أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 2 ـ















المزيد.....

المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 2 ـ


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 08:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد استلم البعث العفلقي الصدامي السلطة في ظروف الحرب الباردة التي اتسمت بصعود الفكر الأشتراكي والقومي الثوري المتنوّع في المنطقة، وتزايد انحياز عدد من حكومات واحزاب وحركات المنطقة الى المعسكر الأشتراكي في محاولات الأستفادة من حالة التوازن الدولي بين القطبين الكبيرين، او الحصول على دعم منه آنذاك . .
استلم البعث المذكور السلطة في العراق في خضم محاولة اوساط دولية ومنطقية ارادت له ان يكون مقبولاً، ولأجهاض التوصل الى مشروع للديمقراطية السياسية وحل القضية القومية العادلة للشعب الكوردي ومن اجل التقدم الأجتماعي في العراق، الذي كانت الجهود من اجله تتقدّم في النصف الثاني من الستينات، بمواجهته بمشروع قومي عربي (محسّن)، يلامس فكر الشارع الأكثر راديكالية ان صحّ التعبير، في تلك المرحلة.
الأمر الذي يفسّر سلوك صدام في نزوعه الى السيطرة على السلطة واحتكارها، وعمله على تحطيم القوى السياسية الأخرى بركوب وتحييد بعضها لتحطيم الآخر، بدورة ادّت الى اضعاف القوى السياسية الأخرى في البلاد، الاّ انها لم تستطع انهائها كما كان يتصوّر، لعمق جذورها في المجتمع آنذاك . . الأمر الذي ادىّ الى تفاقم سلوكه لتحقيق غاياته تلك بعدئذ، والى اعتماده سياسة واساليب الأجتثاث والتطهير الفكري، القومي والعرقي، بعد ان كان قد اتبعها في المراحل الأولى بشكل محدود.
وفيما واجه صدام الصراع الطبقي الأجتماعي وحقوق القوميات غير العربية في البلاد، بالتعصّب القومي الشوفيني وبالبداوة والدين والطائفة من موقعه كنائب، فان وتيرة ذلك تفاقمت بوضوح اثر تصاعد غليان الشارع في الجارة ايران ضد حكم الشاه الذي تكلل بعدئذ بانتصار الثورة الأيرانية عام 1979 . . الأنتصار الذي ادىّ الى اسراعه ومن ورائه لأعلانه رئيساً للبلاد، لمواجهة انتشار الشرر والتهابه في واقع العراق المتفجّر آنذاك، ليتحوّل بمحاولة اغتيال طارق عزيز في الجامعة المستنصرية مطلع الثمانينات الى سياسة اجتثاث وتطهير سياسي وقومي وطائفي معلن، بعد ان كان سريّاً مغلفاً، الذي تفاقم اكثر باعلان الحرب على الجارة ايران واستغلال احكام الطوارئ التي اعلنت خلالها، لتحطيم ابسط نشاط سياسي غير بعثي او امكانية حصوله، بوصمه بانه من اعمال الطابور الخامس.
الأمر الذي ادىّ الى اقتلاع مجاميع بشرية من ارضها ومن الحياة . . راح ضحاياها مئات الآلاف، سواءاً بالسوق الى طاحونة الحرب بفرق الأعدام او بالقتل الجماعي، اضافة الى محو القرى الذي تفاقم الى محو مدن كما حصل في قلعة دزة، حلبجة في كوردستان . . الدجيل، وجول الشط ثم العملية الشنيعة بتجفيف الأهوار في الجنوب وتشريد مئات الآلاف من اهلها . . بعد التهجير الهائل سئ الصيت الذي شمل ارياف كوردستان، الأمر الذي ادىّ الى ان يكون ضحايا تلك العمليات البربرية من الكورد ومن العرب من الطائفة الشيعية بشكل خاص.
وفي خضم نشاط دكتاتورية صدام وسعيه لتأسيس ( دولة العرب البسماركية الكبرى بزعامته)، اعتمد على اعتزاز العراقي بعراقيته وتمسكه بالوطن مهما واجه من محن، لجعل العراق قاعدة لا اكثر لتحقيق تلك الطموحات من جهة، ومن جهة اخرى سخّر ذلك الأعتزاز وحوّله الى عبودية بممارسة وسائله الوحشية عليه وديماغوجيته بشعارات كانت تسير مع نهجه الأحتكاري، من ( العراقي يتقدّم) الى (صدام عزّ العرب) بعد (قادسية صدام) وتكاثر الصداميات سواء كانت مذابح او منشآت سكنية ومشاريع، الى تماثيل، نصب، جداريات واغاني، اضافة الى العطاءات . .
ولتحقيق تلك الأحلام المريضة، دعم او بالحقيقة حاول شراء الشارع العربي وكل المعارضات العربية في دولها او التأثير عليها واحراجها بشتى الأساليب من دعم ثقافي وعلمي وقبول بعثات لطلبة عرب بشكل مجاني او صرف على بعثات الى دول العالم الصناعي، الى انواع الدعم والمطالبة بثمنه، الخديعة، التهديد بفضائح . . الى اساليب القتل والتصفيات الجسدية.
