أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مختار سعد شحاته - إعادة التدوير، ومحمود مليجي الثورة















المزيد.....

إعادة التدوير، ومحمود مليجي الثورة


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 01:39
المحور: كتابات ساخرة
    


إعادة التدوير:
يستمر مسلسل الحكومات بنفس الآداء الركيك، بل إن شئت الرقيع، حيث اعتمدت حكومات توالت على مصر بعد ما عُرف بثورة 25 يناير، باعتماد شيطنة الثوار، وهو ما بات باللفظ الدارج –وهو الأكثر توصيفًا وجلاء في وقتنا الراهن- وصفا مختصرا لـ"عِدلتك ما بتتعدل". نعم نفس السيناريو المكرور والخال من الدسم والسكر، والمملوء بالتخمة السياسة والكرش الفشلي المبين. فقط تأمل الحكاية منذ انطلاق شرارتها الأولى هناك في المحلة في أبريل الماضي قبل سنوات، تذكر معي، اجتهد ان تواجه نفسك بالحقائق، تذكر كل الوجوه وبم وصفت حفنة عمال المحلة التي صرخت "قرفنا من السيناريو بتاعكم ريس وحكومة". ستجد المشهد يتكرر بسميترية عجيبة، لا تدل علماء الإنسانيات إلا إلى إشارة واحدة، أن الشعب المصري شعب مغرم بالسيناريوهات ولو "خنيقة" و"مضروبة"، وكأن الشعب المصري أكثر شعوب الأرض إيمانًا بالحكمة "التاريخ يعيد نفسه"، ويبدو أن مصر وما وصلت إليه من شأن "زبالة"، جعل من المصريين يتعاملون "باستاندر مصري خالص" مع الحكمة، ولكونهم وبخصوص "الزبالة"، فقد صاروا ضالعين في فن إعادة التدوير للأنظمة، ولكونها كذلك تدخل عالم صناعات إعادة التدوير ببطء، فحكومتنا وشعبنا يعيدون تدوير المقولة الأخيرة "التاريخ يعيد نفسه"، ولكن بمنتج حكومي وشعبوي شديد الرداءة، بل لا نجرؤ على تصديره.

فلاش بالك سريع:
تأمل معي أولا آداء الحكومات؛ فمنذ نشأة مصر الحديثة وهي محكومة بالعسكريين أو أبناء هذا "العسكري" الألباني، حتى انتهت إلى يومنا هذا، أي أنه إعادة تدوير للحكومات والعسكر، وحين حاول العسكر مرة أن يقدموا لنا إعادة تدوير جديدة جاء مجلس قيادة ثورة، كان قد دعا إلى العدالة الاجتماعية باصلاحات عديدة، لكنه لم يغفل إعدامات عمالية، وحركة قمعية لا مثيل لها، وهو ما لا يمكننا إغفاله عن فترة المجلس وقتها، والذي أعاد تدوير بعض الضباط الأحرار، لنعجب كيف فسدوا وصاروا من أصحاب النفوذ فيما بعد، وأعادوا وعوائلهم طبقية حاربوها.
كذلك حين جاء مجلس أعلى عرفه البعض بالمجلس العسكري، والآخرون أحبوا أن يسموه "مجلس الغازكر"، هو الآخر أراد ان يضمن إعادة تدويره فتمخض وولد لنا حالة فارقة في التاريخ المصري، انقسم على إثرها بحدة الشارع والبيت الواحد، حين جلس وتفاوض مع نظام متأسلم، وسلمه البلد على طبق من ذهب، فكانت إعادة التدوير ما نعق به الكثير بالوصف "‘ُرس انتخابي للديمقراطية"، والحقيقة أنه منتج معاد التدوير، انتهى بالبلاد إلى رئيس يريد أن يعالج قضية سد النهضة بالدعاء لله أن يمطرنا ويبارك لنا في مطرنا، بل زاد أن انتهى الحال بالبلدة إلى هذا الرأسمالي المتعصب لماليته "الببلاوي" رئيس الوزراء، صاحب هذه الحكومة العجائبية التي أعادت تدوير المجتمع من جديد، ولك ان تنظر إلى الدكتور حسام عيسى والعمالي المناضل –سابقا- كمال أبو عيطة، وكيف تم إعادة تدويرهم، لتنتج لنا الأول رئيسًا للتعليم العالي والذي صار "أبو لسعة"، وعيطه الذي يحارب المضربين من العمال الذين أضرب معهم قبل ذلك.

يا نور النبي!! قصدي يا نور عينيه:
تستمر سياسة إعادة التدوير لتنتج لنا من هذا الوضع الزبالة وزارة داخلية جديدة، فتدخل وزير الداخلية نفسه في ما قبل 30 يونيو، وتنتجه وتعيد تدويره لما بعدها، ولأننا شعب "حبوب" و"مسامح"، ويؤمن بأن "يا بخت من بات مظلوم"، فهو يتغني للوزير نفسه بعد إعادة تدويره، ويتفنن في عرض بضاعته ووزارته المُدوَّرة، ليخبرنا بأنه لا خرطوش في حرم الجامعة، وكان الجثة في كلية الهندسة "قتلها الأشباح"، بل إنه أعاد تدوير المواجهة مع المجموعات الناشطة، فأنتج نوعًا جديدا من القمع، برعاية مؤسسة الرئاسة المهتزة، حيث أعطت ومررت قانونًا مشينًا للتظاهر، فجاء ضرب البنات وسحل المتظاهرين، بل لا مانع لديهم من القذف ببنات تهتف ضد القانون من الرمي في الطريق الصحراوي، وهو كله نتاج الشعور العام الغامض الذي أنتجه القول "معقول نعمل فيكم كده!! دا أنتم نور عنينا".

