أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - الحرب على داعش














المزيد.....

الحرب على داعش


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمّة مواجهة جديدة يخوضها العراقيون ضد انفسهم اليوم، نخبتهم وعوامهم منشغلون في تسقيط بعضهم بعضاً تحت يافطة "اما مع المالكي او مع داعش". فريق يرى الحرب على داعش دعاية انتخابية مبكرة للمالكي وآخر يرى انها حرب مقدسة يعلنها جيشنا العراقي على فلول الارهاب، وما بين هذا وذاك، ضاع التحليل السياسي الدقيق وانتصرت الوطنية الزائفة. انتصرت المتاجرة بالمواقف ومعها المساجلات والحروب الكلامية، اهمها هذه التي تحدث اليوم بين شريحة الانتلجنسيا نفسها وهي تراهن على غباء القارىء.
اقول لهم لا تنسوا ان هناك من القرّاء مَن يجيد قراءة السطر قبل كتابته.

قبل هذه الحرب، هناك شرخ واضح في الهوية العراقية ناتج عن انقسام فكري حاد بين فريقين كبيرين في العراق. فريقان يفصل بينهما جداراً كبيراً من عدم الثقة. فريق يراه الآخر صفوياً مؤيداً للاحتلال الامريكي، عميلاً، مرحّباً ببيع الوطن لايران، ممجّداً للتاسع من نيسان (احتلال العراق وسقوط صدام)، مقدّساً "لنعال" ابو تحسين الضارب على وجه القائد السابق، في حين يرى ابناء هذا الفريق الفريق الآخر بعثياً متماهياً مع الماضي الخاكي، منفتحاً على العروبة البائسة، مستنداً الى الارهاب في معارضته، موالياً للسعودية، مؤمناً "بحذاء" منتظر الزيدي القافز نحو رأس بوش الرئيس. يلقي هذان الفريقان بظلالهما على كل تحليل ورأي وموضوع يطرحه احد منا، مهما كان هذا "الاحد" مستقلاً.
لا تعطي الاستقلالية (ان كانت هناك استقلالية اصلاً) مناعة كافية ضد تأثيرات هذين الفريقين اطلاقاً. فما زالت الهوية الثانوية والتربية والعائلة والموروث الثقافي والديني هي الاصل في قناعاتنا ولو بنسب معينة.

من هنا ارى ان الرأي حول المعركة التي يخوضها اليوم الجيش العراقي ضد تنظيم داعش لا يخرج خارج سلطان المؤسّستين المتصارعين اعلاه. فمثله مثل اي امر آخر حصل في السابق، سيبقى ابناء احد الفريقين يعتقد بان هذه الحرب هي حرب شيعية ضد السنة يقودها المالكي المدعوم ايرانياً، بينما يرى ابناء الفريق الآخر انها حرب تقودها الحكومة ضد ارهابيين محتمين في مدن الغربية يحظون بتعاطف مُبطّن من ابناء "السنة" حتى لو هاجم هؤلاء الارهابيون السنّة انفسهم.

اتفهم هذا الموقف من العوام لكن لا استطيع ان اتخيل النخبة التي تدّعي المدنية وهي تقع في فخ الطائفية حين تكتب رأيها بهذا الحدث. تصوير الامر على انه نزاع شخصي بين المالكي وداعش مغالطة صريحة، فداعش ليست ضد المالكي، داعش ضدنا كلنا، ضد وجودنا، حياتنا، حريتنا. داعش ضد العراق بسنته وشيعته وعربه وكرده ومسلميه ومسيحييه. باختصار شديد داعش ضد الجميع والوقوف على الحياد في الحرب الحالية ضده يعني الوقوف ضد العراق والعراقيين انفسهم.

للاسف ليست هي المرة الاولى التي تقود فيها بوصلة الكراهية مواقفنا وآراءنا. اننا مثل كل مرة ننقسم على انفسنا في ثابت اراه اخلاقياً، ثابت الدفاع عن حياتنا امام شياطين الجحور في صحراء حوران. انقسامنا هذا لا ينبع من اختلافنا في تقييم المواضيع او تباين ستراتيجيات الحلول عندنا، لكنه مثلما قلت في البداية وليد مواقفنا المسبقة من المالكي وحكومته او وليد طائفيتنا الغالبة على الهوية الوطنية حتى في مواجهة تنظيم ظلامي كتنظيم داعش.

سيستفيد المالكي حتماً من انتصار الجيش على داعش لكننا سنستفيد معه ايضاً، بل سيستفيد العراق والمنطقة بأسرها من هزيمة هذا التنظيم الارهابي، فما الضير في هذا؟ ألسنا نحن مَن كنّا نعيّر المالكي بتدهور الامن في البلد؟
إن لم يستفد المالكي انتخابياً من القضاء على الارهاب وتأمين العراق من جماعة داعش فممّ يستفيد اذن! ومتى يحق له ان يستفيد برأيكم!

امام المالكي فرصة ممتازة ان يحظَ بثقة الناس مجدّداً ولو في الجانب الامني اذا عرف كيف يدير هذه الحرب بحكمة وحذر، خصوصاً انها تحظى اليوم بدعم مهم من قيادات وعشائر السنّة في المنطقة الغربية. اقول بحكمة وحذر لاني اعرف ثمّة مَن يريد ان يورّطه في سحب المعارك تجاه القضاء على الغريم السنّي السياسي. هناك مَن يدفع بهذا الاتجاه نتيجة الثورة العاطفية والانفعال اللحظي الكبير مع انتصارات الجيش العراقي الاخيرة. يتصوّر ان القضاء على داعش السُلّمة الاولى في القضاء على الوجود السياسي السني في البلد.
خطأ فادح سيدفع ثمنه العراق كله وليس فقط المالكي وحزبه، ان فكّرت الحكومة بهذا الامر.

انا مع المالكي في حربه على داعش وضده في الاداء السياسي المتردّي والفساد وتدهور الخدمات، وحتى يحين موعد الكتابة عن هذه الامور، ستبقى داعش تحتل المساحة الاكبر من مدوّنتي.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المسيرة الحسينية وزيارات المشي المليونية
- ماذا يريد رجل -السُنّة- في العراق؟
- اما السيد المالكي او الفوضى والتقسيم
- رئيسنا حي
- العراق ورقة امل
- السلاحف تستطيع الطيران .. بهمن قوبادي، اسبرين عالج الوجع الك ...
- قراءة في رواية -حزن الحرب-
- باب علي وضلع الزهراء
- بَعْلَزْبول برلماني
- في قضية مقاهي الكرادة
- سلطة اللاسلطة
- لماذا احمد وليس محمد؟
- اشكالية الحَسَد بين الخرافة والقرآن
- بين الاخْوَنة والدَعْوَنة
- محمد حنش .. سطر جديد في كتاب الدراما العراقية
- ديمقراطية الطوائف
- في قضية البند السابع
- نصوص التأويل والعنف الرمزي
- الحكيم .. سلالة عقل
- شعراء -القنادر-


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - الحرب على داعش