أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - يا صديقي.. لا تنس آمنين.














المزيد.....

يا صديقي.. لا تنس آمنين.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 16:07
المحور: المجتمع المدني
    


أكتب لكل هؤلاء:
أكتب إلى صديقي الذي علمني كيف ألتمس الأمان في ثنايا الأحداث اليومية بعض الأمل في غد أفضل، أكتب إلى كل هؤلاء الذين وقفوا جنبًا إلى جنب يحتمون ببعضهم، يتلمسون الدفء في شتاء يناير القارص، ينعشون ليله الطويل بأهازيجهم وأصواتهم عن الحلم وعن الحرية وعن العدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان، أكتب إلى هؤلاء الذين خلعت قلوبهم يوم خلع الكثير عباءة الخوف عنهم، أو استبدلوها بغيرها من المواجهة وغن كانت نهايتهم حتمية ومنطقية برصاصة قناص أو تحت عجلات سيارات الهمجية والتبرير المطلق للسيطرة والطغيان، أكتب إلى هؤلاء وهم واحد في صديقي هذا، واكتب إلى نفسي هذا المقال.
ادخلوا مصر:
تأمل مشاهد العنف في مصر كلها، ولا تتحسر، تأمل فقط لتعتبر في جملة المعتبرين، تعلم أن تقرأ ما وراء الحدث بعمق، تعرّف كيف يمكن للأمان أن يكون أمرًا غير متوقع في ظل فوضى العبث والعنف الدائر من حولك، واكتشف عظمة القول "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، وإياك لحظة أن يخالجك الشك فيها، فقط انت تتعجل، ربما لديك من أسبابك الشخصية والحياتية ما يبرر لك كل هذا الإحباط، ربما لا تزال جراحاتك التي لم تندمل منذ يناير تنكفيء كل ليلة تلعق بعض الدماء التي تنزف منها بين حين وحين، ربما كلما طابت جروحك عاودك الأثر؛ فتألمت وانحصرت في ألمك إلى أبعد مدى يمكن تخيله، لكنكها أبدا يا صديقي لن تدوم، فقط تعلم أن إيمانك بتلك الكلمات المقدسة، بل الكلمة "آمنيين" ينبغي له الصمود، تعلم وتعرف أن الأمان هذا مهما بدا بعيدًا حتما مقضيًا سيأتي، فهو وعده، هو عهده، ووعده وعهده لا ينقطعان، وإن انقطعنا نحن أو تعجلنا الحدوث. يا صديقي هو رب عظيم من يعد، رب جليل من عاهد، فكيف لنا بكل صغار إنسانيتنا ان نحتوى وعد هذا الرب، كيف لنا بكل هذا النقص أن نتفهم وعدا كاملا يصدر عن كمال يخلو من كل عيب مقيت، فقط تعلم أن تقرأ الكلمة بهدوء، وقتها تعلم أنها أصدق من كل المقالات وكل الرصاصات وكل النفرات والنعرات. لقد شاء الله فلا تبتئس.
يا صديقي الحبيب:
ثق يا صديقي في ذاتك انها ستعبر نحو هذا الوعد، عاند وساوسها وتخوفاتها، فقط اخلص في طلبه، وتمثل الطلب في قولك وفعلك وإيمانك، لحظتها ستنير فيطك بقعة النور الخالص التي تأتيك مباشرة من أصل خلقك، فقط سيدللك النور إلى حقيقة الوعد، ربما سيحيلك إلى تواريخ هذا البلد الحبيب على مر عمره المديد، تأمل كل المحن وتعلم انها لا تدوم، فلا حزن يبقى ولا فرح سرمدي أبدي، كل شيء ينتهي، يعبر ويبقى، او يبقى ثم يعبر، وفقط يبقى الوعد وتبقى هذه البلد الطيبة، فقط تعلم في النهاية أنها بعين رب الكون، وعين الرب تنتبه لكل عظيم وتشرفه بعظمة اعلى واقدس متى انتبهت إليها ذات الرب. فقط اخلص إلى نتيجة إن الرب يحب هذا البلد المجيد، ثم استرح. يا صديقي الحبيب الأمين، تفاءل بالوعد، لا تتعجله، إنما ابتسم كلما بهتت ملامحه او غبرته الأحداث، فلولا أنه وعد عظيم لأجل بلد عظيم، صادر عن رب عظيم، ما كان الغيم حوله إلا عظيم. فقط ابتسم وانت توثق للوعد في صلاتك، وفي بيتك وفي تعاملاتك مع الجميع، فقط اعلم أنك حتما منحاز إلى الوعد وصاحبه وغلى من صدر لاجله، فقط ثق بأنك أحد المحظوظين كونك مشمول به وفيه.
يا صديقي الحبيب تعلم أن تفخر بكل ما ينمو في داخلك من الخوف والألم والحزن فكله دليل الوعد العظيم للبلد العظيم عن الرب الواحد العظيم.

مختار سعد شحاته.
Bo Mima
روائي.
مصر_ الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداع يليق.. رسالة خاصة إلى د/ البرادعي.
- ورقة شاي.. قصة قصيرة.
- مجرد كلااام.. نص بالعامية المصرية.
- الفكرة/ المرأة.. والمرأة/ الفكرة.
- حائط مبكى الثورة في العاصمة السرية.
- أنا جباااااااان.. وأنت الشجاع.. هذه كل الحكاية!!!
- العاطفة والسياسة
- مسلسلات رجالي دوت كوم/ قلش رخيص.. الحلقة الأولى: الصراحة راح ...
- معركة أخيرة فاصلة.
- -درس تاريخ-..عشر مقاطع من التاريخ، ومقطعان لأمي، ونهاية واحد ...
- حين يكتب التاريخ.
- عم موسى ليس نبيًا.. قصة قصيرة.
- تهيس.. فيلم بالعامية المصرية من 3 مشاهد
- بين رابعة العدوية وشفيقة الجرجاوية
- -شفيقة- و-رابعة- كلتاهما شهيدة العشق.
- في صعيد مصر.
- حين تبت يدا أبي لهب.
- تمردوا يرحمكم الله.
- رسالة الأحلام.. عامية مصرية.
- بين الامتنان والانبساط.


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - يا صديقي.. لا تنس آمنين.