محمود مليجي الثورة:
تتوالي إنتاجات الدولة للبضاعة معادة التدوير، حتى في خصومها، وبعيدًا عن خصومة التيار المتأسلم، لكنها هذه المرة تتجه بكل طاقتها نحو شخص وفرد واحد، ناشط سياسي يسمى "علاء سيف عبد الفتاح"، وبشكل شخصي كلما أتذكر هذا الناشط بصفه الأول الثانوي في بيجامة نومه حين زرت بيت الدكتور أحمد سيف والدكتورة ليلى سويف بصحبة صديق، اندهشت من جسده النامي، لكن زالت دهشتي حين عرفت أنه صار في إعادة التدوير في دولتنا المصرية "محمود المليجي الثورة"، فهو يسرق المدرعات والبنادق الآلية، ويضرب قوات الصاعقة، وقوة الاقتحام وينتهي به الأمر أن يسرق جهاز لاسلكي "رتبة" في الشرطة،الحقيقة أنه إنتاج رخيص، لكن علاء عبد الفتاح لعب الدور الجديد بحرفية عالية فهو ربيب كفاية، ورمز من رموز الثورة، وارتبط اسمه بالمحاكمات العسكرية في قضيته ضد المجلس العسكري، وتستمر السلطة باختلافها في إعادة تدويره لكن في دور محمود المليجي نفسه، وللحقيقة فعلاء لم يبخل على نفسه في تقمص الدور، فمرة يسب هذا، ومرة يشتم ذاك بأمه، ونسى أن الشعب لا يهمه من هو "محمود المليجي" الإنسان الذي ينفعل ويغضب ويحلم، ويصر أن يرى محمود المليجي الشرير، وعلاء لم يبخل على نفسه فمرة يقع في شرك طنطاوي، ومرة تالية الإخوان، حتى انه لم يبخل على شخص "الراحل الشيخ الشعراوي"، كما انتشر، ونسى أن المجتمع إلى جانب إعادة التدوير من قبل السلطة فهو شعب يعشق الأساطين، وهنا لا أنتقص قدر الشيخ في ذمة خالقه، ولا ألمح إلى طنطاوي وإن كنت أطمح. لكن دومًا هو جاهز لتأدية الدور ببراعة، وغن شاركه بعض الشريرين من عينة ثوار لا للمحاكمات العسكرية وغيرهم. "ولد الدكتور احمد سيف والدكتورة ليلى سويف"، أجبرته السلطات المتعاقبة على لعب الدور الشرير، كعادة المنتجين، يحبون فريد شوقي في الأكشن، ومحمود المليجي في الشرير، حتى يحبسهما بحب. لعلي هنا أحاول أن أفكر بجنون من خارج الصندوق، وسأنطلق من نظرية المؤامرة الكونية التى اكتشفها نابغة معهد خدمة كفر الشيخ "مفشّر 30 يونيو" "الدكتور عكاشة"، والذي حين يُسبق اسمه بلقب الدكتور لا يستدعي ذهني سوى فشل "مشروع الدكتور" في الحد من إنتاج عقليات من عينة هذا "المُفشّر" العوكش، بل توقن ان السادة أصحاب الفيلم وأصحاب المصنع تتلاقى مصالحهم ولا تتقاطع إلا في الخير.
مختار سعد شحاته.
Bo mima
روائي.
مصر_ الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالونات الاختبار الصفراء.
- كيف تصنع قائدًا.. -بتصرف-.
- كلام في الجون بس مش في الرياضة
- من سلسلة حكاياتي مع العفاريت -حكي بالعامية المصرية-.. مقابلت ...
- قراءة إنسانية لا نقدية في ديوان -بما يناسب حالتَك- للشاعر د. ...
- حين ابتسم الرب في الليلة الأولى من نوفمبر
- الحلقة الأخيرة من برنامج -البرنامج-.. أنت معانا ولا مع التان ...
- العاصمة السرية.. مقال تأخر كثيرًا خروجه إلى النور.
- العلم بين الكتابة والسماع.. من سلسلة مقالات: اقرأ.
- الرصاصة لا تزال في جيب محمود ياسين
- لحظة تجلي.. درافت2 نص أدبي.
- رسالة إلى دارين.
- -أنت رااااجل-!!!
- حين تحاربك الحكومة والدولة مهما كان توجهها.
- -كابتشينو-. مجموعة قصص قصيرة جدا.
- مشروع -العاصمة السرية- أدبي/ فني/ وثائقي.
- صِورك
- بين نظريتين: الأنصاف والمؤامرة.
- الهامش/ القشرة
- يا صديقي.. لا تنس آمنين.


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مختار سعد شحاته - إعادة التدوير، ومحمود مليجي الثورة