ولتحقيق تلك الوجهة ، ولتكوين قطب جديد في المنطقة وتحريك قواها بالوجهة التي تخدمه وتحقق اكثر من هدف، دخل صدام دول وقوى المنطقة من عالمها السفلي وشوارعها الخلفية . . لقد دعم الشارع العربي ومعارضات الحكومات العربية مبدياً استعداداً لدعمها مالياً وعسكرياً آنذاك ـ كما حصل مع عدد من المنظمات الفلسطينية واللبنانية وغيرها ـ سواء كانت يمينيه، اسلاميه، طائفية، مسيحية، فاشية، قومية او يسارية . . والذي اتبعه مع دول الجوار ومختلف الدول التي تشكّل فائدة ما في يوم ما للدكتاتورية، اعتماداً على عائدات النفط الخيالية الهائلة .
وفيما سخّر الموجه القومية في المنطقة محاولاً ركوبها آنذاك ضمن مخطط دولي كبير، بشعارات حماية الحدود القومية لكل العرب كـ (حراس البوابة الشرقية) و (الدفاع عن عروبة الخليج)، تحوّلت الى محاربة (اعداء العروبة والأسلام) من ( الفرس المجوس، الأعداء التاريخيين للأمة العربية) ثم من
(المجوس الذين اتخذوا الأسلام قناعاً )، الأمر الذي استمر يتصاعد بتصاعد الموجة الدينية في المنطقة والبلاد لأسباب كثيرة.
وفي سعيها لكسب الشارع العربي وجدت الدكتاتورية في الأسلام ـ المذهب السني خير غطاء يحقق لها تلك الأهداف في تلك المرحلة وظروف الموجة الأسلامية، في زمان شكّل فيه نظاما الحكم الشيعيان الجاران في سوريا وايران التحديات الأخطر من جهة، ومن جهة اخرى لأن الغالبية الساحقة من الدول العربية تتبع المناهج السنية في الأسلام، اضافة الى كون الحركات الأسلامية الفلسطينية سنيّة المنهج . . فاغدقت الدعم للمؤسسات الأسلامية السنية ( التي كانت ذاتها تشهد تطورات بصعود المذهب الوهابي السني المتشدد فيها) .
وفيما حصلت الدكتاتورية باموالها الأسطورية واحتضانها ودعمها وعنفها ووحشيتها، على تجاوب من مرجعيات وتجمعات اسلامية سنية عربية، حصل صدام على دعم او سكوت عدد كبير من المراجع الأسلامية السنية، بل وقام عدد منها في الأزهر بترتيب شجرة العائلة له وترتيب نسبه الى البيت الهاشمي . . التي مثّلها في مسرحيّاته في ركوب الموجة الدينية، من زيارته مرقد الأمام الحسين وصلاته فيه ومخاطبته الأمام بـ (جديّ)، كتابته المصحف الشريف (بدمه)، وكتابته (الله اكبر) على علم البلاد . . التي كانت تعبّر عن نشاطات كثيفة كانت تجري بتلك الوجهة .
وفيما استطاعت الدكتاتورية ركوب الموجة الدينية من موقع دعم الأجتهاد السنيّ منذ سنوات الحرب العراقية ـ الأيرانية وتصاعد نشاط منظمات المقاومة الفلسطينية واللبنانية . . فان جهودها بمزاوجته وتفعيله بالموقف القومي العربي بدعم مؤسسات مالية ومصالح كانت قائمة او جرى انشائها قطعت اشواطاً خطيرة على اساس دعم الدكتاتور من جهة، ومن جهة اخرى خلق وضعاً في العراق تلخّص بان الدكتاتورية في مواجهتها للمنظمات الأسلامية العراقية المعارضة، واجهت المنظمات الأسلامية الشيعية العراقية بعنف هائل كـ (طابور خامس للعدو الفارسي محرّف الدين بالمجوسية)، وواجهت القوى الأسلامية السنية المعارضة لها بعنف مصحوب بشفاعات ان صح التعبيربشكل عام (*)، للمحافظة وتمتين الصلات مع المؤسسات السنية في المنطقة لتحقيق اهدافه المتعددة، كما تمت الأشارة اليه اعلاه.
وعلى ما تقدّم فان دكتاتورية صداّم هي التي استفزّت الطائفية في المجتمع وعمّقتها، وصعّدتها باساليبها الدموية الخبيثة واوصلتها الى سياسة التطهير الطائفي سيئة الصيت وماتبعها من جرائمها في القتل الجماعي، في مسعى لتحويل العراق الى ساحة للصراع الطائفي بين الغالبية الشيعية العراقية والغالبية السنية في المحيط العربي من الدول العربية !! كجزء من سياستها التي رمت الى توثيق ربط الدكتاتورية بواقع المنطقة من جهة، ولأقلمة (**)ازمتها وتوسيع مجال مناورتها عند الطوارئ من جهة اخرى، الأمر الذي تتلمس نتائجه مما يدور الآن من اعمال ارهابية وحشية باسم الطائفية بحق المدنيين، بتقدير عديد من المراقبين . وفيما اتّبعت الدكتاتورية في ذلك اساليب ديماغوجية ومظاهر خادعة من شبكة موظفين ومسؤولين حزبيين من الطائفة الشيعية لخدمتها وحراسة مصالحها موحية بانها فوق الطائفية كادّعائها الكاذب المقيت بالديمقراطية وبتأمينها لحقوق الكورد والأقليات والطوائف ! فان فلولها وابواقها تحاول تبرئة نفسها من تبعية موروث ومضاعفات اثارة الطائفية البغيضة (يتبع)

