أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - هل يموت الصوت.. وداعًا يا أيها -الفاجومي-














المزيد.....

هل يموت الصوت.. وداعًا يا أيها -الفاجومي-


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 14:12
المحور: الادب والفن
    


نعلم متى بدأت الرحلة، لكننا لا نتيقن بمنتهاها، ولا الساعة التي يأخذنا صاحبها على غرة ويرحل، هكذا عودودونا في رحليهم المفاجيء مهما كانت سنواتهم المديدة العمر، دوما تكون المفاجاة والاستثناء الوحيد فيها أنها فعلهم غير الإرادي. رحل الفاجومي. نعم رحل في هدوء مخالف لكل ما أحدثه من ضوضاء وإزعاج قضّ به مضاجع الحكومات. رحل فارس الشعب وصاحب الجملة الصاخبة، رحل صناجة العامية المصرية، رحل رحيل مأسوف عليه في بلد صار مأسوفا عليه، ووضع نخاف ان يطول فنأسف عليه، رحل لكنه أبدًا لن يرحل من ذاكرة الشعر العمي، ولا من قلب الشارع المصري النابض بحب الحياة والحامل لكل تناقضاتها الجميلة. رحل وفقط.

نكتب نحن معشر الكُتاب آملين في خلق فرص جديدة لحيواتنا الموازية التي نهرب فيها وإليها من حياة واقعنا، وربما نواجهها تارة او تغلبنا في الكثير، وقل بيننا أن نرى أحدنا يترك علامة فارقة على طول تاريخه الإنساني لا الكتابي، ووحدهم أصحاب الاستثناءات هم من يكتبون ويضعون تلك النقطة الفارقة، حين يذوب فاصل بسيط بين الكاتب والإنسان مهما بلغت درجة الاحترافية والصنعة، وهي ما يكتب الخلود والتميز لهؤلاء الثلة المميزة من معشر الكُتاب. هكذا كان الفاجومي، هذا الذي نبه صياد الطيور إلى رقة حالنا ونصحه ان يدخر خرطوشه لصيد ثمين، وعلل لانكساره حين عادت جموع المنكسرين في هزيمة 67، ورأ "يا محلا رجعة ظباطنا من خط النار"، بعدما عرف أنها "الحمد لله ظاطت". هكذا عرف قدره، وحجم نفسه. كان له كالكثير ممن نراهم يسقطون الواحد تلو الىخر، ويستمرون عباءة السلطان، فيغدون في نهاياتهم نماذج تشيت اكثر منها تدعو للفخار، والامثلة على ذلك ومنها حدث ولا حرج.

عاش "عم نجم"، بسيطا بساطة ألحانه الشعرية، صاخبا صخب أوزانها العالية، في رحلة ممتدة من الوطنية الخالصة صاحب فيها الكثير وغنى له الكثير، لتبقى تجربته مع الشيخ إمام إبان الحقبة اليسارية في مصر والناصرية رمزا لما يمكن ان يخلقه الأدب والفن من فضاء للكثير يمنح من براح الحلم والوطن المنشود الكثير والكثير، فيحرض على الحلم ويحرض ضد القهر وضد الطغيان وضد السلطة الأبوية حتى ولو كانت في عهد الراحل عبد الناصر بما له وما عليه. هكذا امتدت رحلته بين قوافي العامية واوزانها تنزل بردا وسلاما على قلوب المورطين بورطة "الوطن"، بينما تتحول إلى مرايا تقعر شخوصا يظنون انهم في مجدهم وفوق كراسيهم آلهة العذاب لشعب بأكمله، وهو ما جعله الابن الضال على الدوام بالنسبة لكل الأنظمة المصرية -تقريبا- التي عاصرها، باستثناء ما قاله حول ربيعنا الذي امتد "18 يوما" لا أكثر وسط ميادين التحرير المصرية.
رحل الرجل سليط اللسان ولاذعه في نظر الحكومات الفاشلة والفاشية من وجهة نظره، لم يمار ولم يهادن ولو للحظة واحدة، وظل عف اللسان تجاه كل من يمت بصلة حقيقية لتراب هذا البلد، بل تكاد تتملكك الحيرة من صراحته الفجة حين يحكي بعفويته الشعرية والإنسانية معا واصفا هذا الجانب وذاك الجانب، وهو ما جعل الفاجومي رمزا من رموز لن يهمل ذكرها المؤرخ لحركة شعر العامية العربية على الإطلاق، وسيؤكد أن القول المتهم به شعر العامية وكونه لا يزيد عن فرقعة بالونة سرعان ما ينقشع هواؤها، حيث تخلد العديد من كتاباته الشعرية بما ابتكر من صور بكر هي من صميم العمق المصري وعشوائيات المهمشين وحواري ودورب هذا البلد- الذي أعطاه من شعره ما يؤهله ليكونعن حق فارس الشعب، وصعلوك العامية الثائر.
رحل الشاعر "عمنا أحمد فؤاد نجم"، رحل الفاجومي لكنه ابدا لن يرحل إلا عن سماء هؤلاء الكارهين لصوته، وسيبقى للأبد في قلوب محبيه وعشاق الصمود في هذا الوطن، والذي سطر فيه اسمه بأحرف من نور لا ينطفيء سناه أبدا.
رحم الله عم نجم.
مختار سعد شحاته.
Bo mima
روائي.
مصر/ الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة التدوير، ومحمود مليجي الثورة
- بالونات الاختبار الصفراء.
- كيف تصنع قائدًا.. -بتصرف-.
- كلام في الجون بس مش في الرياضة
- من سلسلة حكاياتي مع العفاريت -حكي بالعامية المصرية-.. مقابلت ...
- قراءة إنسانية لا نقدية في ديوان -بما يناسب حالتَك- للشاعر د. ...
- حين ابتسم الرب في الليلة الأولى من نوفمبر
- الحلقة الأخيرة من برنامج -البرنامج-.. أنت معانا ولا مع التان ...
- العاصمة السرية.. مقال تأخر كثيرًا خروجه إلى النور.
- العلم بين الكتابة والسماع.. من سلسلة مقالات: اقرأ.
- الرصاصة لا تزال في جيب محمود ياسين
- لحظة تجلي.. درافت2 نص أدبي.
- رسالة إلى دارين.
- -أنت رااااجل-!!!
- حين تحاربك الحكومة والدولة مهما كان توجهها.
- -كابتشينو-. مجموعة قصص قصيرة جدا.
- مشروع -العاصمة السرية- أدبي/ فني/ وثائقي.
- صِورك
- بين نظريتين: الأنصاف والمؤامرة.
- الهامش/ القشرة


المزيد.....




- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - هل يموت الصوت.. وداعًا يا أيها -الفاجومي-