها على خلق مجتمع حقيقي فيه من السلم المجتمعي ما يضمن حياة اجتماعية وإنسانية آمنة، تضمن خلق المزيد من الإبداع والتميز، الذي يرقى بالفرد ويضمن نجاحه الشخصي، ويأصل فيه أفكار الخير المجتمعي، والذي من خلاله وبالتزاوج مع النجاح الشخصي يمكنه أن يضع يديه على مفاتيح التغيير في داخل المجتمع بشكل سلمي وهاديء.

نحو تحقيق حلم:
أهدف إلى تقديم الكثير من دورات وورش العمل حول تلك المفاهيم، والتي يمكن فيها التعاون مع كثير من المؤسسات الحكومية والأهلية بما يضمن خلق بعض الكوادر الواعية لمفهوم التغير المجتمعي العميق والسلس. وأعتقد أنه يمكن الاتفاق مع الكثير من الجمعيات الأهلية أو النقابات العمالية لتنظيم الندوات والمحاضرات وورش العمل، وقد يكون تركيزي بشكل شخصي على مجال عملي في التربية والتعليم أو النخب الثقافية حيث أعمل كاتبا ومخرجا مستقلا للأفلام، وهو ما قد يساعد على توصيل وتدريب كوادر كثيرة تؤمن بأهمية التغيير الحقيقي لمجتمع غلبت على كثير من مظاهره طابع التعصب والوحدوية، بنفى ما لمفهوم الآخر، وباغفال تام لسياسات من دورها أن تؤسس لقبول الآخر، وللإبداع والتطور بشكل سلمي وشفاف وعادل، بعيدًا عن العنف أو التعصب، ومن دون أن تغفل النجاحات الشخصية للأفراد، بل ستجعل الكثير من الكوادر البشرية رموزا مجتمعيا في مجالها، مما قد يلهم الكثير من تلك الأجيال التي تتربي قي مجتمع تعلم قادته ونشطائه كيفية التحول من النجاح إلى الرمز المجتمعي للخير والنجاح معا.
أظن كل ممارساتي الأدبية وما أمارسه من أنشطه ومهارات كلها أحاول فيها الإشارة إلى ضرورة بناء هذا الجسر، الذي يعرف كل إنسان أن هناك الآخر في الطرف المقابل من وجودنا او أفكارنا أو عقولنا، وأن يستحق أن نمد اليد نحوه، وأن نراه، وأنه متى تواصلنا، يجب أن نترك أيدينا تفترق، فضمان إنسانيتنا وبقاء حضارتنا البشرية، هو قدر ما نتمسك ببعضنا البعض على طرفي هذا الجسر، الذي سيعبر الجميع فوقه باتجاهين متغايرين، وبفهم، لا صدام، ولا عنف، وبكل المحبة والسلام، سنلاحظ عبورنا هذا بهدوء ونستثمره في بقائنا الإنساني وحضارتنا على هذا الكوكب المميز. في الختام، أعرف أنني مجرد حالم، وانه قد لا يصادفني الحظ للقبول بهذه المنحة، لكنني، لن أتوقف عن حلمي في بناء هذا الجسر، وفتح الشباك على مستقبل أفضل لمجتمعي. أتمنى في النهاية أن أكون هذا الشباك الذي سيعبر النور خلاله على طرفي الجسر، وأن ينير الطريق للحالمين بعالم أفضل مثلي.

مختار سعد شحاته
Bo Mima
روائي .
مصر_ الإسكندرية



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام في الجون بس مش في الرياضة
- من سلسلة حكاياتي مع العفاريت -حكي بالعامية المصرية-.. مقابلت ...
- قراءة إنسانية لا نقدية في ديوان -بما يناسب حالتَك- للشاعر د. ...
- حين ابتسم الرب في الليلة الأولى من نوفمبر
- الحلقة الأخيرة من برنامج -البرنامج-.. أنت معانا ولا مع التان ...
- العاصمة السرية.. مقال تأخر كثيرًا خروجه إلى النور.
- العلم بين الكتابة والسماع.. من سلسلة مقالات: اقرأ.
- الرصاصة لا تزال في جيب محمود ياسين
- لحظة تجلي.. درافت2 نص أدبي.
- رسالة إلى دارين.
- -أنت رااااجل-!!!
- حين تحاربك الحكومة والدولة مهما كان توجهها.
- -كابتشينو-. مجموعة قصص قصيرة جدا.
- مشروع -العاصمة السرية- أدبي/ فني/ وثائقي.
- صِورك
- بين نظريتين: الأنصاف والمؤامرة.
- الهامش/ القشرة
- يا صديقي.. لا تنس آمنين.
- وداع يليق.. رسالة خاصة إلى د/ البرادعي.
- ورقة شاي.. قصة قصيرة.


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - كيف تصنع قائدًا.. -بتصرف-.