أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار سعد شحاته - العلم بين الكتابة والسماع.. من سلسلة مقالات: اقرأ.














المزيد.....

العلم بين الكتابة والسماع.. من سلسلة مقالات: اقرأ.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 23:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حدث بالفعل:
أعود إلى نقطة بداية مع نفسي ومع تلاميذي، حين يستوقفني أحدهم ليسألني عن العلمانية؟ وهل هي ديانة يعتنقها المرء؟ وتتواتر أسئلته البريئة لتخلص إلى السؤال الأهم "أنت علماني يا مستر؟".. أبتسم وأبدأ في تبسيط مفهومها إلى أقصى درجة، ويختلط الحديث وأنجرف مع تلاميذي إلى الحديث عنالإسلام وقيمة العلم، كواحدة من تلك القيم التى دعانا إليها الدين الحنيف، وكلي إيمان أحاول نقله إلى تلاميذي- بأنه دين ما جاء إلا وفي طياته احترام بالغ لكل القيم التي تبني هذا الكائن البشري الذي حمل من روح الله وأعطاه بعض ما فيه من كل ما اتصف به، فتباين في فهم هذا البعض الناس وتفاوتوا في تأويله.

الشخ أعلم أهل العلم.. قال تلميذه:
ضربني ساعتها فيديو لواحد من هؤلاء الذين تربعوا على شاشة الفضائيات وسمحوا لمن تحلق حولهم أن يسميه "أعلم أهل الأرض بالحديث"، فيُثار في ذهني الكثير من التساؤلات حول التسمية ومدلولها، ودعونا أتناقلها بصوت واضح لا أسعى منه إلى التشكيك في الرجل قدر ما يلزمني من الشك في منهج تفكيره لا فكرته الأم والتي لا تعدو عن كونها نية صالحة للوصول إلى الله ولكن من طريق غير الذي أسلكه من شكي المتزايد تلك الأونة. ربما كان أول التساؤلات كيف يمكن للتلميذ أن يحكم على المعلم بأنه "أعلم أهل الأرض بكذا؟!" ألا يعني هذا ضمنيًا ان التلميذ وصل إلى درجة من العلم مكنته من الحكم على من هو "أعلم" ومن هو غير "أعلم"، وهو في طياته ينقض الفكرة ذاتها؟، ثم إن لم يطلقها التلاميذ على معلمهم، وأطلقها المعلم على ذاته ألا يستدعي هذا بعض الغرور والشيفونية، وهو ما يتناقض وروح العالم "الأعلم" بما تلزم صاحبها من التواضع البعيد عن الكبر؟!.. لا أعرف لكنها كانت بداية الأمر حين طالعت مقطع الفيديو على اليوتيوب وهو مؤشر بعنوان ما كان فيه "أعلم أهل الأرض بالحديث".. وما ما أعني به "أبو اسحاق الحويني أو حجازي الحويني".

الأنصاف لا يرون الأنصاف الأخرى:
تابعت المقطع، ووجدت الرجل ينفي نفيا مطلقا أن يكون العلم والمحاضرة فيه من الحظ للمرأة ما يسمح لها بذلك، فلا علم لامرأة ولا لها أن تحاضر، ظل يسوق الأدلة التي لم تمنعه من الاستثناءات على مر التاريخ الإنساني ليقصر التجربة النسائية البشرية على مر التاريخ في أسماء قلائل لا تتعدى كف اليد ما بين بلقيس وآسيا ومريم البتول وحديثا مارجريت تاتش وأنديرا غاندي، معلقًا بأن هذا الاستثناء لا يجوز القياس عليه، ومتشنجًا ومتعصبا بأن المرأة لا علم لها ولا تصلح للمحاضرة والعلم. الأمر معي لم يتعد كونه نتاج مجتمع ذكوري سافر، ممنهج التفكير في عقر وغمط المراة عن حقها حتى في التميز والفهم، وهو ما جعله يخلص في النهاية إلا كونها لا تصلح للرواية ومستندًا في ذلك إلى رواية لها خصوصيتها في حديث رسول الله عن فشل من "ولووا أمرهم امرأة"، وهو ما يدلل لنا على معنى أراه هو أم الأسافى، فهؤلاء من الدعاة ووممنن ادعى أنه صاحب الحق المطلق في القول بلا مراجعة، هم من أسسوا لردة فكرية في تاريخنا البشري كله، فأعادوا إنتاج المدارس السمعية للتعلم والتعليم، فإذا سألت أحدهم عن فلان أين تعلم؛ يجيب بثقة "تلقى العلم على لسان الشيخ العلاني"، وهكذا أسسوا للإلهاء عن قيمة الكلمة المكتوبة التي تضمن نقاء العلم المجرد من تاويلات قاصرة، وأفهام منغلقة مثل تلك التي تنتهي بك إلى القول بان هذا الرجل "أعلم أهل الأرض بالحديث".