18 / 6 / 2005 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) لابد من الأشارة الى قيام الدكتاتورية باعدام عدد من المراجع السنية لمعارضتهم له كالشهيد الشيخ
البدري وعدد من المراجع في البصرة، اضافة الى اعدام عشرات من الشباب بتهمة الأنتماء الى
تنظيمات اسلامية من المذهب السني عارضت الدكتاتورية، كما نقل عديد من المناضلين الذين كانوا
في الزنزانات الأنفرادية وقواطع الأعدام في زمان الدكتاتورية.
(**) اقلمة، من كلمة اقليم والمقصود به هنا المنطقة .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 1 ـ
- عن الأحزاب وحركة المجتمع . . والعولمة !
- صدام بين المحاكمة وقضية الواقع الدامي !
- في عيد ربيع الطلبة !
- ذكريات عن يوم السباع الخالد في - الصدور- !
- طلبة البصرة والنضال ضد ملامح الأستبداد الجديد !
- - بحزاني - على ابواب عام جديد !
- ماذا يكمن في الصراع حول حقوق المرأة ؟
- من اجل حكم تعددي ودستور مدني في العراق!
- - قانون ادارة الدولة للمرحلة الأنتقالية والجمعية الوطنية الأ ...
- - قانون ادارة الدولة للمرحلة الأنتقالية والجمعية الوطنية الأ ...
- الأنتخابات عيد البداية الواعدة !
- نعم لقائمة - اتحاد الشعب- الأنتخابية !
- من اجل التوافق لمواجهة الواقع العراقي ! 2 من 2
- من اجل التوافق لمواجهة الواقع العراقي ! 1 من 2
- وحدة قوى التيار الديمقراطي دعامة اساسية لعراق فدرالي موحد !
- الأنتخابات كَرَد على التحالف الصدامي الظلامي 2 من 2
- الأنتخابات كرد على التحالف الصدامي الأرهابي 1 من 2
- -الحوار المتمدن- كموقع يساري متمدن !
- المشاعر الجميلة التي افاقها - الحوار المتمدن -ـ 1 ـ


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 2 ـ