تعظيم المولى للعلم المدون:
دعونا نعود فنسأل، كيف لهذا الدين الذي اعتمد اقرأ أول كلماته، ورتبها بــ"الذي عّلم بالقلم"، ثم أفرد سورة تبدأ بقسم جليل لهذه الأداة "ن والقلم وما يسطرون" ليؤكد عظمة العلم المكتوب والحاجة إليه، بل دعني أتساءل، فلو كان من أطلق على نفسه صاحب العلم، والعليم والعالم، لو كان يعرف أن هناك حاجة للعلم السماعي، وأنه أغنى عن العلم المدون وعبقرية التدوين، فلم خلق اللوح المحفوظ وهو بعلمه مستغنٍ عما فيه، وهو بذاته خير شاهد على ما دونه القلم حين جرى بالمقادير؟ ولم خلق الملكين عن اليمين وعن الشمال قعيد؟ ولما نبه رسولُه على صحابته بكتابة الوحي؟ كلها إشارات أظنها تدعم فكرة أن العلم في أصله ما كان مدونًا في كتاب، ويتم درسه من كتاب، فلا مجال لما يمكن ان يسمى بالعلم السماعي، وما ذلك النوع من التعلم سوى تفسيرات شخصية لكتابات مدونة سابقًا، وإلا فما حاجة القدماء لتدوين أفكارهم في كتب، وأنت حين تجالس أحدهم بدعوى تلقي العلم السماعي، اعلم إنك إنما تؤسس لفردية التأويل والتفسير الخاص بشخص واحد أوحد، يعرف خطورة أن تقرأ أنت الآخر فتنجلى عليك نعمة الفهم، والتي متى استعصت ستعيدك إلى من قرأ وفهم، وهو ما تراه في مشهد يوم القيامة، حين لا تفهم او تنكر بعض ما كتب عليك الملكان، فإذا بالمشافهة تأتيك من الجلود والأيدي والجوارح كلها، وهي راتبة لعلم مكتوب ومدون.

نهاية الكلام:
كرم الرب العلماء في الإسلام، وما دام المسلم يعتقد ان الدين كله إسلام، فهو يؤكد أن العلماء مكرمون في كل من سبقوه من رسالات سماوية، بل تجد الله يعلم الرسل والانبياء على يد العبادا العلماء كما حدث في قصة موسى والعبد الذي أتاه الله علما، وجعل لبعضهم العلم معجزة. فكيف لنا أن نأمن لقوم يظلون طوال الوقت في إصرار على أنهم فقط اهل الحل والعقد في علم الله، وينفون عن غيرهم ذلك، بل ويعلون قيمة الراتب على الأصل، فيحتفون بالسماع على المدون المكتوب، فما لهم كيف يحكمون؟!!
يا صديقي قبل أن تنتفخ أوداجك، دعنا نختلف عن علم لا عن جهالة ونصف علم.

مختار سعد شحاته.
Bo Mima
روائي.
مصر/ الإسكندرية



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرصاصة لا تزال في جيب محمود ياسين
- لحظة تجلي.. درافت2 نص أدبي.
- رسالة إلى دارين.
- -أنت رااااجل-!!!
- حين تحاربك الحكومة والدولة مهما كان توجهها.
- -كابتشينو-. مجموعة قصص قصيرة جدا.
- مشروع -العاصمة السرية- أدبي/ فني/ وثائقي.
- صِورك
- بين نظريتين: الأنصاف والمؤامرة.
- الهامش/ القشرة
- يا صديقي.. لا تنس آمنين.
- وداع يليق.. رسالة خاصة إلى د/ البرادعي.
- ورقة شاي.. قصة قصيرة.
- مجرد كلااام.. نص بالعامية المصرية.
- الفكرة/ المرأة.. والمرأة/ الفكرة.
- حائط مبكى الثورة في العاصمة السرية.
- أنا جباااااااان.. وأنت الشجاع.. هذه كل الحكاية!!!
- العاطفة والسياسة
- مسلسلات رجالي دوت كوم/ قلش رخيص.. الحلقة الأولى: الصراحة راح ...
- معركة أخيرة فاصلة.


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار سعد شحاته - العلم بين الكتابة والسماع.. من سلسلة مقالات: اقرأ.